عراقيون يصوبون على مقتدى الصدر لتقليله من شأن تظاهرات تشرين

أثارت تغريدة لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على حسابه بموقع "تويتر"، أمس الجمعة، غضب الناشطين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لما اعتبروه انتقاصاً منه من شأن  ثورة تشرين التي راح ضحيتها مئات القتلى، وعمّت أغلب المحافظات في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وبمناسبة "سنوية تشرين"، نشر الصدر تغريدة جاء فيها: "مرت علينا الذكرى السنوية الأولى لما يسمونها (انتفاضة تشرين)"، وطالب بأن "تكون الانتخابات المبكرة بإشراف أممي وبآلية لا تتيح للأحزاب الفاسدة التربع على عرش الحكم والتسلط على الرقاب مرة أخرى، وإرجاع الخدمات للشعب العراقي بأسرع وقت ممكن".
الصدر المعروف عنه التدخل في الحياة السياسية والاحتجاجات في البلاد، ومنها "ركوبه على موجة التظاهرات"، كما يقول المحتجون، طالب بـ"محاسبة كبار الفاسدين والمخربين والخارجين عن القانون بواسطة القضاء النزيه، ومحاسبة المعتدين على المتظاهرين من عام 2016 حتى عامنا هذا. لذا، من هنا أنصح جميع الثائرين، بتوجهاتهم كافة، بانتظار تحديد موعد الانتخابات المبكرة وبقانون انتخابي عادل وعدم زج العراق في أتون العنف والغوغاء الأرعن والتصرفات الصبيانية السّمجة".

pic.twitter.com/wq9SYmJ4Ne

— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) October 2, 2020

ولم تكن تغريداته في حد ذاتها ما أزعج المتظاهرين بقدر "تقليله" من شأن الانتفاضة، بعدما كتب فيها: "ما يسمونها بانتفاضة تشرين". وكتب الناشط العراقي إدريس هلال حسين، موجهاً خطابه عبر "فيسبوك" إلى الصدر: "تعشق، أو لا تعشق تمدحها أو تذمها كل ذلك لا يعنينا، لأن ببساطة أنتَ حالك حال (نوري المالكي وعمار الحكيم والجعفري والنجيفي والكربولي والبرزاني... إلخ)، ولك الحصة من الوزراء والوكلاء والمديرين والنواب الفاسدين وهم تحت عبايتك منذ سنوات وإلى يومنا هذا. متوقع أن تنقلب أنت وأتباعك على تشرين لأنها لا تطيعك ولم تسيطر عليها يوماً كما تحلم بذلك، وعليك أن تعلم وأن لا تتوهم وتشعر بأنك وصيّ علينا وعلى الثورة أو انتفاضة تشرين العظيمة".
 
وأطلق ناشطون خلال الساعات الماضية وسم #ثورة_تشرين_العظيمة، في ردٍّ مباشر على الصدر، وذكر الناشط المعروف في محافظة النجف علي السنبلي، أن "الإيحاء هذا يدل على أنك غير معترف بها أو مستصغرها، وفوق هذا كله تكتب نصائح لثوارها الذين لا ترضى أن تعترف بثورتهم".

أما المتظاهرة العراقية ضحى علي، فأشارت إلى أن انتفاضة تشرين "شوكة في عيون المفسدين والولائيين، انتفاضة الشعب وباسم الشعب وللشعب فقط حق الحديث عنها، نحن من عرفنا أن الاستعانة بالظالم، ولو على الظالم، حرام. لذلك لم نستعن بأي حزب أو مليشيا أو جهة سياسية. لا سياسة ولا أحزاب بس هي صحوة طلاب".


وعبر "تويتر"، غرّد الناشط من مدينة كربلاء مهند نعيم، قائلاً إنها "انتفاضة تشرين، شاء من شاء، وأبى من أبى. فرسانها (أصحاب الصدور العارية). وليس من نكّل بها وشكك، هي انتفاضة التغيير، وليس الإصلاح في منظومة القتل والفساد والتفقير والتجهيل والتستر على العمالة، إنها انتفاضة #أصحاب_الوطن. على الدخلاء. و(النزل) والأيام حبلى".

انها ( انتفاضة تشرين ) شاء من شاء. وابى من ابى. .....فرسانها (اصحاب الصدور العارية). وليس من نكل بها ... وشكك.
هي انتفاضة التغيير ... وليس الاصلاح في منظومة القتل والفساد والتفقير والتجهيل. والتستر على العمالة.
انها انتفاضة #اصحاب_الوطن. على الدخلاء. و( النزل). والايام حبلى.

— مهند نعيم (@muhandalkinani) October 2, 2020

يشار إلى أن الصدر كان قد دعم التظاهرات العراقية التي انطلقت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2019، إلا أنه انقلب عليها وشكّل مليشيا "القبعات الزرق" التي اشتبكت مع المتظاهرين في بغداد واحتلت المطعم التركي الذي كان يعد غرفة عمليات المتظاهرين في العاصمة العراقية، وقتلت عشرات المتظاهرين في مدينة النجف، في الواقعة التي عُرفت بـ"مجزرة الصدرين" في فبراير/ شباط الماضي.