فيروز تبيع القهوة وعبد الحليم يقدّم النراجيل في عمّان
أثار مجسم للسيدة فيروز وهي تحمل "صينية" بيديها جدلاً واسعاً (فرانس برس)
أثار مجسم كبير للسيدة فيروز وهي تمسك بيديها صينية، أمام مقهى في العاصمة الأردنية عمان، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض لفكرة استخدام المشاهير في الترويج للمحلات التجارية، على الرغم من انتشار الفكرة بشكل واسع في عدد من العواصم العربية.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه في عمان مقاهٍ كثيرة تحمل أسماء نجوم ومشاهير عرب مثل "فريد زمان"، و"حليم"، و"نزار كافيه"، و"عبد الوهاب"، تنشر تلك المقاهي صوراً ومجسمات للنجوم الراحلين مصحوبة بأشعار وأغنيات موزعة ضمن ديكورات فخمة على جدران المكان الذي يسترخي به الزبائن على صوت الموسيقى الهادئة، وتُسمع به قرقعة الصحون والمعالق وسط روائح المعسل وموجات دخان النراجيل.
انطلقت شرارة الجدل من صورة نشرها "اليوتيوبر" نيكولاس خوري على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، معتبراً الأمر مسيئاً للمطربة اللبنانية، حيث كتب: "هذا محل ببيع قهوة في الأردن.. سامحينا يا فيروز"، وتم تداول الصورة بين المعلقين بصورة كبيرة. فحفلت صفحة المقهى بتعليقات أبدى أصحابها إعجاباً بالفكرة وتعليقات ساخرة تحذر صاحب المقهى من زعل فيروز. فيما نشر الفنان الأردني عادل الحاج الصورة موجهاً تساؤلاته إلى أمانة عمان حول السماح باستخدام صور السيدة فيروز بالترويج التجاري، وعلق: "تضايقت ومعي الكثير من الزملاء الذين استهجنوا الأمر، فهل يليق نشر مجسم للسيدة فيروز على أساس أنها تبيع القهوة في شوارع عمان؟".
وانتقل الجدل من مواقع التواصل الاجتماعي إلى صفحات الصحف، إذ خصص الكاتب الساخر طلعت شناعة إحدى مقالاته للحديث عن القضية وكتب: "يبدو أن أهالي العاصمة عمّان أصبحوا رومانسيين فجأة وبدون سابق إنذار، ناموا على أغنيات فهد بلّان واستيقظوا و"لقيوا حالهم" فيروزيين، فسبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر". ويضيف شناعة: "من هنا سارع معظم أصحاب المحال والمقاهي والكفتيريات إلى الاستعانة باسم وصورة وأغنيات المطربة فيروز وغيرها من النجوم الكبار، من أجل تسويق بضاعتهم من القهوة والشاي والنسكافيه، وآخر هذه التقليعات محل قرر (استغلال) اسم فيروز وصمم مجسّماً كرتونياً لجسمها وهي تحمل (صينية) كالتي يحملها صِبْية المقاهي في الشوارع ويلوّحون بها مثل الدفّ لجلب الزبائن إلى قهوتهم. وطبعاً، عشاق فيروز غضبوا واحتجّوا وزعلوا وهم يرون مطربتهم مُلقاة على الرصيف تبيع القهوة، وهي التي طالما علّمتنا الحب وحلّقت بنا في سماء الشوق".
يقول الصحافي محمد عرسان تعقيباً على الأمر: "قمت بزيارة المقهى، وعرفت أن لجان التفتيش في أمانة عمّان قامت بزيارة المكان وتأكدت من صلاحية التراخيص الممنوحة لصاحب المقهى، ومراعاة العاملين لإجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا، وطلبت من صاحب المقهى إزالة مجسم فيروز من الشارع ووضعه على باب المقهى لإنهاء حالة الجدل، خاصة وأنه لا يوجد في القوانين ما يمنع من ترويج المحلات التجارية لبضاعتها بما لا يخل بالأخلاق والعادات والتقاليد". ويشير عرسان إلى أن صاحب محل ملابس في عمان، كان قد لجأ في العام 2016 إلى الترويج لبضاعته، من خلال اثنين من موظفيه ارتديا أقنعة لدونالد ترامب وهيلاري كلينتون في خضم الانتخابات الأميركية وهي الفكرة التي لاقت رواجاً بين الناس وقتها.
يقول إياد نقرش صاحب مقهى "فيروز كافيه"، إنه يحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك، وإنه بقي طويلاً يبحث عن عمل ولم يجد، فقرر هو ومجموعة من أصدقائه إقامة مشروع استثماري، فتم الاتفاق على افتتاح مقهى صغير لبيع القهوة والمشروبات الساخنة لكسب الرزق، ويضيف نقرش لـ"العربي الجديد": "وجدنا مكاناً في شارع حيوي يمر منه الناس، ولكوني من عشاق السيدة فيروز ودائماً ما كنت أستمع إلى أغنياتها كل صباح، اتفقت مع أصدقائي على تسمية المقهى (فيروز كافيه)".