"عهد الدم"... العبور إلى نهاية مفتوحة

17 نوفمبر 2020
باسل خياط في دور معقد بين لا يخلو من التشويق (فيسبوك)
+ الخط -

يمكن القول إن مسلسل "عهد الدم"، الذي يُعاد عرضه حالياً، كان جيداً قياساً إلى مجموعة من المسلسلات الخاصة بعرض المنصّات الإلكتروني. ليست المحاولة الأولى للكاتب إياد أبو الشامات، في إطار الدراما التي تعتمد على التشويق. قبل عامين عزز أبو الشامات حضوره على صعيد الدراما المشتركة، بعد أن قدم "تانغو" إلى جانب زميله المخرج رامي حنا، واستطاع القفز إلى المراتب الأولى ضمن موسم رمضان 2018. يلبس باسل خياط الأدوار التي تعتمد على العامل النفسي للممثل، وشخصيات معقدة تواجه من حولها بنمط مختلف عما هو سائد. هذا الأسلوب وضع خياط على طريق آخر، مرادف لنجاحه في الأعمال الدرامية التقليدية، أو تلك التي تتطلب جهداً نفسياً. في عام 2017، قدم باسل خياط بطولة مسلسل "30 يوم" (نص أحمد شوقي وجلال مصطفى، إخراج حسام علي)، كشريك للمصري آسر ياسين، وكان بارعاً في تجسيد دور الشر في الدراما النفسية المشوّقة. سامح توفيق، مريض نفسي عاشق لموسيقى الجاز، يبدأ لعبة مدمرة للأعصاب مع طبيبه النفسي طارق (آسر ياسين) انتقاماً منه بسبب قيامه بفعل غير مقصود، أدى إلى حدوث ضرر كبير له.

يصور "عهد الدم" قصة عائلة تقع فجأة في يد عصابة لا همّ لها سوى توريط رب هذه العائلة في جرائم دموية، بعد حادث سير يتحول إلى مشكلة كبيرة بالنسبة إلى سليم فياض (باسل خياط)، المدير في إحدى شركات توزيع الأدوية، الذي يعيش حياة روتينية سعيدة إلى جانب زوجته (نادين تحسين بيك). في الحلقات الأولى، ربما كان الأداء بارداً، ولم يفرض خياط نفسه، لكن في الحلقات الأربع الأخيرة ارتفع منسوب المواجهة، بين خياط ونفسه. ورغم تماسكه أمام عائلته، تجده في حالة انهيار نفسي مؤلمة، بسبب قبوله القيام بجرائم قتل، كي ينقذ عائلته بالدرجة الأولى.

حاول المخرج كميل الشناوي الاستفادة قدر المستطاع من الوقت، واستغلال كل مشهد للخروج بمسلسل يعتمد على الإيقاع السريع. تفاوت أداء بعض الممثلين اللبنانيين، مثل علي منيمنة وفادي أبي سمرا، قياساً إلى بعض المسلسلات العربية المشتركة أسهم في بلوغهم مرحلة مُتقدمة، بعدما حوصروا لسنوات بالأعمال المحلية اللبنانية، واستطاعت ندى أبو فرحات القفز عالياً في دور الأم الثكلى. ولم يغب أداء نادين تحسين بيك التفاعلي، الزوجة المصدومة من رؤية ما يحصل أمامها من تبدّل طرأ فجأة على حياتها.

سينما ودراما
التحديثات الحية

نجح إياد أبو الشامات هذه المرة في العبور إلى نهاية مفتوحة، تضع المشاهد أمام حالة إقناع تقيه من رفض نهاية يضعها الكتّاب أحياناً ولا تتناسب مع وجهة نظر الجمهور. "عهد الدم" مسلسل جيد، ولو كان مُستنسخاً إلى العربية عن مسلسل صربي حمل عنوان "Besa" ولاقى رواجاً كبيراً. ويُحسب للكاتب إياد أبو الشامات رؤيته في نقل تفاصيل دقيقة تتناسب وذهنية المشاهد العربي من دون تكلف، كما منحت الموسيقى التصويرية، التي وضعها خالد الكمار، بعداً متوازياً مع أداء القصة والمسببات والتفاصيل العائلية والبوليسية.

المساهمون