"طالبان" تشدّ الخناق على الصحافيين في كابول

"طالبان" تشدّ الخناق على الصحافيين في كابول

05 ديسمبر 2023
منذ سيطرة "طالبان" أغلقت نحو 281 وسيلة إعلام أبوابها (ماركوس يام/ لوس أنجليس تايمز)
+ الخط -

أعلن مركز الصحافيين الأفغان أن حكومة طالبان قد زادت الضغوط على وسائل الإعلام والصحافيين في الأشهر الأخيرة، خاصة في العاصمة الأفغانية كابول، بعدما كان التضييق يشمل الولايات الأخرى البعيدة عن العاصمة.

وأفاد المركز، في بيان، بأنه خلال الأشهر الستة الماضية أصبحت التغطية الإعلامية في كابول تحت السيطرة الكاملة لحركة طالبان، وأن الرقابة التي عرفتها الولايات الأخرى منذ عودة الحركة إلى الحكم وصل إلى العاصمة، حيث لا يواجه الصحافيون مشاكل في إعداد التقارير فحسب، بل إن وسائل الإعلام لا تستطيع التعبير عن آرائها الواضحة في ما يخص التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

وأوضح المركز، الذي يعمل حالياً خارج أفغانستان وينشر تقارير حول حرية الصحافة مرتين كل عام، أن "طالبان" تمارس حالياً ضغوطاً أكبر مقارنة بالأشهر السابقة لناحية تغيير وتعديل محتوى الأخبار، كما أشار إلى إجبار الصحافيين على الحصول على موافقة الحركة قبل نشر أي محتوى إخباري.

وأورد التقرير أن القمع والتشديد لا يقتصران فقط على عدم قدرة الصحافيين على تضمين محتوى نقدي، بل تجاوزها لعدم قدرتهم على نشر هذا المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر حساباتهم الخاصة.

وجاء في التقريركذلك أنه خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي سُجلت 33 حالة اعتقال لصحافيي، و42 حالة تهديد، موضحاً أن معظم الاعتقالات نفذتها استخبارات "طالبان"، كما قامت وزارتا الإعلام والثقافة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتهديد الصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية، جنباً إلى جنب مع التهديدات التي يتلقاها هؤلاء من أجهزة الاستخبارات.

يُذكر أنه منذ سيطرة "طالبان" على كابول، في أغسطس/ آب من عام 2021، أغلقت نحو 281 وسيلة إعلام أبوابها، كما حرمت أعداد كبيرة من الإعلاميين من العمل، إلى جانب هجرة عدد كبير من الصحافيين من البلاد خوفاً من الاعتقال أو المنع من العمل بحرية. كما فرضت "طالبان" قيوداً أشد على النساء العاملات في وسائل الإعلام، ما جعل الكثيرات منهن يتركن العمل.

وقد أعربت المؤسسات الدولية المعنية بحرية وسائل الإعلام عن قلقها الشديد حيال وضع وسائل الإعلام في أفغانستان.

وفي إحصاء أجرته منظمة مراسلون بلا حدود، ونشرته على موقعها الإلكتروني في الذكرى الثانية لعودة الحركة إلى الحكم، تبينّ أنّ ما يزيد عن ثماني صحافيات من أصل عشر اضطررن إلى التوقف عن العمل منذ 15 أغسطس 2021، كما اضطر أكثر من ثلثي الصحافيين الذين كانوا يعملون في القطاع إلى ترك العمل خلال عام 2021، حيث كان عددهم يُقدَّر بحوالي 12 ألفاً آنذاك.

وأشارت المنظمة إلى أن مُعظم المنابر الإعلامية "اضمحلت وانقرضت خلال العامين الماضيين"، مشيرة إلى استمرار الحركة بالتضييق على المؤسسات الإعلامية بنفس الوتيرة. إذ أقدمت السلطات المحلية في محافظة ننغرهار، شرقي البلاد، على إغلاق مكتب تلفزيون وإذاعة هميشا بهار مطلع الشهر الحالي، متذرعة بأحكام الشريعة الإسلامية، وهو ما أدى بالتالي إلى توقف بث إذاعة نين (كانت تستضيفها إذاعة هميشا بهار). كما تضررت من هذه الخطوة إذاعة جوانان أيضاً، التي كانت تعتمد على جهاز إرسال هميشا بهار لبث برامجها محلياً.

وفي الإحصاء نفسه، تبيّن أن أكثر من نصف وسائل الإعلام التي كانت مسجَّلة رسمياً عام 2021 في أفغانستان قد اختفت، إذ كان يبلغ عددها 547 وسيلة إعلامية. كما أشار اتحاد الصحافيين الأفغان إلى أنّ 70 في المائة من وسائل الإعلام الأفغانية توقفت عن العمل، وما بقي منها يواجه مخاطر كبيرة وتحديات جمّة. وقال الاتحاد حينها إن 67 في المائة من الإعلاميين والصحافيين خسروا وظائفهم بسبب التحديات الأخيرة والوضع الراهن، فيما 33 في المائة منهم فقط لا يزالون يعملون، موضحاً أن 40 في المائة يواجهون مخاطر أمنية، وبعضهم واجهوا تهديدات والبعض الآخر يخشى مواجهة التهديدات، فيما 30 في المائة يواجهون مشاكل اقتصادية، و30 في المائة يخشون على وظائفهم في المستقبل نظراً للوضع السائد.

في المقابل، سبق أن أعلنت حركة طالبان أنها "تؤمن بحرية الإعلام" وأنها "وضعت آلية جديدة لوسائل الإعلام المحلية والدولية في أفغانستان".

 

المساهمون