صوفيا عن بريسيلا: "متفهمةٌ جداً ومُشجّعة على سرد الحكاية"

05 يناير 2024
بريسيلا بريسلي وصوفيا كوبولا في "لا موسترا 2023" (ستيفانيا داليسّاندرو/WireImage)
+ الخط -

 

بعد أسابيع قليلة على عرضه الدولي الأول، في المسابقة الرئيسية للدورة الـ80 (30 أغسطس/آب ـ 9 سبتمبر/أيلول 2023) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي (لا موسترا)"، تبدأ العروض التجارية الأميركية لـ"بريسيلا"، للأميركية صوفيا كوبولا ـ المستند إلى كتاب "إلفيس وأنا: القصة الحقيقية للحب بين بريسيلا بريسلي وملك الروك أند رول" (1986)، لبريسيلا بريسلي وساندرا هارمون ـ في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مُحقّقاً، لغاية أول عطلة نهاية أسبوع في العام الجديد، إيرادات دولية بقيمة 20 مليوناً و940 ألفاً و913 دولاراً أميركياً، في مقابل ميزانية إنتاج تبلغ 20 مليون دولار أميركي فقط.

بمناسبة بدء عروضه التجارية الفرنسية، في 3 يناير/كانون الثاني 2024، تُنشر مقالات وحوارات مع ابنة فرنسيس فورد كوبولا في صحفٍ ومجلات مختلفة، منها "لو نوفيل أوبسرفاتور" (مجلة أسبوعية فرنسية)، المكتفية بنشر ترجمة فرنسية (عدد مزدوج، 21 ديسمبر/كانون الأول 2023 ـ 3 يناير/كانون الثاني 2024) لمقالة الأميركية ريبيكا كيغان، منشورة في "هوليوود ريبورتر" (مجلة أسبوعية أميركية متخصّصة بصناعة السينما)، في 23 أغسطس/آب 2023، تروي فيه التالي: "مطلع عام 2021، تتواصل صوفيا كوبولا، طريحة الفراش بسبب كورونا، مع صديق لها، تبوح على مسمعه عن إحباطها"، فمشروع اقتباس تلفزيوني لـ The Custom Of The Country، رواية (1913) الكاتبة الأميركية إديث وارتُن (1862 ـ 1937)، لحساب "آيبل تي في بلاس"، معطّل. تنقل كيغان عن كوبولا قولها إنّ صديقها يُلحّ عليها بضرورة العودة إلى الإخراج: "توقّفي عن شغل الإنتاج هذا، الذي لن يصل بك إلى شيءٍ". عندها، تنكبّ المخرجة على كتاب "إلفيس وأنا"، فتقول: "ماضي بريسيلا حيّ جداً في عقلي وروحي، تماماً كصُور ذاك العالم، ممفيس، الستينيات. هذا أميركيّ جداً". تُضيف: "أعرف ماذا يعني العيش في محيط عالم الاستعراض. أفهم في نموّي أنّ الناس ينظرون إليك بطريقة مختلفة. جزء كبير من وجودنا منبثقٌ من قوة شخصية والدي. والدتي تحاول أنْ تكون موجودة إلى جانبه. هذا كلّه يُخاطبني".

لاحقاً، تلتقي المخرجة (1971) بريسيلا (1945)، المُعجَبة بـ"تائه في الترجمة" (2003). بريسيلا، المنتجة المنفّذة للفيلم، تشعر بقدرتها على أنْ تثق بصوفيا. تقول (هوليوود ريبورتر): "أستشعر قدرتها على فهمي، وعلى أنّها، رغم امتلاك كلّ واحدة منا حكايات مختلفة عن حكايات الأخرى، ستُدرك كيفية فهم حكاياتي أفضل من أي شخصٍ آخر، لعيشها إياها بطريقتها الخاصة".

