عودة "وينزداي آدامز"

03 ديسمبر 2022
المسلسل من بطولة جينا أورتيغا (نتفليكس)
+ الخط -

أصدرت منصة نتفليكس مسلسل "وينزداي آدامز" Wednesday، بعد أن تأجل عرضه لأكثر من مرة، إذ كان من المقرر طرحه نهاية الشهر الماضي. وعلى الرغم من تزامن عرضه مع بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، فقد استطاع أن يحتل المرتبة الأولى للمشاهدة عالمياً على قائمة المنصة الأميركية.

كان هناك تخوف كبير من قبل متابعي ومحبي أفلام الرعب، خاصة عشاق سلسلة "آدامز فاميلي"، قبيل طرح "وينزداي آدامز" لأسباب عدة، فالمسلسل لا يركز على عائلة آدامز بأكملها، كما هو الحال في الأفلام والمسلسلات التي صدرت في التسعينيات، بعد نجاح فيلم "آدامز فاميلي" (1991)، وإنما يسلط الضوء على شخصية واحدة فقط، وهي الابنة الكبرى للعائلة، "وينزداي"، ليصور مغامراتها في مدرستها الجديدة، وتقلباتها العاطفية في سن المراهقة. كما أن محبي السلسلة لم يتقبلوا استبعاد الممثلة كريستينا ريتشي من تأدية دور "وينزداي"، بعد أن جسدته في جميع أفلام "آدامز فاميلي" السابقة.

المنشورات الناقدة السابقة لعرض المسلسل دفعت صنّاعه غالباً إلى الإعلان عن مشاركة كريستينا ريتشي. الإعلان رافقته أيضاً مطالبات من الجمهور، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأن تلعب ريتشي شخصية "مورتيسيا آدم" (والدة وينزداي). في النهاية، أدت ريتشي شخصية محورية في الحكاية وهامشية في الظهور، إذ لعبت شخصية المعلمة "مارلين"، أحد أطراف البطل المضاد بالفيلم. وعلى عكس المتوقع، فإن حضورها لم يضف أي قيمة، ولم يكن أداؤها مميزاً.

في المقابل، فإن اختيار الممثلة جينا أورتيغا لتأدية شخصية "وينزداي" بدا مثالياً، إذ أتقنتها، وأضافت لها روحاً خاصة مع المحافظة على ملامحها الأساسية.

أجواء الخيال والمغامرة التي نشاهدها في المسلسل تشبه تلك التي اعتدنا أن نراها في سلسلة أفلام "هاري بوتر"، إذ إن أحداث المسلسل تدور داخل مدرسة خاصة بالمنبوذين من ذوي القدرات الخارقة، وهي تشبه نوعاً ما مدرسة السحرة في "هاري بوتر"، بما في ذلك شبكة العلاقات التي تحكم الدراما التي تبدو متشابكة بين الطلبة والأساتذة. إلا أن الفرق أن "وينزداي آدامز" أكثر متعة، إذ تتمتع بطلة المسلسل بروح الفكاهة التي تجعلها تنتقد وتسخر من الأشياء اللامنطقية والدرامية التي تتعرض لها، لتضيف حساً كوميدياً للمسلسل نفتقده في "هاري بوتر"، بسبب الحضور الثقيل للبطل دانيال رادكليف.

أكثر ما يميز المسلسل هو التناقض الذي تتسم به الشخصية السوداوية والتشاؤمية لبطلة العمل التي تدعي تبلد المشاعر وعدم المبالاة في كل موقف صغير تظهر فيه، لكن الخط الرئيسي الذي تسير عليه ويتحكم في تصرفاتها، يبين العكس، فما يدفعها إلى خوض مغامرتها والبحث عن الوحش الذي تسبب في مقتل شخص أمام عينيها هو حماية أصدقائها وخوفها من أن تتحقق النبوءة، وأن تتسبب في دمار المدرسة.

المساهمون