أنتج عرض "الزيارة" الصوفي منذ عشر سنوات، لكنه ما يزال يحقق النجاحات في كل المهرجانات التي ضمته إلى برمجتها، وآخرها في مهرجان قرطاج الدولي مساء أمس الخميس.
و"الزيارة" عرض للإنشاد الصوفي يقدمه أكثر من مائة عنصر بين منشدين وعازفي دفوف وحاملي رايات، في مشهد زاد من تألقه الأضواء على المسرح الروماني، فكان تفاعل الجمهور الذي غصت به المدارج كبيراً مع ما قُدم من أناشيد ذات طابع روحاني تتغنى بأقطاب المتصوفة في تونس، من أمثال بلحسن الشاذلي والسيدة المنوبية وسيدي على الحطاب وأم الزين الجمالية وغيرهم، بعدما جمع سامي اللجمي أعمالهم ونسقها بشكل فني مميز جعل العرض يحقق نجاحات كبيرة طيلة عشر سنوات جاب فيها كل المدن التونسية.
الجمهور الذي حضر العرض شبابي نسائي في معظمه، وتفاعل مع ما قدمته فرقة سامي اللجمي من أناشيد ورقصات صوفية وتفاعل بالرقص والتصفيق والغناء، خاصة عند أداء أشهر الأغاني الصوفية في تونس مثل "يا بلحسن الشاذلي".
عرض "الزيارة" كان فسحة بصرية من خلال التوظيف المتميز للراقصين على المسرح الذين ارتدوا ملابس تقليدية تونسية رافعين الرايات المميزة لكل قطب من أقطاب الصوفية في تونس.
إثر العرض شكر اللجمي، صاحب فكرة "الزيارة" ومديرها، الجمهور التونسي، مؤكداً حرصه على تخليد هذا النوع الموسيقي بشكل يراعي الذائقة العامة وينعش الذاكرة الثقافية.