وجّه جهازا الاستخبارات في إيران (وزارة الاستخبارات، واستخبارات الحرس الثوري)، في بيان مشترك غير مسبوق تناول الاحتجاجات في البلاد، تهمة التخابر مع الاستخبارات الأميركية لصحافيتين تابعتا قضية الشابة مهسا أميني منذ بداياتها، في خطوة أثارت غضب زملائهما الذين أكدوا حقهما في ممارسة عملهما.
الصحافيتان هما نيلوفر حامدي العاملة في صحيفة شرق الإصلاحية، وإلهه محمدي العاملة في صحيفة هم ميهن الإصلاحية. وقد اعتقلتهما الأجهزة الأمنية الإيرانية في الأيام الأولى من الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد الشهر الماضي، إلى جانب صحافيين ومراسلين ومصوّرين وصل عددهم إلى 46، وفقاً للجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك.
وأشار بيان الاستخبارات الإيرانية إلى أن أول صورة لمهسا أميني على سرير المستشفى نشرتها الصحافية نيلوفر حامدي، التي وُصفت بأنها "من المتدربين في دورات تعليم الحروب التركيبية" التابعة لجهاز الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه). وأضاف البيان أن حامدي "تحت غطاء العمل الصحافي، كانت من الأوائل الذين حضروا إلى المستشفى واستقروا فيه"، وأنها "حرّضت أهالي الراحلة".
كذلك، ذكر البيان الصحافية إلهه محمدي، التي زعم أنها "أدت المهمة تحت نفس الغطاء، من خلال حضورها الفوري في مدينة سقز، وتحريض أقارب الراحلة، وتدبير بعض المشاهد، وتغطية الأخبار والصور الموجهة من مراسم التشييع والدفن والتجمعات التي نظمت في تلك المدينة". أضاف البيان أن هذه الصحافية "تدربت في دورات النظام العصابي الأميركي في الدول الخارجية". واتهم الصحافيتين بأنهما "لعبتا دوراً افي صناعة الأخبار لوسائل الإعلام الأجنبية" حول مهسا أميني.
البيان اتهم أجهزة استخبارات الولايات المتحدة الأميركية بالتخطيط للاحتجاجات الواسعة الأخيرة في إيران على وفاة مهسا أميني، و"التعاون مع أجهزة التجسس الحليفة والوكيلة الرجعية". وتحدثت الاستخبارات الإيرانية في بيانها عن تخصيص الولايات المتحدة 53 مليون دولار "بشكل عاجل للجماعات الإرهابية والإعلامية" في الاحتجاجات الأخيرة.
ويأتي البيان في وقت تنفّذ السلطات الإيرانية حملة أمنية ضد المتظاهرين، الذين خرجوا في أنحاء البلاد عقب وفاة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول، بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق ذائعة الصيت.
إلا أن الصحافي الإيراني عباس عبدي ردّ على هذه الاتهامات ضد الصحافيتين في تغريدتين، قال فيهما إن "ما جاء في البيان الرسمي حول أداء زميلتينا إلهه محمدي ونيلوفر حامدي لا يحتاج إلى أي دورة تعليمية في الخارج"، مضيفاً أن "أي طالب جامعي في الصحافة يعلم ما هي القيم الخبرية وأهمية السرعة في نشر الأخبار".
كذلك، نقل موقع صحيفة هم ميهن، عن عدد من الصحافيين الإيرانيين، رفضهم ما جاء في بيان الاستخبارات حول الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهه محمدي. وقال الصحافي أفشين أمير شاهي إن هذه الاتهامات غير صحيحة بحق الصحافيتين، واصفاً إياهما بأنهما "ناجحتان، وملتزمتان، وقامتا فقط بعملهما"، ومضيفاً أن نشر صورة مهسا أميني على السرير في المستشفى وتغطية مراسم التشييع والأربعينية "ليسا جرماً، وهما من أبجديات العمل الصحافي". كما كتبت الصحافية في صحيفة اعتماد، سارا معصومي، أن "الحق هو أقوى سند لإلهه محمدي ونيلوفر حامدي اللتين كانت أقلامهما في خدمة الحقيقة وليس السلطة"، مشيرة إلى أن الاتهامات ضدهما "لن تؤثر على حكم الرأي العام تجاههما".
One found #MahsaAmini in the hospital and published the photos of her. The other attended the Amini family's funeral service and interviewed the parents.
— Nilofar Ayoubi (@NilofarAyoubi) October 5, 2022
Both journalists, Elaheh Mohammadi and Nilufar Hamedi, are now behind bars. Look at their faces. pic.twitter.com/DyHtXwtIwI
وفي تعليق على الاتهامات ضد الصحافية العاملة في صحيفته، نفى مدير "صحيفة الشرق" مهدي رحمانيان، اليوم السبت، في حديث لموقع "ديدار نيوز"، هذه الاتهامات، معتبرًا أنها "اتهامات باطلة"، وقال إن "نشر الصورة والخبر (عن مهسا أميني) من قبل المراسلة وصحيفتنا كان عملاً صحيحاً وقمنا برسالتنا الخبرية".
وأضاف رحمانيان أن الصحافية حامدي "كانت في تنسيق معي في جميع مراحل عملها، وكل ما يقولون عنها كذب"، مشيرًا إلى أنها لم تكن أول من نشر صورة مهسا أميني على سرير المستشفى، إذ سبق أن نشرت صور عنها.