 

 

لكنْ، ما الذي يُثير "حشرية" كوبولا في قصّة بريسيلا بريسلي، ومن الذي سيُحرّضها على إنجاز فيلمٍ عنها، كما تسأل غايل موري في "لو سوار" (صحيفة يومية بلجيكية باللغة الفرنسية): "إنّها تمرّ بأشياء تعيشها الفتيات جميعهنّ: الحبّ الأول. القبلة الأولى. الثنائي الذي تؤلّفه مع إلفيس أسطوريّ بشكلٍ لا يصدق. مع ذلك، لا نعرف الكثير عنها. مثلاً: لم أكن أدرك أنّها دارسة علوم إنسانية في "غريسلاند". المدرسة تحدّ بحدّ ذاته. لكنْ، عليها أيضاً البقاء مستيقظة طوال الليل معه، لتلبية ما يريد. أمور كثيرة عليها أنْ تُديرها وتهتمّ بها. أجد هذا رائعاً. الهوية، وكيفية بنائها، شيء أثار اهتمامي دائماً. قصة بريسيلا غنية جداً من وجهة النظر هذه" (2 يناير/كانون الثاني 2023).

عن بريسيلا، تقول صوفيا إنّها منفتحة جداً معها، ومُشجّعة كبيرة لها: "أطرح عليها أسئلة عدّة، معظمها متعلّقٌ بتفاصيل عن حياتها، فتحاول الإجابة قدر المستطاع. تمنحني أشياء غير موجودة في الكتاب، وهذه إضافة كبيرة. التحدّث معها، والحصول على تلك التفاصيل الصغيرة، عاملان مُساعدان للغاية في بناء القصّة، وفي إثارة شعورٍ بالارتباط بها والتواصل معها. شعور بأنّها موجودة هنا. هذه أول مرة لي أشتغل فيها على قصّة يكون صاحبها حيّاً، ويُمكن التواصل معه. إنّه أمرٌ رائع للغاية أنْ أتمكّن من الاتصال بها عندما يخطر على بالي سؤال. هذا أضاف الكثير إليّ".

ما التحدّي الكبير أمام المخرجة حينها؟ "العثور على توازن بين رؤيتي وإنجاز فيلم محترم، تتمكّن بريسيلا أنْ تتعرّف فيه على ذاتها". أهناك خلافات بينهما؟ "إنّها مُتفهّمةٌ كثيراً. حتى عند اضطراري إحداث تغييرات طفيفة تلبية لحاجات الفيلم. مثلاً: نقل أحداثٍ حاصلة في لوس أنجليس إلى غريسلاند". أتزور البلاتوه في فترة التصوير؟ أتمنح نصائح لكايلي سْبايْني، الممثلة المؤدّية دورها في الفيلم؟ "هي غير قادمة إلى البلاتوه أبداً. لكنّي متحدّثة معها كثيراً قبل التصوير وفي فترته. أتّصل بها لأطرح أسئلة عليها تتعلّق بأشياء محدّدة، كالأزياء مثلاً. كايلي ملتقية بها قبل التصوير، وبريسيلا مُشجّعة لها كثيراً". تُضيف كوبولا: "يكفيني أنّها (بريسيلا)، بعد مشاهدتها الفيلم، متأثّرة به، ومُقدّرةٌ أنّه متعلّق بتمثيل صادق لتجربتها".

رغم أنّ "بريسيلا" مرتكز على حياتها، هناك النظرة الخاصة لكوبولا في كلّ لقطة: "حقّاً، كلّ شيء مُستلّ من كتابها. لكنّ عمل السينمائيّ أنْ يجعل المُشاهِد يبني علاقة مع الحكاية التي يتابعها. أفترض أنّ هذا حاصلٌ عبر وجهة نظري. أحاول الارتباط بقصّتها قدر ما أستطيع. متمكّنةٌ من تخيّل ماذا يعني أنْ يكون المرء جديداً في مدرسةٍ، وفي ألاّ يعرف أحداً، فهذه تجربة أعيشها أنا أيضاً في تلك الفترة من العمر. متعلّقة أنا بهذا كلّه إنسانياً، لكنّ كلّ شيء منطلقٌ من قصّتها".

المساهمون