أثار ملصق فيلم يصوّر امرأة ترتدي زيّ الإلهة الهندوسية كالي وهي تدخّن سيجارة غضباً واسعاً في الهند، بحسب ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
كانت المخرجة لينا مانيميكالاي قد نشرت يوم السبت الماضي على "تويتر" ملصق فيلمها الجديد "كالي" ممّا أثار ردود فعل كبيرة.
وسجلت الشرطة في ولاية أوتار براديش شمال الهند، اليوم الثلاثاء، شكوى ضد المخرجة بتهمة "التصوير غير المحترم" للآلهة الهندوسية.
أثارت تغريدة مانيميكالاي آلاف الردود من الهندوس الغاضبين الذين اتهموها بالإساءة إلى مشاعرهم الدينية، خاصة أنّ كالي، المعروفة بأنّها إلهة الدمار الهندوسية، مبجّلة عند ملايين الناس.
بحسب "بي بي سي"، قالت المفوضية الهندية العليا في كندا، مساء أمس الإثنين، إنّها طلبت من منظمي الحدث حيث كان من المقرر عرض فيلم مانيميكالاي سحب الملصق الذي وصفته بأنّه "استفزازي". أضافت أنّها نقلت أيضاً "شكاوى من زعماء الجالية الهندوسية في كندا" إلى المنظمين.
Super thrilled to share the launch of my recent film - today at @AgaKhanMuseum as part of its “Rhythms of Canada”
— Leena Manimekalai (@LeenaManimekali) July 2, 2022
Link: https://t.co/RAQimMt7Ln
I made this performance doc as a cohort of https://t.co/D5ywx1Y7Wu@YorkuAMPD @TorontoMet @YorkUFGS
Feeling pumped with my CREW❤️ pic.twitter.com/L8LDDnctC9
في وقت سابق من يوم أمس نفسه، انتشر اسم مانيميكالاي على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند حيث دعا الكثيرون لاعتقالها. وقالت المخرجة التي تدرس حالياً في كندا لـ"بي بي سي" إنّ الإلهة التي تصوّرها في فيلمها "تناصر الإنسانية وتحتضن التنوع". وأضافت: "كشاعرة ومخرجة أجسّد كالي من خلال رؤيتي المستقلة".
يعتبر تصوير الشخصيات الدينية على الشاشة قضيّة حسّاسة في الهند. ففي العام 2015 على سبيل المثال، طالب مجلس الرقابة في البلاد باقتطاع مشاهد عدّة من الفيلم البوليوودي أنغري إنديان غودس، والذي يظهر صوراً للآلهة الهندوسية.
كان ذلك استمرارية للاحتجاجات والاعتراضات التي تواجه العديد من صانعي الأفلام والممثلين عند تصويرهم أو إشارتهم لموضوعات دينية في أعمالهم.
تشهد الهند مؤخراً احتجاجات كبيرة من المسلمين بسبب تعليقات مهينة للنبي محمد أدلت بها الناطقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم نوبور شارما. وخلال الأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة في ولاية راجاستان رجلين مسلمين ظهرا في مقطع فيديو وهما يقتلان رجلاً هندوسياً، انتقاماً منه لتأييده تصريحات شارما.
قال العديد من مستخدمي "تويتر" إن تصوير الإلهة كالي على الملصق هو إهانة للهندوسية ودعوا إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المخرجة، فيما طالب آخرون باحترام المشاعر الدينية للجميع.
قال المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم فينيت جوينكا، إنّ تصوير الإلهة أضرّ "بمشاعر الهنود في جميع أنحاء العالم"، وطلب من الحكومة الهندية التأكّد من حذف التغريدة التي يظهر فيها بوستر كالي.
وكتب محام في العاصمة دلهي على "تويتر" أنّه قدم شكوى للشرطة ضدّ مانيميكالاي.
تدرس المخرجة، وهي من ولاية تاميل نادو الجنوبية، صناعة الأفلام في تورنتو الكندية، وكانت من بين 18 طالب دراسات عليا تم اختيارهم في إطار برنامج تديره جامعة تورنتو متروبوليتان لإنجاز أعمال حول التعدّدية الثقافية.
وتقول مانيميكالاي لـ"بي بي سي" إنّ الفيلم عبارة عن "تصوير صريح" لنفسها وهي ترتدي زي إلهة تمشي في شوارع تورونتو. تشرح: "في فيلمي، تختارني كالي كروح، وتحمل في يديها علم فخر مجتمع الميم وكاميرا، وتلتقي بالأمم الأولى (السكان الأصليين)، والشعوب المنحدرة من أصول أفريقية وآسيوية وفارسية واليهود والمسيحيين والمسلمين والكون الصغير الذي يمكن للمرء التقاطه في أيّ مكان في كندا".
يبدو أنّ الآلهة موضوعٌ متكرّر في أفلام مانيميكالاي، إذ عرض فيلمها الوثائقي "غودسز" في العام 2007 في مهرجانين للأفلام في مومباي وميونخ. أمّا في فيلمها "ماداتي- حكاية غير سحرية"، الصادر في العام 2019، فتقدّم قصة خياليّة عن تخليد فتاة صغيرة من مجموعة مهمّشة عبر جعلها إلهة.
تقول مانيميكالاي إنّ المشهد في الملصق يصوّر الإلهة تظهر الحب لأنّها "تقبل بلطف السيجارة من الطبقة العاملة من سكان الشوارع في المنتزه حول سوق كينسينغتون". كما تشير إلى أنّ الناس في مهرجانات القرى جنوبي الهند، غالباً ما يرتدون زي كالي ويشربون الخمور الريفية ويرقصون.
وتضيف: "لا يمكن أن نُخنق نحن الفنانين بجوّ الخوف. نحتاج إلى أن نرفع الصوت وأن نكون أقوى".