فلاديمير بوتين في الأفلام الوثائقية... سيرة طويلة من العنف

في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، يستعيد الصحافي جورج باس، أحداث رواية "موسكو 2042" للكاتب الساخر فلاديمير فوينوفيتش، الصادرة عام 1986. تسرد الرواية قصة رئيس دولة ارتقى في صفوف الاستخبارات السوفييتية "كي جي بي"، واستخدم الحرب لتعزيز سلطته، مدعياً أنه يستمد سلطته من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ونجح في حكم روسيا لعقود.

ويرى الصحافي الأميركي أن الرواية قد تكون قصة فلاديمير بوتين، وإن لم يقصد كاتبها ذلك.

والحقيقة أن هذا الإسقاط على سيرة بوتين لا يبدو مستغرباً ولا جديداً، بل إن قصة الرئيس الروسي ألهمت عدداً لا بأس به من الأعمال الفنية والأدبية، وإن بشكل غير مباشر في أحيانٍ كثيرة.

لكن بعيداً عن الفنون والتلميحات والإسقاطات، اختار عدد من المخرجين سرد الحياة المثيرة للرئيس الروسي ورحلة صعوده نحو الكرملين، بأفلام وثائقية حاولت الإحاطة بجوانب مختلفة من سنواته السبعين. نستعيد هنا أبرزها:

Putin’s Kiss

تتتبع المخرجة ليز بيرك بيديرسن في الفليم الوثائقي الذي عرض للمرة الأولى عام 2011 قصة الشابة الروسية ماشا دروكوفا التي تنضم إلى منظمة "ناشي" خلال مراهقتها. و"ناشي" هي حركة سياسية مناهضة للفاشية، يتعهد جميع أعضائها بالولاء الكامل لسياسة فلاديمير بوتين. في الشريط نتابع تطور أفكار دروكوفا من الولاء التام لبوتين إلى اكتشاف القمع والعنف الذي يدير فيه الحياة السياسية الداخلية.

Putin’s Witnesses

يسلّط الشريط الصادر عام 2018 الضوء على كواليس بداية استلام فلاديمير بوتين للرئاسة عام 1999 بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس بوريس يلتسن. وفي الفيلم يلعب فيتالي مانسكي دورين: إخراج الوثائقي، والإدلاء بشهادته حول تلك الفترة التي شهدت وصول بوتين إلى الكرملين. كما يظهر في الشريط الرئيسان السابقان ميخائيل غورباتشوف، وبوريس يلتسين، إلى جانب تصريحات من بوتين.

ويضيء العمل على الغموض الذي لف وفاة عدد من السياسيين والأمنيين الروس في تلك الفترة، بعد التعبير عن آراء معارضة لطريقة وصول بوتين إلى السلطة.

Putin’s Games

في هذا الوثائقي (2015) يلاحق المخرج ألكسندر جنتيليف، سوء الإدارة، والهدر المالي الذي أشرف عليه ورعاه فلاديمير بوتين أثناء التحضير للألعاب الأولمبية الشتوية التي استقبلها منتجع سوتشي الروسي عام 2014. وبحسب استقصاءات المخرج ولمقابلات التي أجراها، يكتشف المشاهد أنّ تكلفة هذه الألعاب بلغت 2 مليار دولار، بينما تقدّم بوتين بطلب مبلغ 12 مليار دولار من اللجنة الأولمبية للتحضير لهذه المناسبة.