غضب في الجزائر بسبب سوء استقبال أبطال الألعاب البارالمبية

أثارت طريقة استقبال الرياضيين الجزائريين للأبطال العائدين من طوكيو بمن فيهم بعض الفائزين بميداليات في الألعاب البارالمبية موجة استياء بالغة على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، خاصة بعد بث فيديو يظهر الحافلة غير المناسبة التي أقلتهم من المطار.

وظهر الأبطال والرياضيات من ذوي الهمم، أغلبهم على كراسي متحركة، وهم على الرصيف الخارجي للمطار، بصدد محاولة الصعود إلى حافلة نقل عام صغيرة، ذات الأبواب الضيقة، وسط متاعب كبيرة ومعاناة بسبب علو باب الحافلة وضيقها، بدلاً من توفير حافلة تتناسب مع طبيعة وظروف ذوي الهموم.

وأثار ذلك استياء الناشطين والمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب الأستاذ الجامعي زهير بوعمامة معلقاً بسخط على الحادث "الأبطال اللي جابو الذهب والفضة والبرونز وحطموا الأرقام القياسية العالمية ورفعوا راية لبلاد ما يستقبلهمش الوزير ويبعثلهم حافلة كحيانة مؤجرة (بين البلديات) ليست مناسبة مطلقا لوضعهم. واللي جاو بأيديهم خاوية تماما واللي انهزموا يستقبلهم في المطار بكل الحفاوة، نعتذر منكم يا أبطال، أمام على رأسنا". وطالب زهير الرئيس بالتدخل لإنهاء "عقلية التعالي والاستخفاف هذه، ويحفظ للأبطال البارالمبيين احترامهم وحقهم".

ووصف سليم غربي ما حدث للأبطال الرياضيين في المطار بأنها "مشاهد ليست مشرفة للجزائر"، وتساءل "من المسؤول عن (كارثة) استقبال أبطال الجزائر بتلك الطريقة (المُشينة)؟ لا أحد منا صَدَّق ما حدث يوم أمس، خاصة بعد النتائج الإيجابية والباهرة التي حققها هؤلاء الأبطال في ألعاب طوكيو؟ أهكذا يتم التعامل مع من شرّف الجزائر ورفع رايتها في المحافل الدولية يا وزير الشباب والرياضة؟".

ونشر صباح الدين مقري مقطعي فيديو على سبيل المقارنة بين الحافلات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في كندا، وعدم تخصيص أي شي من ذلك لهم في الجزائر. وكتب "المقطع الأول من الفيديو لمواطن عادي في كندا من ذوي الاحتياجات الخاصة يركب حافلة مواصلات في الشارع، والمقطع الثاني لاستقبال أبطال أولمبيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في المطار، حيث يمتلك المسؤولون متسعا من الوقت والمكان لاستقبالهم بالطريقة التي تليق بهم ولكنهم اختاروا رميهم بأمتعتهم في رصيف المطار بعد أن جلبوا لهم حافلات نقل عمومي ضيقة المداخل يضطرون لركوبها بالشكل المهين الذي تشاهدونه في الفيديو".

وانتقل الموقف إلى الأحزاب السياسية، حيث نشر رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة تدوينة عبّر فيها عما وصفه بإهانة هؤلاء الرياضيين، قائلاً "نأسف كثيرا لبرودة الاستقبال الذي شاهدناه من خلال تلك الصور الصادمة التي تداولتها وسائل الإعلام حول معاناة هؤلاء الرياضيين أثناء استقبالهم على أرض الجزائر ونقلهم في حافلات نقل عمومي غير المهيَّأة لذوي الاحتياجات الخاصة. تلك الصور قد عبّرت بصدق عن حالة اللامبالاة التي تعرض إليها هؤلاء الأبطال الذين لم تشفع لهم إنجازاتهم الفذة".