لا يخفى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على مستخدميها، وتحديداً على صحتهم النفسية. وفي اليوم العالمي للصحة النفسية نستعرض أبرز الأضرار التي تلحقها هذه المنصات بالصحة النفسية للأفراد، والخطوات التي اتخذتها لتدارك المسألة.
كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟
وجدت دراسة نشرت في دورية Psychology Research and Behavior Management أن التقاط صور "سيلفي" (selfie) ونشرها ومشاهدتها تؤثر سلباً على مزاج المراهقين وثقتهم إزاء أشكال أجسادهم.
ووجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس الإعلامي أن الفتيات يمارسن "رقابة جسدية" على وسائل التواصل الاجتماعي ويركزن على الجسم المثالي النحيف.
وتوصلت دراسة من جامعة نوتنغهام ترنت إلى أن "معايير الإدمان، مثل إهمال الحياة الشخصية والانشغال الذهني والهروب وتغير المزاج وإخفاء السلوك الإدماني، تحضر لدى بعض الأشخاص الذين يستخدمون الشبكات الاجتماعية بإفراط".
وأوضحت دراسة وجود رابط بين استخدام "فيسبوك" وحياة أقل سعادة ورضى. ورجحت أن يكون ذلك له علاقة بحقيقة أن "فيسبوك" يستحضر تصوراً للانعزال الاجتماعي بطريقة لا تفعلها الأنشطة الانفرادية الأخرى.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن بحثاً داخلياً لشركة ميتا قد وجد أن "إنستغرام" قد أضر بصحة المراهقات النفسية. وناقشت إدارة "ميتا" داخلياً ارتباط التطبيق بالقلق والاكتئاب والتفكير بالانتحار والصورة السلبية عن الجسد.
رصدت دراسة أخرى شعور الناس بعد استخدام "فيسبوك"؛ كان المشاركون في هذا البحث يشعرون دائماً بأنهم أسوأ حالاً بعد استخدام الموقع مقارنةً بالأشخاص الذين يمارسون أنشطة أخرى.
وتُتهم منصة تيك توك التي تلقى رواجاً كبيراً بين صفوف المراهقين بشكل مستمر بأنها تتسبب بأضرار ذهنية للصغار. ورُفعت دعوى قضائية ضدها من أسرتي طفلتين أميركيتين توفيتا بعد مشاركتهما في تحدٍ عبرها.
وأعلنت 8 ولايات أميركية إطلاق تحقيق في شأن التأثيرات "الضارة" لمنصة تيك توك على الأطفال وتحفيزهم لقضاء مزيد من الوقت في تصفّح التطبيق.
"تيك توك" نفسه حذّر المستخدمين، خصوصاً أهالي الأطفال على الشبكة، بشأن صور تظهر انتحاراً أُدخلت بشكل مبطن إلى تسجيلات مصورة منتشرة عبر الخدمة. وتظهر هذه الصور أميركياً ينهي حياته خلال بث مباشر على "فيسبوك". وحُملّت على منصات إلكترونية عدة، كما أضيفت أحياناً إلى فيديوهات تتناول مواضيع أخرى.
موظفو مواقع التواصل الاجتماعي لا يسلمون من الأضرار
طُلب من مديري المحتوى العاملين في منشأة أوروبية تابعة لشركة "فيسبوك" التوقيع على نموذج يقرّون فيه صراحة بأن وظيفتهم قد تتسبب في "اضطراب ما بعد الصدمة".
وأفادت "فايننشال تايمز" بأن المنشأة الأوروبية فيها نحو 400 منسق محتوى يطلعون يومياً على مئات الصور ومقاطع الفيديو المزعجة التي تشمل مواقعة الحيوانات وإساءة معاملة الأطفال وخطاب الكراهية وإيذاء النفس والإرهاب، عبر منصتي فيسبوك وإنستغرام.
ورفع مشرفان سابقان في "فيسبوك"دعاوى قضائية في كاليفورنيا، وشهد عشرات الموظفين في أيرلندا، بشأن معاناتهم من ظروف صحية نفسية قاسية تشمل نوبات الهلع واضطراب ما بعد الصدمة.
وكشف موقع ذا فيردج أن المشرفين على المحتوى في منصة يوتيوب، في ولاية تكساس الأميركية، أجبروا على توقيع نموذج مشابه.
كيف تحاول مواقع التواصل الاجتماعي تدارك الأزمة؟
أعلنت منصة تيك توك عن ميزة تقلل إتاحة مقاطع الفيديو التي تتناول "مواضيع دقيقة، أو موجهة، إلى جمهور من البالغين" لمستخدميها من أعمار صغيرة.
وأعلنت "إنستغرام" عن ميزة إخفاء ظهور "الإعجابات" على المنشورات، فلا يتمكن المتابعون من معرفة عدد الإعجابات على منشورات الآخرين، كحل للتقليل من الضغط الناتج من الرغبة في الحصول على "الإعجابات".
وأكثر من منصة شهيرة باتت تقدم تقارير بالساعات المصروفة على استخدامها خلال اليوم والأسبوع، بينما ترسل "تيك توك" مثلاً رسالة بأخذ استراحة من التطبيق بعد مرور وقت معين.
وأعلنت "يوتيوب" عن سلسلة محتوى يصنعه "تحالف الصحة العقلية" و"الشراكة لإنهاء الإدمان" و"الرابطة الوطنية لاضطرابات الأكل" ومنظمات أخرى. يركز المحتوى على التثقيف النفسي ودعم العائلات التي يتعاطى أفرادها المخدرات أو يعانون من اضطرابات الأكل مثلاً.