يفضل الموسيقي الأردني عزيز مرقة، عدم الخوض في أي ظروف ومسببات قديمة، قادته قبل عدة أعوام إلى الغناء في الداخل الفلسطيني المحتل، وما تلاه من حوار هاتفي مع صحيفة صهيونية.
يقول مرقة، في حديث إلى "العربي الجديد": "الخطأ الذي حدث لم يكن مقصوداً إطلاقاً. ذهبت للغناء في قرية كفر ياسيف المحتلة بدعوة من بلديتها. دخلت إلى هناك عن طريق السلطة الوطنية الفلسطينية، ولم يكن لدي هدف سوى إسعاد جمهوري الفلسطيني، لكنني حينها وقعت في خطأ التعامل مع المحتل. واعتذرت عما بدر مني في منشور على صفحتي الرسمية على فيسبوك، مؤكداً أنني ضد التطبيع بكافة أشكاله. أعلم أنني أخطأت حينما قبلت الحديث عبر الهاتف مع صحيفة إسرائيلية؛ إذ أعطيت لها الفرصة لتصوغ مقالاً مخادعاً يوحي بأن هنالك من يتقبل الاحتلال على أنه أمر واقع".
يشدد مرقة على أنه يعي اليوم أهمية مقاومة الاحتلال، وحق الفلسطينيين بتحرير أرضهم. ينطلق كفنان من إيمانه العميق بعدالة القضايا الفلسطينية: "أنا ملتزم بقضايا أمتي وأدرك أهمية الحق الفلسطيني بالأرض وحق العودة".
عن الموسيقى التي يقدمها عزيز مرقة منذ 15 عاماً، يقول: "طيلة السنوات الماضية، أسير بخطوات هادئة في حقل كبير من الموسيقى. أقطف منه ما يشبهني وأقدمه للناس بطريقتي. أعلم بأن جمهور الموسيقى المستقلة التي أقدمها ليس كبيراً، لكنه مهم ومؤثر ويبحث عن الفن. أغني ما يشبهني ويشبه من هم في مثل عمري. اليوم، حين أنظر للوراء، أجد أن جمهوري كبر معي، وكبرت معنا الأحلام والأمنيات والتوقعات".
عن إمكانية توجهه لتقديم أشكال غنائية جديدة، يشير مرقة، إلى أنه كمنتج موسيقي وكاتب وملحن ومغن، لا يمنع نفسه من التوجه إلى أشكال وأنماط غنائية جديدة: "لكل شكل موسيقي جمهوره، وجمهور الموسيقى المستقلة يبحث عن الشكل الغنائي الذي أقدمه في أعمالي. لا أنكر أنني فكرت في تقديم ألوان موسيقية مختلفة، كالمهرجانات، أو بعض الأغاني التجارية، لكنني أوقفت العمل عليها ولم أكملها، لأنني لم أجد نفسي بها وشعرت بأنها غريبة عني".
يضيف: "أجدد في أغنياتي، لكن عبر مواضيع مختلفة، في أعمالي المقبلة سيستمع الجمهور إلى مواضيع تشبهه أكثر، لن أكتفي بالغناء للفرح والحب".
يعترف مرقة بصعوبة وصول الموسيقى البديلة إلى الجمهور العربي، وسط موجة الأعمال التجارية، فضلاً عن دعم شركات الإنتاج والفضائيات والمهرجانات الكبرى لها: "أسعى للاستفادة من انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لأعمالي، لكنني لا أنكر أن الأمر مرهق وليس سهلاً، لأنك تنافس الجميع، ابتداءً من النجوم المكرسين، وحتى المواهب الجديدة، فالأمر له علاقة أكثر بالاستمرار بعد النجاح. قد يكون سهلاً أن يعرفك الناس أول مرة، لكن الصعوبة تكمن في المحافظة على الانتشار في فضاء واسع".
يضيف: "لا توجد في الأردن شركات متخصصة في صناعة النجوم والترويج لأعمالهم، لذا أحاول الاستفادة من وجودي على مواقع التواصل الاجتماعي، والحضور في المهرجانات والحفلات الكبرى في العالم العربي".