منعت صحيفة لوس أنجليس تايمز 38 صحافياً من تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعدما وقعوا على رسالة مفتوحة تنتقد المؤسسات الإعلامية الغربية بسبب تقاريرها المنحازة للإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، بحسب موقع تروث أوت الأميركي.
وبرّرت إدارة الصحيفة قرارها بأنّ التوقيع على الرسالة المفتوحة ينتهك سياسة الأخلاقيات الخاصة بالمؤسسة. لكنّ العاملين أكّدوا أنّ القواعد تحظر عليهم تجنب التعبير العلني عن آرائهم السياسية، معتبرين أنّ مطالبتهم بتغطية غير منحازة ليس أمراً سياسياً.
وقال رئيس اتحاد موظفي "لوس أنجليس تايمز" مات بيرس: "لقد ظهرت هذه المشكلة في العديد من غرف الأخبار، وقد أثار أعضاؤنا، من بين العديد من القضايا، مخاوف قوية بشأن التفسير غير المتسق والغامض للقواعد وكيفية تطبيقها".
وكان 38 صحافياً في المؤسسة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، من بين أكثر من 750 صحافياً أميركياً وقعوا على رسالة مفتوحة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تدعو وسائل الإعلام إلى وصف تصرفات إسرائيل في غزة باستخدام مصطلحات استعملها الخبراء، بما في ذلك "التطهير العرقي" و"الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية".
وجاء في الرسالة: "إننا نحمل أيضاً غرف الأخبار الغربية مسؤولية الخطاب غير الإنساني الذي ساهم في تبرير التطهير العرقي للفلسطينيين"، مضيفةً: "هذه هي مهمتنا: محاسبة السلطة. وإلا فإننا نجازف بأن نصبح شركاء في الإبادة الجماعية".
وطالبت الرسالة الصحافة الغربية ووسائل الإعلام بإدانة القوات الإسرائيلية لقتلها الصحافيين، فوفقاً للجنة حماية الصحافيين، قُتل ما لا يقل عن 64 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي.
وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين شريف منصور، في بيان: "لقد دفع الصحافيون في غزة، وما زالوا يدفعون، خسائر غير مسبوقة ويواجهون تهديدات هائلة. فقد الكثيرون زملاءهم وعائلاتهم ومرافقهم الإعلامية، وفروا بحثاً عن الأمان في ظلّ غياب الملاذ.
وبحسب "تروث أوت"، أدّى الخوف من انتقام أصحاب العمل إلى طلب 30 صحافياً إزالة تواقيعهم عن الرسالة التي نشرت لأوّل مرة في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فيما بلغ العدد الكلي للموقعين عليها 1484 صحافياً، من بينهم عاملون في وكالة رويترز وصحف مثل "بوسطن غلوب" و"ذا واشنطن بوست".
وحتى الآن أطلق صحافيون وعاملون في الإعلام عدداً من الرسائل المفتوحة خلال الأسابيع الأخيرة، تدعو معظمها إلى وقف الحرب وتعبّر عن التضامن مع الفلسطينيين.
وكانت رسالة أخرى بعنوان "كتّاب ضد الحرب على غزة"، قد انتشرت على نطاق واسع، ووقعها أكثر من 8 آلاف كاتب، أدانوا "إسكات المعارضة والتغطيات الإعلامية العنصرية والتحريفية". ووقعت الكاتبة جازمين هيوز وزميلها جيمي لورين كيليس، في صحيفة ذا نيويورك تايمز، على الرسالة. وبعد أيام، استقالت هيوز تحت ضغط من الإدارة، وترك كيليس الصحيفة، مشيراً إلى أن قراره كان "شخصياً".
ومنذ بدء الحرب على غزة، واجه المؤيدون لفلسطين في الإعلام الأميركي مستويات غير مسبوقة من الهجوم بسبب تعبيرهم عن دعمهم للفلسطينيين أو رفضهم للحرب.
في أكتوبر الماضي، قامت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بمنع ستة من مراسليها من العمل بسبب إعجابهم أو مشاركتهم منشورات مؤيدة لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي نوفمبر الماضي، وضعت شركة هيرست الإعلامية العملاقة سياسة جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي تحظر على موظفيها التعبير عن "آراء سياسية شخصية". كذلك، فصل صحافيون ومحررون في مجلات ومواقع مختلفة منها "آرتفوروم" و"إي لايف".