تحت عنوان "فن الحرب" (Art of War) صدر ألبوم باللغة الإنكليزية لعدد من المغنين الغربيين من ذوي الأصول العربية، أرادوا من خلاله التعبير عن إحباطهم وغضبهم جراء عجز العالم أمام آلة الحرب الإسرائيلية التي حصدت حتى اليوم أرواح أكثر من 30 ألف فلسطيني في قطاع غزة.
الألبوم الذي صدر في 23 فبراير/شباط الماضي، توجه عائداته إلى جهود الإغاثة في قطاع غزة، وهو من إنتاج ستوديو Private Stock Studios في ولاية شيكاغو الأميركية، ويضم أغاني لـ12 فناناً، منهم المغنيات الأميركيات نورهان وJazlynn Q وAmira Jazeera، والبريطانيان Workrate وL Don، إلى جانب الأميركي من أصل سوادني Lil Freeny.
جاءت فكرة المشروع الفني من مقترح للمنتج هاني محفوظ، ليتبناها الموسيقي الأميركي من أصل أردني إيدي ماك، الذي كتب بعدها منشوراً في "إنستغرام"، يطلب من متابعيه وضع علامة على الفنانين الذين يرغبون أن يشاركوا في المشروع، وبعد ساعتين من النشر، تلقى ماك أكثر من 2000 تعليق مع اقتراحات الفنانين.
يُنظر إلى ماك، المنتج التنفيذي للألبوم، بوصفه نجماً صاعداً في عالم موسيقى الهيب هوب، إذ حصل على مكانة في الصناعة من خلال دمج المدرستين القديمة والجديدة لموسيقى الهيب هوب. ومن خلال ألبومه الأخير Underrated، أطلق الموسيقي الأميركي موجة جديدة متميزة من اللون الموسيقى، كما سلط الألبوم الضوء على مواهب ماك كمغني راب.
ولإصدار ألبوم "فن الحرب"، سافر المغني الأميركي في أواخر ديسمبر الماضي إلى شيكاغو، ليلحق به عدد من الفنانين المساهمين في المشروع بغرض التسجيل، بينما أرسل آخرون تسجيلاتهم من خلال الملفات الرقمية.
أراد الموسيقي الأميركي أن يعبر من خلال المشروع الفني عن استيائه من العدوان على قطاع غزة، بطريقة تسمح للناس بسماع الألم والإحباط من خلال الموسيقى. يقول ماك: "لا شيء يؤثر عليك عاطفيًا أكثر من الموسيقى، وأنا رغبت في أن أفتح قلوب الناس بل وأحطمها عاطفياً من أجل غزة".
وعن اختياره الفنانيين المناسبين للعمل الفني، أوضح ماك أن الأمر كان أشبه بتجنيد "المنتقمين" (في إشارة إلى فيلم الحركة الأميركي الشهير)، وأن مناقشات كثيرة جرت حول من سيشارك وما هي أنواع الموسيقى التي يريدون أن يضمها المشروع الفني، حتى استقروا على المجموعة التي أدّت العمل.
ومن بين أغانيه التي أداها بنفسه أغنية Action of War وتقول كلماتها: "لا أعرف، لا أعرف كم عدد المرات التي حدث لهم فيها ذلك من قبل، لكني ما زلت أحاول الصمود وأنا أكاد أسمعهم يبكون ويموتون. أناديكم، أنادي كل واحد منكم، لا يمكننا أن نفعل شيئا إلا إذا كنا واقفين كشخص واحد، هل يمكننا أن ننظر في المرآة، ونواجه ما يحدث؟ عندما كان العالم ينهار، هل سمعتهم ينادون؟ لأنهم كانوا ينادونك أنت والجميع. لا يمكننا القيام بذلك إلا إذا وقفنا كشخص واحد، هل يمكنك النظر في المرآة ومواجهة ما يحدث؟ عندما كان العالم ينهار، هل سمعتهم ينادون، لأنهم كانوا ينادونك أنت والجميع".
من المشاركين أيضاً في إنتاج الألبوم إلى جانب توليه تصميم المشروع الفني، فرناندوس جونسون جونيور (Fernandos Johnson Jr). يقول معلقا حول مساهمته بدعوة من ماك: "أنا أسود ومكسيكي، وقد جئت من صراعات مماثلة تجعلني راغبا في أن أقاتل من أجل أرضهم وأقاتل من أجل حقهم في هوية خاصة".
وعن الألبوم الغنائي، أكد جونيور: "اجتمع كل هؤلاء الأشخاص معاً ليخبروا الناس عن قصصهم حول فلسطين. أشعر أن المعجبين سيحصلون على أفضل الإصدارات من هؤلاء الفنانيين، لكن لا أستطيع الاحتفال وأن أكون سعيداً بينما لا يزال هناك أشخاص يموتون".
من جانبها، صرحت نورهان، إحدى المغنيات المساهمات بالمشروع الفني: "أراد العديد من الفنانين والمنتجين مواجهة الكراهية التي يرون أن الشعب العربي يلقاها"، مشيرة إلى أنها رغبت في تغيير النظرة المتعلقة بالأميركيين العرب.
وأضحت المغنية الأميركية: "لقد تعرضت للكراهية، وأصبح الناس يصفوننا (كأميركيين عرب) بالإرهابيين. لقد واجهت كثيراً من الكراهية على الرغم من أنني لست فلسطينية، لذلك أعرف الآن ما يعانونه".
وتغني نورهان في ريمكس أغنية "صوت الحرب" مع ماك: "نحن نهاجم ونقاتل، لا يمكنك التخلص منا، أنت تعلم أننا نقف على أرضنا، ولن نتراجع، هذه الأرض لنا...".
تميز الألبوم، مثل بقية أعمال كاتب الأغاني والموسيقي إيدي ماك، بالقوافي المبتكرة والإيقاعات الجذابة، بينما ساير مضمون الألبوم مسار قضايا جادة اعتاد الفنان الأميركي على طرحها في أعماله، ليخرج المشروع الغنائي صرخة غضب يأمل الفنانون المساهمون أن تساهم في تحريك ساكن.