أثار برنامج تلفزيوني جزائري في قناة مستقلة يقدمه عقيد سابق في الجيش، قدّم مداخلة تحريضية على الحرب مع المغرب، استياء كبيراً لدى النخب في الجزائر، مطالبين السلطات بوقف برنامجه، والتدخل لوقف هذا النوع من الخطابات التحريضية.
ودعا الإعلامي عبد العالي مزغيش الذي يعمل في التلفزيون العمومي السلطات إلى توقيف العقيد مديوني عن الظهور في التلفزيون لكونه يسيء إلى الموقف الجزائري أكثر مما يدافع عنه، وكتب مزغيش "أين سلطة ضبط السمعي البصري لتضبط تدخلات العقيد المتقاعد مديوني في قناة الحياة وربما في غيرها... سمعت فيديو يدعو فيه الأشقاء الصحراويين لتنظيم أعمال عنف في العاصمة المغربية الرباط وفي مراكش والدار البيضاء؛ وهو فيديو متداول"، وأضاف "أليس هذا المواطن يشكل خطراً على بلادنا بهذه التصريحات غير المسؤولة؟! في أي زمن يحيا وإلى أي مستنقع يريدنا أن ننزل؟ في وقت وجب فيه تكثيف العمل الدبلوماسي للتوصل إلى نتيجة إيجابية؛ هناك من يزيد الطين بلة، ولا يضبط مصطلحاته وتحليلاته القائمة على الشحن دون مراعاة للأوضاع والعلاقات الدولية".
وكان مزغيش يعلق على حلقة في برنامج "كرايزس" يقدمه العقيد السابق في الجيش محمد مديوني طالب فيه بشن الحرب على المغرب، ودعا جنود جبهة البوليساريو إلى تنفيذ عمليات داخل المدن المغربية، وهو خطاب غير مسبوق في الإعلام ووصف بالانفلات.
وكتب أستاذ الإعلام في جامعة غليزان عبد الله بن عجمية، تعليقاً على مداخلة العقيد السابق في الجيش، قائلاً "لم أشاهد في حياتي انحطاطاً شبيهاً بهذا، نصيحة صادقة لحكام الجزائر، رجااااااء امنعوا هؤلاء من التحدث باسمكم تحت أكذوبة حب الوطن.. معقووول أصبح قرار السلم والحرب بأيدي هؤلاء. معقووول لغة الجسد هذه.. معقوووول هذا الكم من الألفاظ غير الأخلاقية والهابطة، أين سلطة الضبط على الأقل.. (أقول هذا بغض النظر عن المضمون والصراع بيننا وبين المخزن والذي تعرف السلطة كيف ومتى ترد)".
من جهته، طالب الإعلامي جمال شعلال السلطات بضبط مفردات الخطاب الإعلامي في الأزمة الحالية مع المغرب، مشيراً إلى أن هناك حالة "هيستيريا جماعية" تدق طبول الحرب، وكأن الحرب نزهة، وتنشر خطابات غريبة لم نعهدها سابقاً في قاموس ومفردات الأمة الجزائرية، صحبها انتشار صور وفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، أكثرها مفبرك، تتعلق بقوافل من المدرعات والسفن والطائرات الحربية تتوجه نحو الحدود الغربية للوطن"، مشيراً إلى أنه "منذ بداية الأزمة مع نظام المخزن، بدأ الخطاب السياسي والإعلامي، في غالبيته، ينحرف عن الخط التقليدي المعهود لدى الدولة الجزائرية دبلوماسيتها العريقة والذي يتميز بالهدوء والرزانة وقوة الموقف في آن واحد. وبدأت تظهر بعض الأصوات السياسية والإعلامية التي "تنتج" مفردات خطاب غريبة عن قاموس وأدبيات الدولة الجزائرية ودبلوماسيتها".
وعبّر الخبير في الصناعات الدوائية مراد ملاح عن استيائه من اللغة التحريضية التي يتحدث بها متدخلون في القنوات، وكتب قائلاً "لا يوجد أي مبرر يدعونا لتبني خطاب التفجير كي نثبت ولاءنا لوطننا، هنالك توتر مع دولة جارة نأمل فيه حفظ كرامة وطننا وشعبنا، نثق في حكمة وخبرة الكثيرين ونصر على التعاطي مع كل مستجد بالحكمة وبرصيد زاخر من الأدب والأخلاق".