"غوغل" خطّطت لرعاية مؤتمر تكنولوجي لجيش الاحتلال ثم تراجعت

01 اغسطس 2024
محتجون مناصرون لفلسطين يتظاهرون أمام مقر "غوغل" في كاليفورنيا، 14 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تراجع غوغل عن رعاية مؤتمر تكنولوجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي**: خططت غوغل لرعاية مؤتمر لدعم قوات الاحتلال في حربها على غزة، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وأزيل اسمها من قائمة الرعاة.

- **التعاون المستمر بين غوغل وجيش الاحتلال**: تواصل غوغل العمل مع جيش الاحتلال من خلال مشروع نيمبوس الذي يوفر خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية للحكومة والجيش الإسرائيليين.

- **محاولات غوغل للنأي بنفسها عن الأبعاد العسكرية**: تسعى غوغل للتقليل من الأبعاد العسكرية لمشروع نيمبوس، وتنكر ارتباطه بالعمليات العسكرية الحساسة، مما يعكس التوتر الداخلي والخارجي حول دورها.

خطّطت شركة غوغل لرعاية مؤتمر تكنولوجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما بيّنته وثائق داخلية، قبل أن تتراجع في اللحظة الأخيرة ويُمسح اسمها من قائمة الرعاة، بحسب موقع ذا إنترسبت الأميركي.

وأقيم مؤتمر "تكنولوجيا المعلومات من أجل جيش الدفاع الإسرائيلي" في منطقة ريتشون لتسيون، جنوبي تل أبيب، في 10 يوليو/تموز الماضي، بمشاركة شركات محلية ومتعددة الجنسيات، مثل "نوكيا" و"ديل" و"كانون"، بهدف دعم قوات الاحتلال في حربه على قطاع غزة وخارجها.

كانت "غوغل" خلال العامين الماضيين من الرعاة البارزين للمؤتمر وأحد شركائه الأساسيين، خاصةً مع الدور الذي تلعبه "غوغل كلاود"، بالشراكة مع "أمازون"، في مشروع نيمبوس الإسرائيلي الذي ينص على توفير خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية للحكومة والجيش الإسرائيليين.

لكنّ اسم شركة التكنولوجيا العملاقة اختفى فجأة من قائمة الرعاة. وفقاً لـ"ذا إنترسبت"، كان شعار "غوغل كلاود" معروضاً إلى جانب رعاة آخرين على الموقع الإلكتروني للمؤتمر قبل أيام قليلةٍ من انطلاقه، ثم اختفى فجأة من دون أي توضيح. لاحقاً، أجاب منظمو المؤتمر عن سؤال حول اختفاء الشعار بالقول إنّهم لم يكونوا على علم بوجوده، وإنّه ربما أضيف عن طريق الخطأ، مؤكدين أن "غوغل" ليست من رعاة الفعاليات.

مع ذلك، بيّن جدول أعمال الشركة الذي اطلعت عليه "ذا إنترسبت" عدم صحة ادعاءات المنظمين، إذ سبق وأن أدرج المؤتمر على قائمة فعاليات "غوغل" المقبلة في دولة الاحتلال. كما أشار صراحةً إلى أن الشركة ترعى المؤتمر بالتعاون مع شركة استشارية إسرائيلية في مجال الحوسبة السحابية تحمل اسم "كلاود إكس"، يعمل رئيسها التنفيذي أرييل مونافو كمستشار لمراكز الحواسيب وأنظمة المعلومات التابع لجيش الاحتلال. كذلك، بيّنت الصور الرسمية المنشورة للمؤتمر أنّ شعار "غوغل" أزيل بطلاء أبيض من اللوحات التي تضم قائمة الرعاة.

رفضت "غوغل" الرد على طلبات التعليق، لكن انسحابها الصامت من رعاية مؤتمر لجيش الاحتلال، هو جزءٌ من التغير الواضح في سلوك شركات كبرى تسعى للنأي بنفسها عن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، والتي أدّت إلى استشهاد قرابة 40 ألف فلسطيني، من دون أن يؤثر ذلك بالضرورة على عقودها مع شركات أو مؤسسات حكومية في دولة الاحتلال.

التعاون المستمر بين الشركة وجيش الاحتلال برز بوضوح خلال المؤتمر، إذ شهد ندوة حول استخدام القوات الإسرائيلية لمنصات الحوسبة السحابية أثناء الحرب في غزة، مسلطةً الضوء على الدور المهم لـ"غوغل كلاود"، بحسب الصحافة الإسرائيلية. إضافةً إلى عرضٍ آخر تطرّق إلى الشراكة بين "كلاود إكس" الإسرائيلية وبين "غوغل"، والتي تضمنت التعاون مع وزارة الدفاع الإسرائيلية.

في الوقت الحالي، تواصل "غوغل" العمل مع دولة الاحتلال من خلال مشروع نيمبوس الذي انطلق في عام 2021، ممّا يؤكد أن انسحاب الشركة مرتبط بـ"خشيتها على صورتها" أكثر من كونه موقفاً مبدئياً، وفقاً لـ"ذا إنترسبت".

أكّدت حكومة الاحتلال أكثر من مرة على الدور المهم لـ"نيمبوس" بالنسبة للجيش الإسرائيلي. إضافةً إلى البيان الصريح الصادر عن وزارة المالية الإسرائيلية عام 2021 بأن وزارة الدفاع ستستفيد من المشروع. كما كشف الصحافي جاك بولسون، في مايو/أيار الماضي، عن تعاون طويل الأمد يجمع "غوغل" مع وحدات تكنولوجيا المعلومات التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي.

مع ذلك، سعت الشركة مراراً للتقليل من الأبعاد العسكرية للمشروع، ورفضت مراراً مناقشة عمل "نيمبوس" أو آثاره مع الصحافة، وعادةً ما تنكر في ردودها عن الاستفسارات حوله ارتباطه بالعمليات العسكرية للاحتلال بالقول إنّه "ليس موجهاً إلى أحمال عمل عسكرية شديدة الحساسية أو سرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة الاستخبارات".

وكانت "غوغل" قد طردت، في إبريل/نيسان الماضي، قرابة 50 عاملاً بحجة أنهم عطّلوا العمل في مواقع مكاتب غير محددة أثناء احتجاجهم على تنفيذ الشركة لمشروع نيمبوس.

المساهمون