فعاليات فنية مصرية تضامناً مع قطاع غزة

20 ديسمبر 2023
احتضنت مدينة ملوي في المنيا عرضاً بعنوان "الشال" (فيسبوك)
+ الخط -

شهدت عدة مدن مصرية إقامة فعاليات فنيّة، في الآونة الأخيرة، دعماً للشعب الفلسطيني في غزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

واختار القائمون على الدورة الخامسة من ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية، التي تستمر حتى 22 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، في القاهرة، الاحتفال بالدبكة التي تعد من أهم معالم التراث الفني الشعبي الفلسطيني.

وأعلن رئيس الملتقى، محمد ناصف، حضور الدبكة الفلسطينية في برنامج هذا العام، من خلال إقامة عدة عروض مع إلقاء الضوء على الجذور التاريخية لهذه الرقصة الشعبية.

وتقام كافة الفعاليات على خشبة المسرح الروماني في الحديقة الثقافية للطفل بحي السيدة زينب في القاهرة.

وكرم القائمون على الملتقى الفنان الراحل سيد عزمي، صاحب شخصية الأراجوز "بقلظ"، وممثل يونسكو الدكتور عصام الدين أبو علام، والشاعر سيد سلامة، والمخرج محمود أبو الغيط.

وشارك في الملتقى الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، فرق عرائس من كل من المركز القومي لثقافة الطفل والهيئة العامة لقصور الثقافة، وفرقة مسرح القاهرة للعرائس، وفرق من المراكز الثقافية الدولية. إضافة إلى مشاركة الهند والصين والسودان ونيبال وأذربيجان لأوّل مرة، إلى جانب أكثر من عشرين دولة أخرى.

شجرة الميلاد في الإسكندرية

في الإسكندرية، أضاء أعضاء ورواد مركز الجزويت الثقافي شجرة الكريسماس، احتفالاً باقتراب العام الميلادي الجديد، في حضور العشرات من أعضاء المركز ورواره.

وبدأ "الجزويت" فعالية إنارة الشجرة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء فلسطين وضحايا العنف في كلّ مكان في الأرض. وفي كلمته عبر الأب ماريو بولس اليسوعيّ، عن التضامن الكامل مع أهالي غزة، مشيراً إلى أن نور الشجرة هو بمثابة الأمل والرجاء لوقف نزيف الدم والعنف في هذه الأرض، التي طالما حملت السلام والخير للجميع.

من أطفال مصر لأطفال غزة

وفي مدينة ملوي، جنوب محافظة المنية في صعيد مصر، أقامت مؤسسة مجراية الثقافية عرضاً مسرحياً للأطفال بعنوان "الشال"، ويدعو إلى السلام ونجدة الأبرياء في فلسطين، وخاصة الأطفال منهم.

وخلال المحاكاة، التي تعرض ضمن فاعليات برنامج "من صعيد مصر.., هنا فلسطين" يتجمع الأطفال المصريون بوجوه مليئة بالحزن والألم، حول مجسمات تمثل جثث الأطفال ودماء تناثرت على الأرض، لتعكس الواقع القاسي الذي يواجهه الأطفال في غزة.

وبدأ العرض المسرحي بالصمت المطبق، دلالةً على الصرخة الصامتة، والتي ترمز إلى المعاناة التي يتحملها الأطفال الأبرياء، ثم تتراقص ظلال الأطفال على جدران المسرح، وهم يجسدون حالة الفزع واليأس التي تسيطر على المشهد في غزة اليوم.، وتعكس أعينهم الرغبة في نجدة الأشقاء في فلسطين، والأمل في أن يأتي السلام بديلاً عن العنف والدمار.

شارك في بطولة العرض 10 أطفال، بين 4 و13 عاماً، وهو من تأليف ثلاث كاتبات.

وقال مخرج العرض، أسامة طه، إن العمل "ينتمي لفئة عروض الحكي، وتنوعت مشاهده بين التسجيلية لأحداث حدثت بالفعل في حرب غزة، ومشاهد أخرى تحكي عن الفنان الفلسطيني ناجي العلي، وبعض المشاهد التي تصف فكرة المقاومة لتحرير الأرض".

الفن كأدة للدعم

من جهته، قال المخرج المستقل مجدي أبو العينين، لـ"العربي الجديد"، إن العروض الفنية هي "إحدى أفضل الطرق للتعبير عن التضامن الإنساني"، واصفاً الأطفال خلال عروض المحاكاة، بأنهم "يستعمرون المسرح بقلوبهم الكبيرة ورغبتهم الجادة في إحداث تغيير، واستخدامهم الفن كوسيلة لنقل رسالتهم".

فيما قالت الكاتبة المسرحية، عبير صفوت، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "الفن وسيلة للنضال والتعبير عن الحقيقة"، معبرةً عن دعمها للأعمال الفنية التي "تنادي بالسلام، وتحمل الأمل في قلوب الجميع"، لأنّها تشكل "فرصة للأطفال المصريين للتعبير عن تضامنهم ودعمهم للأطفال الفلسطينيين".

بدوره، قال الكاتب الروائي والناقد الفني، فتحي فراج، إن الفن "له قوة عظيمة في نقل الرسائل وتوجيه الانتباه إلى القضايا الإنسانية العالمية"، مضيفاً: "في مصر ندرك تمامًا الأهمية القصوى للعروض الفنية في دعم فلسطين والتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني".

وأشار إلى تنوع العروض الفنية الداعمة لفلسطين في مصر، بدايةً من "المعارض الفنية التشكيلية والعروض المسرحية والسينمائية، وصولًا إلى الحفلات الموسيقية والغنائية".

ولفت إلى أن العروض الفنية "تؤدي دوراً حيوياً في إبراز القضية الفلسطينية وزيادة الوعي العام حول الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني". كما أنّها "تعزّز الروابط الثقافية بين الشعبين المصري والفلسطيني، وتعكس التضامن العميق والروابط التاريخية بين البلدين".

المساهمون