أثارت حادثة اقتحام طفل متسول لطائرة في مطار النجف الدولي، جنوبيّ العراق، سخرية واستغراب الناشطين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما أنه استطاع عبور المحطات الخاصة بالتدقيق الأمني والتفتيش وغرفة الجوازات والتأشيرة، ووصل إلى مقاعد الركاب.
وأفادت مصادر صحافية من النجف بأن الطفل سبّب "حالة إنذار" في مطار المحافظة، موضحة أن "طفلاً دون العاشرة من العمر تمكن من اختراق أمن مطار النجف والوصول إلى نقطة انطلاق طائرة إيرانية تستعد للإقلاع إلى إيران مع مسافرين على متنها، وذلك لطلب المساعدة (الكدية من المسافرين)".
وتداولت وسائل إعلام محلية معلومات أفادت بأن "عناصر الأمن في الطائرة الذين انتبهوا للطفل اضطروا إلى إنزال المسافرين مرة أخرى من الطائرة، للتأكد من عدم صعود غير المسافرين القانونيين على متنها، وأقدمت عناصر الأمن على اعتقال الطفل، ونقلته خارج المطار".
وبيَّنت أنه إثر الحادث، أبلغ رجل أمن الطائرة قمرة القيادة، وأُنزل جميع الركاب، وأعيدوا إلى منطقة الانتظار، للتأكد من حجوزاتهم المسبقة، ما سبّب تأخير إقلاع الطائرة. وأكد موقع اخباري عراقي، نقلاً عن مصادر أمنية، إعفاء أحد المسؤولين عن أمن المطار من منصبه على خلفية الحادثة.
وقال الصحافي من مدينة النجف، علي الموسوي، إن "المعلومات الأولية تفيد بأن الطفل يدخل إلى المطار باستمرار، من دون أن ينتبه إليه أحد، لكنه يركب الطائرة لأول مرة، بعد أن أقحم نفسه بين المسافرين من دون أن يستوقفه أحد".
وأضاف الموسوي، متحدثاً لـ "العربي الجديد"، أن "هذا المشهد يتكرر في المطار بصورة مستمرة، وهو دليل على التهاون في متابعة التدقيق في المطار، لأن الكثير من القائمين عليه غير متخصصين وهم يتبعون أحزاباً كبرى في المدينة، أبرزها التيار الصدري وتيار الحكمة".
وأكد أن "إدارة مطار النجف ترفض التعليق على الحادثة، رغم أن نحو خمسة صحافيين حاولوا الدخول إلى مبنى المطار منذ صباح اليوم، بل إن تحذيرات وصلت إلى الصحافيين من التعليق عن الحادثة، والتهديد بالملاحقة القانونية لأي صحافي يكشف حقيقة ما يجري في المطار".
من جهته، بيَّن الناشط السياسي من النجف، علي الحجيمي، أن "الفساد مستشرٍ في مطار النجف، فهو منبع مالي بالنسبة إلى الأحزاب الحاكمة في المدينة، وهناك حاجز كبير وضعته الأحزاب أمام القضاء أو الإعلام عما يجري داخله"، وأكد لـ "العربي الجديد" أن "مطار النجف يحتاج إلى فتح سلسلة من التحقيقات بشأن ما يدور فيه، وأن حادثة الطفل لا بد أن تدفع في هذا الاتجاه".
في 20 يوليو/تموز عام 2008، افتتح المطار رسمياً لاستقبال رحلات الطيران القادمة إلى مدينة النجف، وقد أنشئ على قاعدة جوية عسكرية سابقة. ويبلغ متوسط الرحلات من النجف وإليها 19 رحلة يومياً حالياً، وفي أوقات الزيارات، يتضاعف ليصل إلى 60 رحلة يومياً. يستقبل المطار العديد من أنواع الطائرات، وهناك مدرج واحد حالياً طوله ثلاثة آلاف متر، ويعتبر من المطارات ذات التصنيف المنخفض عالمياً.
لكنه يواجه اتهامات كثيرة، منها ما يرتبط بالفساد المالي، وأخرى تتعلق بعدم إيصال وارداته إلى خزينة الدولة، فيما تشير معظم الإفادات السياسية بأن التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر يسيطر على معظم مفاصله.