عابد فهد... "المقدم رؤوف" أضاع الطريق

16 يوليو 2022
تراجع أداء عابد فهد في أدواره الأخيرة (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

لا يمكن مقارنة موهبة الممثل السوري عابد فهد في الأدوار التي تسند إليه اليوم بشخصيّة "المقدم رؤوف" التي أداها في مسلسل "الولادة من الخاصرة"، المسلسل الذي كتبه سامر رضوان وأخرجته رشا شربتجي عام 2011.

عام 2010، قدم الكاتب السوري، سامر رضوان، رواية "الولادة من الخاصرة" لشركة كلاكيت ميديا. ووافقت الشركة على إنتاج المسلسل، وبدأت فعلاً بالبحث عن فريق الممثلين. يومها، كانت المخرجة رشا شربتجي ترتبط بعلاقة صداقة قوية مع الممثل السوري، عباس النوري، واختارته للعب دور البطولة، وأداء شخصية "المقدم رؤوف" في العمل. أصرَّت شربتجي على ذلك، فيما رفض الكاتب سامر رضوان طلبها، بعدما وعد صديقه عابد فهد بإسناد الدور المحوري إليه. تدخل بعض المقربين من رضوان وشربتجي، والتي بدورها أوصلت الطلب إلى عابد فهد من أجل الخضوع لـ"كاستينغ" للحكم النهائي. وافق رضوان وفهد على الطلب، وعقدا اجتماعًا استمر لثلاث ساعات في مكاتب شركة الإنتاج.

انتهى الاجتماع بأن يجسّد فهد دور "المقدم رؤوف"، نظراً لما شاهدته المخرجة من حرفية عالية، يملكها ويمكنها أن توظف لصالح المسلسل والدور معاً. عاش "المقدم رؤوف" لسنوات على نجاح هذه الشخصية، لكن الأمر لم يستمر طويلاً، إذْ اختاره بعدها بوقت قليل المنتج السوري محمد مشيش، وزميله الراحل أديب خير لبطولة مسلسل عربي مُشترك، وكان عنوانه "لعبة الموت" إلى جانب سيرين عبد النور والممثل المصري ماجد المصري.

تخطى عابد فهد حاجز النجاح السوري في التمثيل، وتحول بين ليلة وضحاها إلى نجم عربي، بسبب تفاعل الناس مع مسلسل "لعبة الموت" من إخراج الليث حجو وسامر البرقاوي وإعداد ريم حنا. وبدأ فهد يخرج من شرنقة السوري المحلي إلى العالم العربي من خلال أدوار كثيرة بدأت تعرض عليه، إذْ قدمها بطريقة تفاوت نجاحها بين مسلسل وآخر.

سينما ودراما
التحديثات الحية

انتهى قبل أيام عرض مسلسل "بيروت 303" من كتابة سيف رضا حامد، وإخراج إيلي السمعان. استعاد عابد فهد ثنائية غابت لسنوات مع زميلته سلافة معمار، لكنه لم يوفق بعدما ظهر المسلسل بارداً خالياً من الحبكة والفكرة والسيناريو الذي من المفترض أن يقدم جديداً، فخسرت معمار وخسر زميلها في القيام بنقلة تنقذ المحتوى من الأساس.

هكذا، لا يمكن أن نفسر كيفيّة قبول عابد فهد وبعض زملائه بنصوص أو حكايات درامية، تُقلل من قدرتهم أو موهبتهم في التمثيل، بل تقف سداً أمام التقدّم الذي من المفترض أن يعود به الدور على صاحبه، ليس أقله دوره في "الساحر" الذي قدمه عام 2020 من إخراج محمد لطفي وعامر فهد، إذْ أوقعه في فخّ آخر.

لكن شارك فهد في واحد من أهمّ المسلسلات السورية المشتركة، وهو "دقيقة صمت" للمخرج التونسي شوقي الماجري والكاتب سامر رضوان. أعاد "دقيقة صمت" فهد إلى مكانه بعد 9 سنوات من "الولادة من الخاصرة" ونجح الجميع في ذلك. لا بد من المرور على دور "جبران" لعابد فهد في مسلسل "عندما تشيخ الذئاب" من إخراج حازم سليمان عن رواية الكاتب جمال ناجي، والذي قدمه فهد بطريقة بدت ضعيفة، ومنها بدأ تراجعه في الأداء إلى اليوم.

المساهمون