فريق بريطاني يعيد تكوين رأس امرأة من عصر إنسان نياندرتال

03 مايو 2024
الجمجمة والرأس المعاد تكوينهما في جامعة كامبريدج، 25 إبريل 2024 (جاستن تاليس/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- باحثون بريطانيون يعيدون تكوين رأس ووجه امرأة نياندرتال عاشت قبل 75 ألف عام، استنادًا إلى جمجمة اكتُشفت في كردستان العراق، وتم توثيق العملية في وثائقي لـ"بي بي سي" على نتفليكس.
- الاكتشاف بدأ بجمجمة شانيدار زد في 2018 بكهف في كردستان، مما أثار الاهتمام في استكشاف أسباب انقراض نياندرتال الذي عاش مع الإنسان العاقل ثم انقرض قبل 40 ألف سنة.
- تقنية ثلاثية الأبعاد استخدمت لطباعة الجمجمة وإعادة تكوين الوجه بواسطة فنانين هولنديين، مما كشف عن تشابهات واختلافات بين وجوه نياندرتال والبشر الحديثين، مثل الجبين الضخم وغياب الذقن.

تمكّنَ باحثون بريطانيون من إعادة تكوين رأس ووجه امرأة من عصر البشر البدائيين (نياندرتال) عاشت قبل نحو 75 ألف عام.

ويروي شريط وثائقي بعنوان "أسرار إنسان نياندرتال" أنتجته "بي بي سي"، وبدأ الخميس عرض قصة هذا العمل العلمي على منصة نتفليكس، بدءاً من اكتشاف جمجمة في كردستان العراق، وصولاً إلى عملية إعادة التكوين هذه.

كانت نقطة الانطلاق عام 2018، عندما اكتشف علماء آثار من جامعة كامبريدج جمجمة لِعيّنة من إنسان نياندرتال أطلقوا عليها اسم شانيدار زد، على اسم الكهف الذي عثروا عليها فيه، والذي لم يكن متاحاً للعلماء طوال 50 عاماً لأسباب سياسية. استنتج الباحثون استناداً إلى معاينة الجمجمة أنها تعود إلى امرأة كان عمرها نحو 40 عاماً وقت وفاتها.

وسبق أن نجح عالم الآثار الأميركي رالف سوليكي عام 1960 في استخراج الجزء السفلي من الهيكل العظمي مع رفات ما لا يقل عن عشرة من النياندرتال.

وكان اكتشاف جمجمة شانيدار زد، التي سُويّت بالأرض بسبب سقوط حجر عليها على الأرجح بعد وقت قصير من وفاتها، مفاجأة حقيقية للباحثين. قال البروفيسور غرايم باركر من معهد ماكدونالد للأبحاث الأثرية في كامبريدج لوكالة فرانس برس: "أردنا أن نحاول تأريخ المدافن لاستخدام موقع شانيدار للمساهمة في الجدل الكبير حول أسباب انقراض إنسان نياندرتال" الذي تعايش مع الإنسان العاقل بضعة آلاف من السنين، ثم انقرض قبل نحو 40 ألف سنة.

وأوضحت عالمة الأنثروبولوجيا القديمة في جامعة كامبريدج، إيمّا بوميروي، أن العظام والرواسب المحيطة بها ثبّتت في الموقع بنوع من الغراء قبل أن تتسنى إزالتها على شكل عدد كبير من القطع الصغيرة المغلفة برقائق الألومنيوم. جرى بعد ذلك تجميع أكثر من 200 شظية من الجمجمة في مختبر كامبريدج، على طريقة تركيب "لعبة صور مجزّأة ثلاثية البُعد قيّمة جداً"، بحسب قول إيمّا بوميروي.

وبعد إعادة تكوين الجمجمة، طُبِعَت بتقنية ثلاثية البُعد، ما أتاح لاثنين من فنّاني المتحجرات المشهورين، هما الهولنديان التوأمان أدري وألفونس كينيس، إعادة تكوين وجهها من خلال تطبيق طبقات من الجلد والعضلات المعاد تكوينها. أوضحت إيمّا بوميروي أن الوجه الذي أعيد تكوينه بهذه الطريقة يُظهر أن "الاختلافات لم تكن واضحة جداً" مع وجوه البشر، علماً أن جماجم إنسان نياندرتال مختلفة تماماً عن جماجم البشر، إذ تتميّز "بحواف جبين ضخمة وعدم وجود ذقن تقريباً".

(فرانس برس)

المساهمون