قبل أسبوعين، نشرت شركة "سيدرز آرت برودكشن"، وثائقياً تجاوزت مدته الساعة، عن سلسلة "الهيبة" التي بلغت خمسة أجزاء.
بعدها بأيام قليلة، أعلنت الشركة نفسها تنظيم حفلات إطلاق فيلم "الهيبة"، من كتابة عصام بو خالد، سعيد سرحان وسامر البرقاوي، وإخراج الأخير. جالت الشركة على معظم البلدان العربية لعرض الفيلم، مصطحبةً أبطاله في هذه الجولة.
منى واصف وتيم حسن وزينه مكي ومحمد عقيل، التقوا جميعاً في دبي وأبوظبي، وبيروت، ودمشق، لحضور العرض الأول مع زملاء لهم، شاركوا في المسلسل واستُبعدوا من الفيلم، إلى جانب حضور الصحافيين.
لا يمكن الجزم بفشل الفيلم، رغم ضعف الحبكة الخاصة بالقصة، والعودة بها إلى الجزء الثاني، ومنها اكتشاف جبل وأهل قرية "الهيبة"، أن قاتل والده في الفيلم (يُدعى الختيار، وأدى دوره رفيق علي أحمد) لم يمت، وأن جثته المتحللة داخل القبر هي لرجل آخر، ويقيم القاتل حالياً بين بلغاريا وتركيا.
يؤمن جبل شيخ الجبل نفسه، ويهرب برفقة بعض مساعديه، ومنهم علي (سعيد سرحان) إلى الحدود البلغارية التركية، لتبدأ عملية جديدة من تصفية الحسابات بينه وبين ابن آل السعيد، الذي يعيش وجده في تركيا.
لم ينس الابن بعد سنوات طويلة ما قام به جبل شيخ الجبل تجاه والده، بل يدرك الابن أن شيخ الجبل قتل والده، وهو اليوم جاء لينتقم، رغم أن جده لوالده (نقولا دانيال)، هو من أمّن الطريق لجبل للقدوم إلى تركيا، ومنها إلى بلغاريا.
يقع جبل شيخ الجبل فريسة في يد المافيا، بعد محاولات قضت بسحب "الختيار" خارج بلغاريا، وكان ينتظر أن يعود به الجميع من تركيا إلى بيروت لتصفيته في "الهيبة"، لكن غدر آل السعيد دفع إلى تأخير المهمة، التي سينتصر في نهايتها جبل شيخ الجبل.
من الظلم القول إن المخرج سامر البرقاوي فشل في رسم الحماسة أو التشويق الذي يسعى له جمهور هذه "السلسلة" بالدرجة الأولى. وفعلاً، أحاط البرقاوي نفسه بمساعدين أوصلوا ما يريده هذا الجمهور. لكن محاولات تسليط الضوء على ما يجري على الحدود بين تركيا وبلغاريا، والخط الإنساني أمام الهاربين، الذين يواجهون المهربين، بدا أضعف، ولا يقترب من طبيعة الهدف الذي يسعى له المنتج والمخرج وفريق الممثلين.
ثلاثة مشاهد لم تكن كافية للممثلة منى واصف، وكأنها ضيفة شرف على فيلم يهبط فجأة من الفضاء، ليتمكن بطل الرواية الطويلة من الهرب خارج الهيبة، وانتصاره المحتوم في النهاية على الأعداء.
هي صورة أشبه بحكايات الألغاز التي كنا نقرأها في الطفولة. وتقارب بتقنيات بسيطة أفلام الأكشن الأميركية. وعند مشاهدة الفيلم، نلمس ضعفاً واضحاً في كتابة النص والسيناريو، خصوصاً مع الاعتماد مجدداً على "الصدفة" غير المنطقية في تعريف الأدوار وتقديمها.
لا يمكن أن يكون فيلم "الهيبة" نقطة تحول في حياة الممثلة زينة مكي، التي تعوّل عليها وتدعمها شركة "الصبّاح". لم يخرج دور الفنانة عن النمطية التي تُقدّم بها عادةً. لم تنجح قصة الفيلم بحملها نحو فضاء السينما العابر لدراما المنصات المقولبة، أو تلك المفصلة على مقاسات المخرجين والمنتجين في آن واحد.