صحافي ياباني يروي تفاصيل حبسه في ميانمار

28 نوفمبر 2022
سجن تورو كوبوتا لمدة 3 أشهر أثناء تغطيته احتجاجات (شوجي كاجياما/أسوشييتد برس)
+ الخط -

قال الصحافي الياباني، تورو كوبوتا، الذي قُبض عليه أثناء تغطيته لاحتجاج في ميانمار الخاضعة للحكم العسكري واحتُجز لأكثر من ثلاثة أشهر، إنّ تجربته جعلته أكثر تصميماً على سرد قصة الناس هناك، بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس.

وقال كوبوتا في مؤتمر صحافي عقد في طوكيو الإثنين: "أشعر أنني أستطيع أن أفهم مشاعرهم أكثر".

واعتقل كوبوتا (26 عاماً) في 30 يوليو/ تمّوز الماضي، وأفرج عنه في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني في عفو واسع النطاق عن السجناء أعلنته الحكومة العسكرية في ميانمار.

وكان قد حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة انتهاك قانون الهجرة والتحريض على الفتنة وانتهاكات أخرى. وشمل العفو كذلك، الأكاديمي الأسترالي شون تورنيل، والسفيرة البريطانية السابقة فيكي بومان، والأميركي كياو هتاي أو.

وعلى الرغم من إطلاق سراحه، فإن كوبوتا شدد في مؤتمره الصحافي على أنّ الكثير من الناس ما زالوا في السجون. وقال: "أنا مجرد فرد من بين 16 ألف شخص"، في إشارة إلى عدد الأشخاص الذين ما زالوا موقوفين، وفقاً لجمعية مساعدة السجناء السياسيين.

وبحسب "أسوشييتد برس"، أشار كوبوتا إلى أنّه كان من بين 20 شخصاً وضعوا في "زنزانة جهنمية" صغيرة جداً، إلى درجة اضطروا معها للنوم فوق بعضهم البعض، ثمّ نُقل إلى سجن إنسين في أكبر مدن البلاد يانغون، لينضم إلى عددٍ كبير من السجناء السياسيين.

وعرض كوبوتا نسخاً من الرسائل التي قدمها له سجناء يطلبون المساعدة. وقالت إحدى الرسائل: "آمل أن يتمكن الجميع من المساعدة في تحقيق العدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية المطلوبة في ميانمار". فيما قالت رسالة أخرى: "شكراً لك على وقوفك مع شعب ميانمار".

وأكّد كوبوتا أنّه يأمل في مواصلة إنتاج أفلام تجذب الانتباه إلى محنة الناس في ميانمار. وكانت ميانمار محوراً لعددٍ من أفلامه السابقة، بما في ذلك فيلم وثائقي عن أقلية الروهينغا المضطهدة.

وقال: "الحرمان من الحرية يعني أنّه لا يمكنك التحدث علانية ولا يمكنك التعبير عن آرائك. إنّه حرمان من حقوقك وحريتك".

وتخرج كوبوتا من جامعة كيو اليابانية، وحصل على درجة الماجستير من جامعة الفنون في لندن، وعمل مع مؤسسات متعدّدة منها النسخة اليابانية من "ياهو" و"فايس".

وكان الجيش قد استولى على السلطة في ميانمار، خلال فبراير/ شباط من العام الماضي، بعد إطاحة حكومة أونغ سان سو كي المنتخبة. وشنّت قوات الجيش حملة قمعية ضدّ المعارضة، وقتلت ما لا يقل عن 2465 مدنياً واعتقلت أكثر من 16 ألفاً، وفقاً لجمعية المساعدة.

وكان كوبوتا من جملة الصحافيين الذين تم توقيفهم بتهم مثل إثارة الخوف ونشر أخبار كاذبة وإثارة الفتنة.

وعملت الحكومة اليابانية من أجل إطلاق سراحه، وجمع أصدقاؤه وأنصاره عشرات الآلاف من التوقيعات في عريضة عبر الإنترنت، إضافةً إلى الضغط الذي مارسته الجمعيات والمجموعات الحقوقية من أجل إطلاق سراحه.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وحثّ كوبوتا، في ختام مؤتمره الصحافي، الحكومة اليابانية على بذل المزيد من الجهد لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في ميانمار، ولفت إلى أن بإمكان اليابان أن تفعل المزيد لاستقبال اللاجئين من ميانمار ودول أخرى.

وقال: "يجب أن نفكر في كيفية حماية الأشخاص الذين يحاولون الفرار من الحكم الاستبدادي"، مضيفاً: "يُنظر إلى اليابان على أنّها مكان للأمل".

المساهمون