عدوان على الصحافة: الاحتلال يقتل ويأسر ويعرقل في غزة

10 أكتوبر 2024
صحافيون أمام مستشفى ناصر في خانيونس جنوبيّ غزة، 6 أكتوبر 2024 (دعاء الباز/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استهداف الصحافيين في غزة: منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، قُتل 175 صحافياً واعتُقل 36 آخرون، مع فقدان التواصل مع مصورَين. لجنة حماية الصحافيين تحمل الاحتلال المسؤولية، معتبرةً هذه الجرائم جريمة حرب إذا ارتكبت عمداً أو بتهور.

- القيود على التغطية الإعلامية: الاحتلال يفرض قيوداً صارمة على الإعلام في غزة، مما يعيق توثيق الأحداث. تقرير مراسلون بلا حدود يشير إلى أن القوات الإسرائيلية تسعى لمنع تغطية ما يحدث.

- مطالبات دولية لفتح غزة أمام الإعلام: نحو ثلاثين مؤسسة صحافية تطالب بالسماح للصحافيين بالدخول إلى غزة، مؤكدة أن منعهم يعزز التضليل ويقوض حرية الإعلام.

بعد مرور عام على بدء حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة تتوالى نداءات المؤسسات الصحافية والحقوقية التي تطالب بحماية الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي هناك من وحشية الاحتلال الذي قتل 175 منهم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما يواصل اعتقال نحو 36 صحافياً وعاملاً في وسائل الإعلام ويستمر فقدان التواصل وغياب المعلومات عن مصورَين صحافيَّين فُقدا قبل عام بالضبط عند حاجز بيت حانون/ إيرز شمالي القطاع، هما نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد.

غزة المكان الأخطر على الصحافيين

آخر هذه المؤسسات لجنة حماية الصحافيين (CPJ)، ومقرها نيويورك، إذ شددت على أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة "سبّب خسائر غير مسبوقة في أرواح الصحافيين الفلسطينيين والمشهد الإعلامي في المنطقة". وعلى الرغم من أن لجنة حماية الصحافيين لم توثق استشهاد سوى 128 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام في غزة (مقارنة بـ175 شهيداً من الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع)، فإن هذا العدد كان كافياً لتؤكد أنه "أكبر عدد للصحافيين الذين لقوا حتفهم خلال أي عام منذ بدأت بتوثيق عمليات قتل الصحافيين عام 1992".

وحمّلت اللجنة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مقتل الصحافيين الفلسطينيين في غزة. وذكر تقرير اللجنة أن "القوات الإسرائيلية نفّذت جميع عمليات القتل باستثناء حالتين". ووجدت لجنة حماية الصحافيين أن خمسة صحافيين على الأقل كانوا مستهدفين بشكل محدد من قبل إسرائيل بسبب عملهم، وأشارت إلى أنها تحقق في ما لا يقل عن عشر حالات أخرى من الاستهداف المتعمد. وحذرت لجنة حماية الصحافيين من أن "عمليات القتل، إلى جانب الرقابة والاعتقالات والحظر المستمر على وصول وسائل الإعلام المستقلة إلى غزة، والإغلاق المستمر للإنترنت، وتدمير المنابر الإعلامية، وتشريد مجتمع الإعلام في غزة، أدّت إلى تقييد شديد للتقارير عن الحرب وإعاقة التوثيق".

هذا وذكّرت اللجنة بأن 56 صحافياً في العراق قتلوا عام 2006، وهو العام الثاني الأكثر دموية، وهو رقم أقل بكثير من ذاك الذي سُجّل في غزة الذي يعادله ثلاثة أضعاف تقريباً. أكدت اللجنة كذلك أن "القتل المستهدف أو العشوائي للصحافيين، إذا ارتكب عمداً أو بتهور، يعد جريمة حرب".

"لنا الحق في معرفة ما يحدث"

يأتي هذا التقرير ليطابق تقرير منظمة مراسلون بلا حدود بمناسبة مرور عام على بدء العدوان عل غزة، الذي خلُص إلى أن "القوات الإسرائيلية فعلت كل ما في وسعها لمنع تغطية ما يحدث في غزة، واستهدفت بشكل منهجي الصحافيين الذين تحمّلوا مخاطر هائلة للقيام بوظائفهم. وقد أثّر هذا بدوره في وصول الجمهور العالمي إلى المعلومات عن الحرب". وذكّرت "مراسلون بلا حدود" بأن "للصحافيين الحق في القيام بعملهم في تغطية هذه الحرب، ولنا جميعاً الحق في معرفة ما يحدث في غزة".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

إسرائيل تمنع الوصول إلى غزة

وفي السياق نفسه، طالبت نحو ثلاثين مؤسسة وجمعية صحافية، تقع معظمها في فرنسا، وأبرزها منظمة مراسلون بلا حدود، مجدداً بإعطائها إمكانية "الدخول إلى غزة" في مقال نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، الثلاثاء.

وطالب الموقعون في مقدمة المقال الذي نشر باللغات الفرنسية والعربية والعبرية "الهيئات الدولية وقادة كل الدول بالدعوة إلى فتح القطاع أمام الصحافيين لكي يمارسوا مهنتهم: الإعلام". وأضافوا: "نطلب من السلطات الإسرائيلية حماية أمن الصحافيين الذين يحاولون حالياً العمل في غزة، وفتح هذا القطاع أمام الصحافة الدولية لتتمكن من أداء مهماتها: الإعلام من دون قيود وأن تكون شاهداً على مجريات هذه الحرب، التي تعد واحدة من أكثر الحروب دموية وعنفاً في بداية القرن الحادي والعشرين".

وجاء في المقال أن "إسرائيل تمنع" الوصول إلى قطاع غزة "ما يجعل من المستحيل مشاهدة ما يحدث هناك مباشرةً. من المستحيل نقل صورة عن الدمار الهائل، وعن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى الفلسطينيين من دون الاعتماد على المعلومات التي تصدرها كل جهة". وأضاف: "نكرر أن التضليل والكذب هما أيضاً أدوات حرب تستخدمها الأطراف المختلفة في هذا الصراع. ومنع الصحافيين من ممارسة مهنتهم بحرية لا يمكن إلا أن يغذي ذلك". وأكد "أن حق الإعلام وتلقي المعلومات هو ركيزة ديمقراطياتنا. إنه حرية أساسية منصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وكانت وسائل الإعلام الألمانية الرئيسية قد طالبت في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي بإتاحة الدخول إلى قطاع غزة، معتبرةً أن "الاستبعاد شبه الكامل لوسائل الإعلام الدولية (..) غير مسبوق في التاريخ الحديث".

المساهمون