في الذكرى السابعة لرحيله: السينما المصرية مدينة لنور الشريف

12 اغسطس 2022
آمن الشريف بقدرة السينما على التأثير في المجتمع (Getty)
+ الخط -

مرّت أمس الذكرى السابعة لوفاة النجم المصري نور الشريف، ذي التاريخ الطويل من الأعمال الدرامية المتنوعة. فرغم بدايته المسرحية، إلّا أنّه امتلك رصيداً قوياً على الصعيد السينمائي والتلفزيوني، وحتّى الإذاعي.

لم يختلف نور الشريف عن أبناء جيله من ناحية قبول أدوار وبطولات في أفلام تجارية، لكنّه اختلف عنهم كثيراً في الهدف.

وبحسب تصريحات عديدة له، كانت المشاركة في تلك الأفلام تهدف لتوفير التمويل اللازم للأفلام والمشروعات الفنية التي لن يتبناها المنتجون خوفاً من فشلها في شباك التذاكر.

وُصف نور الشريف بأنّه صانع النجوم، فهو آمن بأنّ دور الممثل ليس فقط تأدية دوره أمام الكاميرات، إذ رأى أنّ من واجبه أن يساند الأجيال الشابة الجديدة، منهم أحمد صفوت، حسن الرداد، دينا فؤاد، إيناس كامل، أيتن عامر وغيرهم.

وتعتبر فترة ثمانينيات القرن الماضي فترةً ثريّةً جدّاً، جاءت بفكر مختلف ومتمرد نزل إلى الواقع بعيداً عن الرومانسية، ونأى بنفسه عن الطروحات المبالغ فيها أو الخيالية، والتي كانت سمّةً غالبةً في السينما المصرية، باستثناء أسماء قليلة مثل صلاح أبو سيف وكمال الشيخ.

وبرز في تلك الفترة عددٌ من المخرجين الذين قاموا برسم خطٍّ مغاير للسينما المصرية، وأصبحوا أساتذة في الصناعة، ووقفوا في وجه تيار سينما المقاولات الذي تزامن صعوده مع ظهورهم، وكان نور الشريف هو كلمة السر في تلك المرحلة.

أنتج الممثل الراحل فيلم "ضربة شمس"، الذي مثّل الانطلاقة للمخرج محمد خان، كذلك أخذ دور البطولة في أول فيلمين للمخرج الراحل عاطف الطيب، وهما "الغيرة القاتلة" و"سواق الأتوبيس"، وشكّل الأول البداية الحقيقية لأحد أهم الممثلين، وهو يحيى الفخراني"، أمّا الثاني فاحتل المركز الثامن في قائمة أفضل مئة فيلم مصري، وحصد العديد من الجوائز في مهرجاناتٍ مختلفة.

تكرّر الأمر نفسه مع المخرج داود عبد السيد، إذ مثّل الشريف في أوّل فيلمين للسيد وهما "الصعاليك" و"البحث عن سيد مرزوق".

كذلك، التقى مع محمد النجار في أول أفلامه "زمن حاتم زهران"، والذي كان أشبه بإنذار من أثر سياسة الانفتاح الاقتصادي، وطغيان الرأسمالية المتطفلة، ثم تعاونا بعدها بسنوات في فيلم "الصرخة".

وكان لسمير سيف النصيب الأكبر من التعامل مع نور الشريف. بعد سنوات من عمله مساعد مخرج، استعان الشريف بسيف في ثلاثة أفلام من إنتاجه وبطولته وهي: "دائرة الانتقام" و"قطة على نار" و"آخر الرجال المحترمين".

من المخرجين إلى كتاب السيناريو، إذ عمل مع بشير الديك الذي كتب سيناريو فيلم "مع سبق الإصرار"، واستمر هذا التعاون لاحقاً مع الديك وعاطف الطيب، في أفلام مثل "سواق الأتوبيس" و"ضربة معلم" و"ناجي العلي" و"ليلة ساخنة".

لهذا كلّه، تدين السينما المصرية بشكل عام لنور الشريف، كونه من القلائل الذين آمنوا بصناعة السينما ودورها في التأثير على المجتمع والناس.

المساهمون