فنانون أميركيون من السكان الأصليين... فلسطين باللون الأحمر

06 يونيو 2024
عمل لـ دانييل سي ووكر (صفحة الفنانة على فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيكتور باسكوال، مصمم غرافيك من نافاجو مايان، يدعم فلسطين بملصقات تدمج الرموز الفلسطينية والأصلية، معبرًا عن التشابه في التحديات بين الشعوب الأصلية والفلسطينيين.
- نيبينت لاندسم، فنانة من السكان الأصليين، تستخدم الكوفية الفلسطينية ورموز السكان الأصليين في أعمالها للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين، مؤكدة على الارتباط بين نضالات الشعوب الأصلية.
- دانييل سي ووكر، فنانة من داكوتا، تواجه الإلغاء الثقافي بسبب لوحتها "لا للإبادة الجماعية"، مؤكدة على التشابه في المعاناة بين السكان الأصليين والفلسطينيين وأهمية الصمود والمقاومة.

منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قرّر مصمم الغرافيك الأميركي، فيكتور باسكوال، أن يُخصّص جانباً من وقته لدعم فلسطين، بتصميمه ملصقات فنية ومشاركتها عبر الإنترنت. في العديد من التظاهرات الداعمة لفلسطين، كانت ملصقات باسكوال ظاهرة، يميزها أنها تربط بمهارة بين الرموز الفلسطينية ورموز السكان الأصليين فالفنان الأميركي ينتمي إلى واحدة من أكبر قبائل السكان الأصليين في الولايات المتحدة، وهي قبيلة نافاجو مايان. يؤمن باسكوال أن الشعوب الأصلية في الولايات المتحدة تتشارك مع الفلسطينيين نفس التحديات والمصير، كما أنها تواجه العدو نفسه.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشر باسكوال ملصقاً فنياً مستوحى من طقوس الرسم على الرمال، وهي ممارسة قبلية لدى السكان الأصليين، تُستخدم عادةً للشفاء. في هذا الملصق، صوّر الفنان الرجل الأول والمرأة الأولى، وهما شخصيتان مرتبطتان بقصة الخلق في الأساطير القديمة لدى السكان الأصليين، لكنه أتى بهما هنا كحُماة لأرض فلسطين.

ثقافات السكان الأصليين في هيئة حلزونية

في منتصف الملصق، رسم الفنان خريطة كاملة لفلسطين باللون الأحمر، وعلى جانبيها الرجل والمرأة. حول الرسم، يمتد شريطان من اللون البني والأزرق في شبه دائرة لتأكيد الحماية. تشير مجموعات الأسهم الحمراء في الرسم إلى الاتجاهات الأربعة، وأوضح باسكوال أنها مهمة في ثقافات السكان الأصليين، فهي تجسد الارتباط بالكون، حيث تشرق الشمس وتتبدل الفصول. وفي تصميم آخر، جمع باسكوال بين ألوان البطيخ رمز المقاومة الفلسطينية، مع عناصر بصرية من ثقافات السكان الأصليين المختلفة في هيئة حلزونية. الشكل الحلزوني هنا يمثل الكون في رسوم السكان الأصليين المنقوشة على الصخور في أميركا الشمالية وتشيلي وبيرو، وهو رمز مُقدّس ومتكرّر في هذه الرسوم.
فيكتور باسكوال ليس الفنان الوحيد من السكان الأصليين الذي يدعم فلسطين في أعماله، فهناك فنانون آخرون غيره، بينهم مُصممة الغرافيك نيبينت لاندسم. ساهمت لاندسم في تصميم العشرات من الملصقات ورسوم الغرافيتي الداعمة لفلسطين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهي تكرّس صفحتها على "إنستغرام" للدعوة إلى مقاطعة المؤسسات الداعمة لدولة الاحتلال. بين الصور الأكثر انتشاراً لنيبينت لاندسم، يبرز هذا التصميم الرقمي الذي تظهر فيه يدان مُتشابكتان، إحداهما تُمسك بالكوفية الفلسطينية والأخرى بوشاح من الأزهار وورود البراري، التي تُعامَل كرموز تخصّ السكان الأصليين في أميركا الشمالية. في هذا الرسم، تظهر عناصر زخرفية حول اليدين المُتشابكتين، تُمثل أغصان الزيتون، وهي رمز فلسطيني. وفي أسفل الملصق، كتبت الفنانة عبارة "من النهر إلى البحر.. فلسطين ستتحرر".
يعد وشاح الأزهار عنصراً رئيسياً في ثقافتي أنيشينابي وأوجيبوي، وهما القبيلتان اللتان ينتمي إليهما والدا الفنانة. تعبر لاندسم في هذا الملصق، كما تقول، عن ارتباط نضالات السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم. استُخدمت أعمال لاندسم وباسكوال في حملة تضامن السكان الأصليين من أجل فلسطين، التي كان لها صدى واسع في الولايات المتحدة وكندا وأميركا اللاتينية. تقول لاندسم إن السكان الأصليين يعلمون جيداً مدى فداحة أن تُسرق منك أرضك وتُنتهك ثقافتك. ترى الفنانة أن السكان الأصليين يشهدون باستمرار تمثيلات مختلفة لما حل بهم، ومن هنا يأتي الدافع إلى التضامن مع الفلسطينيين وكل الشعوب التي تقاوم الاحتلال.

لا للإبادة الجماعية

من بين الفنانين الآخرين الذين ساهموا في حملة التضامن مع فلسطين، تأتي الفنانة دانييل سي ووكر التي تنتمي إلى إحدى قبائل السكان الأصليين في ولاية داكوتا الأميركية. عُرفت ووكر حين نشرت على صفحتها الشخصية في مارس/آذار الماضي لوحة تضمنت عبارة "لا للإبادة الجماعية". لم تكن الفنانة تعلم أن هذه العبارة التي تضمنتها اللوحة ستسبب إلغاء إقامتها الفنية المُقرّرة مُسبقاً في ولاية كلورادو حيث تقيم حالياً.

تمثل اللوحة المُشار إليها مزيجاً بين التقاليد التراثية عند النساء الفلسطينيات والنساء من السكان الأصليين، إذ رسمت الفنانة امرأة ترتدي فستاناً طُبعت عليه رموز على شكل أسنان الأيائل، وهو رمز ينتمي إلى ثقافة السكان الأصليين. إلى جانب الفستان، ترتدي المرأة أيضاً حجاباً على هيئة الكوفية الفلسطينية. تُمعن ووكر في التعبير عن روح المقاومة والصمود في تركيزها على عين المرأة والنظرة المتحدية لها. تقول ووكر إنهم ألغوا إقامتها الفنية لأنهم لا يريدونها أن تتحدث في السياسة. لم يتحدثوا إليها عن العمل مطلقاً، ولم يسألوا عن سياقه، بل قرّروا من تلقاء أنفسهم إلغاء إقامتها الفنية. تعبّر ووكر عن صدمتها لما حدث لها، كما تقول، وتعتبره محاولة لإرغامها على الصمت. كل ما فعلته الفنانة هو التعبير عن أوجه التشابه بين ما يحدث في قطاع غزة وما حدث من إبادة جماعية لشعبها. تقول ووكر: "إنهم يحاولون إسكاتي، ولكني سأظل أذكّرهم دائماً بأنهم يعيشون حياة فاخرة ومريحة على أرضنا التي سُرقت منا"

المساهمون