عرض أخير في نيويورك لـ"شبح الأوبرا"... أقدم مسرحيات برودواي

17 ابريل 2023
صارت تكلفة المسرحية أكثر من الأرباح (نينا فيسترفيلت/Getty)
+ الخط -

بعد 13981 عرضاً في 35 عاماً، أُسدِلت الستارة في برودواي، أمس الأحد، على "شبح الأوبرا"، أقدم مسرحية غنائية في حي المسرح النيويوركي الشهير وأحد رموزه، بفعل الضعف الكبير في إقبال الجمهور على حضورها بعد الجائحة.

ومن أقوى لحظات العرض سقوط ثريا الأوبرا الثقيلة والمهيبة للمرة الأخيرة في مسرح "ماجستيك ثياتر" بالقرب من ساحة "تايمز سكوير"، حيث كان يُعرض تاريخياً هذا العمل المسرحي الغنائي الذي اقتبسه أندرو لويد ويبر من الرواية الفرنسية لغاستون لورو.

وقوبل فريق المسرحية بحضور مؤلفها بتصفيق حار وطويل وقوفاً عندما ظهرت الثريا الشهيرة للمرة الأخيرة في القاعة الممتلئة، التي تتسع لنحو 1600 مشاهد.

(نينا فيسترفيلت/Getty)

وأهدى أندرو لويد ويبر، الذي ألف مقطوعات لاحتفال تتويج تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا في مايو/أيار المقبل، هذا العرض إلى نجله، الذي توفي في مارس/آذار جراء إصابته بمرض السرطان، وقال: "شكراً لكم جميعاً، شكراً لنيويورك لكونها بيتاً رائعاً لنا".

ورأى دانيال رايت (56 عاماً)، الذي حضر العرض مرات عدة سابقاً، أن الأخير كان "استثنائياً".

وأقرّ لوكالة فرانس برس بأنه بكى تأثراً "في لحظات كثيرة"، إذ "كان عرضاً متقناً".

وأضاف: "ثمة أسباب جعلت هذا العرض يستمر 35 عاماً، إذ إنه عمل غير مرتبط بزمن محدد، أثّر في الكثير من الناس".

(نينا فيسترفيلت/Getty)

"العالم تغيّر"

منذ العرض الأول عام 1988 في نيويورك لقصة الشبح الذي يعيش مختبئاً في أقبية دار أوبرا باريس ويقع في حب راقصة الباليه كريستين، حققت المسرحية إيرادات بلغت قيمتها الإجمالية 1,4 مليار دولار، أي أنها استقطبت نحو 20 مليون متفرج، وعمل فيها نحو 6500 شخص، من بينهم 450 ممثلاً، بحسب إدارة الإنتاج.

وفرضت مسرحية "شبح الأوبرا" نفسها في برودواي، بأزيائها القديمة والأوركسترا الخاصة بها، بعد عامين على إطلاقها في لندن، حيث يستمر عرضها. ونالت عام 1988 سبعاً من جوائز "توني" المسرحية المعادلة لجوائز الأوسكار سينمائياً.

لكنّ المنتج البريطاني، كاميرون ماكينتوش، لاحظ في حديث لـ"نيويورك تايمز"، في سبتمبر/أيلول 2022، أن "العالم تغيّر". وأوضح أن المسرحية التي تعوّل على إقبال السياح الأجانب باتت بعد جائحة كوفيد-19، التي أدت إلى إقفال مسارح برودواي لمدة 18 شهراً، عالية التكلفة مقارنة مع إيراداتها، إذ تحتاج أسبوعياً إلى "أقل بقليل من 950 ألف دولار"، فإقامة كل عرض تستلزم نحو 125 شخصاً، من موسيقيين وممثلين وفنيين.

وأشار إلى "نقطة تحول" تتمثل في "تقلُّص كبير لعدد الأسابيع التي يكون فيها الإقبال جيداً والتي تتيح تعويض الأسابيع الضائعة". ورأت أن "ثمة قراراً واحداً معقولاً فحسب ينبغي اتخاذه في هذه المرحلة"، في وقت باتت مسرحيات السيرة الغنائية في برودواي تستقطب الجمهور، على غرار MJ: The Musical عن مايكل جاكسون.

(نينا فيسترفيلت/Getty)

سعر التذكرة 500 دولار

لكنّ ماكينتوش أكّد وسط التحيات النهائية أن المسرحية حققت نجاحاً. وقال: "في أكثر أحلام طفولتنا جنوناً، لم نكن نتخيل نجاح الشبح".

وأدى الإعلان عن وقف عرض المسرحية إلى إنعاش شباك التذاكر، ما دفع إلى تأجيل الخطوة من فبراير/شباط إلى إبريل/نيسان، ولا يستبعد البعض الإعلان عن جولة عروض. وبيعت آخر التذاكر هذا الأسبوع بأكثر من 500 دولار على مواقع الحجوزات.

وسيخضع مسرح "ماجستيك ثياتر" لأشغال ترميم وتحديث كبيرة. ومن الآن فصاعداً، ستصبح "شيكاغو" أقدم مسرحية موسيقية في نيويورك، إذ يعود تاريخ عرضها الأول إلى عام 1996، قبل "الأسد الملك".

(نينا فيسترفيلت/Getty)

وتشكّل مسارح برودواي الـ41 الرئة الثقافية والسياحية لنيويورك، إذ تستقطب ما بين 200 ألف و300 ألف مشاهد في الأسبوع، ويتجاوز متوسط إيراداتها الأسبوعية 30 مليون دولار.

وأكدت كريستينا لويس وابنتها المراهقة سبارو اللتان تعشقان "شبح الأوبرا" استعدادهما للذهاب إلى لندن لمشاهدة العرض، مع أنهما سبق أن حضرتاه 11 مرة على الأقل.

وقالت لويس البالغة 36 عاماً، وهي ممرضة: "إنه لأمر محزن أن تتوقف المسرحية، لكننا متحمستان جداً لكوننا نشاهد العرض الأخير. لقد بكينا مرات عدة خلاله". وطالبت لويس وكريمتها منذ الآن بعودة المسرحية، ومثلها فعل آخرون. وقال ريتشارد رودريغيز (38 عاماً) "دعوا الشبح يعود!".

(فرانس برس)

المساهمون