استمع إلى الملخص
- القصة تتبع نمطًا متوقعًا حيث يكتشف سارة وعلي أنهما عاشقان بعد فقدان الآخر، وتنتهي بشكل تقليدي بزواجهما، مما يجعلها تبدو ملاذًا للمراهقين وتفتقر إلى المنطق في تحول العلاقة.
- الفيلم يستهدف فئة الشباب الأصغر سنًا، ويعكس مشاعرهم السطحية، مع عنوان مستوحى من أغنية شهيرة لجورج وسوف وتركيز على أغاني بهاء سلطان.
دخل الفيلم المصري "الهوى سلطان" دور صالات العرض السينمائية في مدينة بيروت، ليتلقفه الجمهور اللبناني. الفيلم الذي يلعب بطولته منة شلبي، وأحمد داود، وأحمد خالد صالح، وجيهان الشماشرجي، يتناول قصة عن شاب وصبية، سارة وعلي، كانا قد نشآ معاً منذ طفولتهما، وجمعتهما علاقة صداقة متينة ناتجة؛ إذ كانا يقضيان أغلب وقتهما معاً، ويبوحان بأسرارهما لبعضهما بعضاً.
العمل كتبته وأخرجته هبة يسري، وقد ركزت على تفاصيل بسيطة في علاقة الحب الأخوية؛ فالعائلتان تتشابهان بحالتهما المادية، لذا استطاعت المخرجة نقل هذه الصورة بعدسة هادئة لا تكلف فيها، بمكياج بسيط وأزياء مناسبة للشخصيات. لكن، في الوقت نفسه، يغيب عنصر الإبهار، سواء على صعيد الحكاية أو اللقطات.
في القصة، تسير الأمور باعتياد بين بطلي الفيلم، إلى أن تدخل شابة حياة علي (أحمد داود) لتبدأ سارة (منة شلبي) تشعر بفقدانها عنصراً مهماً من حياتها كان ملازماً لها دوماً، فتدخل هي الأخرى بالصدفة بعلاقة حب جديدة تجمعها بطبيب، ربما رد فعل على فقدان شخص مهم في حياتها، ليخرج الثنائيان مع بعضهم بعضاً ويجتمعوا. تبقى هناك غصة بقلب البطلين على اعتبار أنهما وجدا نفسيهما بعيدَين عن بعضهما بعضاً، وأنهما لا يشبهان الشخصيتين اللتين ارتبطا بهما.
تكمن مشكلة الحكاية في أنها متوقعة الحدوث والنهاية، فالمُشاهد يعرف مسبقاً ماذا سيجري في اللقطة الأخيرة. وفعلاً هذا ما حصل، يترك كل منهما حبيبه، ويعيد الصديقان علاقتهما، مكتشفَين أنهما عاشقان بعد هذه التجربة، ولا يستطيعان التخلي عن بعضهما بعضاً، وتُسلَق النهاية على عجل بمعانقة باكية في الشارع، وحفل زفاف بسيط.
الحكاية برمّتها تصلح كي تكون ملاذاً للمراهقين الذين يجدون فيها ما يشبههم في مثل هذه العلاقات. لكن القصة بحد ذاتها بعيدة عن المنطق نوعاً ما، لأن علاقة الأخوّة المطروحة في الفيلم من الصعب أن تتأجج بهذا الشكل، لتصبح احتياجاً عاطفياً قائماً على نوع مختلف من الحب ينتهي بزواج. ربما لو بقي الصديقان يحبان بعضهما فعلاً من دون أن يُختَتَم الموضوع بزواج، أو انتهت الحكاية بعدم تقبل بعضهما زوجين، لكان الفيلم قد طرح إشكالية جديدة يتوقف عندها المُتابعون، فلا يتوقّعوا النهاية، خصوصاً أن البطلين نشآ معاً، ما يعزز فكرة الصداقة بين الشاب والفتاة، لكن الحكاية انتهت تقليدياً، بما يشبه بالروايات العربية القديمة التي ترسم الحلم الأبيض للمرأة بفستان زفاف، والشاب الآتي على حصان أبيض. إضافةً إلى ذلك، يتبين للمشاهدين فارق العمر بين البطلين، لكن إن تجاوزنا هذه النقطة؛ فإن الحكاية تبدو بسيطة حد السذاجة، حتى الحوارات فيها عادية، إذا ما استثنينا رسالة سارة لخطيبها الذي تركته. أما عن تسمية العمل، فهي جاءت بناءً على أغنية شهيرة للفنان السوري جورج وسوف الذي صدح صوته بعدة مشاهد من الفيلم، إلا أن التركيز الأكبر كان على أغاني بهاء سلطان التي كان يسمعها البطلان، وينتهي العمل بإحداها، فجاء اسم الفيلم نفسه برمزية ضائعة.
يمكن لـ"الهوى سلطان" أن يصل إلى قلوب الناس، لكن ضمن شريحة معينة، هي فئة الشباب الأصغر عمراً، على اعتبار أنهم ما يزالون يختبرون مشاعرهم في الحياة، وهذا الفيلم ليس سوى جزء من هذه المشاعر السطحية البسيطة التي لا يمكن كثيراً للأشخاص الناضجين أن تستهويهم متابعتها كونهم تجاوزوها منذ سنوات.