وقّع عشرات الصحافيين والصحافيات في مصر على بيان مشترك، للإعلان عن موقفهم الرافض وإدانتهم التامة لما تتعرض له زميلتهم الصحافية سولافة مجدي بسجن القناطر، من تعدّ بالضرب وصل إلى حد إصابتها بنزيف حاد في الرحم، إضافة إلى تحرش جنسي وتهديد نفسي بعدم رؤية ابنها وزوجها مرة أخرى.
وأفاد محامون مصريون، وكذلك "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان"، بتعرض الصحافية المعتقلة، سولافة مجدي محفوظ، في مقر احتجازها في سجن القناطر مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية (25 كيلومتراً غرب القاهرة) للضرب والتهديد والتحرش والسحل من قبل موظفي السجن.
وطالب الموقّعون على بيانهم المشترك، نقيب الصحافيين المصريين، وأعضاء مجلس النقابة، بـ"التحرّك الفوري والتقدم ببلاغ للنائب العام، لتطبيق القانون والتحقيق الفوري مع كل من تورط في تلك الانتهاكات البشعة التي بدأت وفقاً لبلاغ محاميها للنائب العام بحضور ثلاث سجّانات لزنزانة الزميلة سولافة أخذنها خارج العنبر، وقمن بوضع غمامة على عينها، واصطحبنها إلى غرفة، حيث تحدث معها شخص لم تتمكن من رؤيته، وقال لها: "أنا اللي هخرجك من هنا لو سمعتي كلامي، وعايزك تجاوبي على كل الأسئلة اللي هسألها ليك"، وطلب منها أن تعمل معه مرشدة لتبلغه بأسماء أشخاص وأماكن تواجدهم وعندما قالت له: "أنا مش مخبرة ومش هعمل كده"، هددها بعدم رؤية ابنها مرة ثانية، وهددها بزوجها حسام الصياد المحبوس احتياطياً أيضاً على ذمة نفس القضية. وذكرت سولافة أن نفس الشخص قام بالتحرش بها".
وأبلغت سولافة المحكمة بأنها أثناء خروجها من السجن لحضور جلسة تجديد الحبس يوم 19 يناير/كانون الثاني 2021 تم التنكيل بها والتعدي عليها بزعم تفتيشها، حيث أجبرتها السجّانة على خلع جميع ملابسها بما في ذلك ملابسها الداخلية، وقام أمين شرطة يدعى عامر بسحلها من غرفة التفتيش حتى عربة الترحيلات. وقد تمّ الكشف القسري على الرحم، ما أدى إلى إصابتها بنزيف بسبب هذا الكشف، خاصة أنها سبق وأجرت عملية استئصال ورم بالرحم قبل ذلك. وعندما قامت والدتها بزيارتها في محبسها يوم 27 يناير/كانون الثاني، 2021 وجدتها في حالة إعياء شديدة، وقامت سجّانتان بسندها من اليمين واليسار حتى تتمكن من الانتقال من عنبرها إلى مكان الزيارة داخل السجن، كما أبلغت والدتها أنها مصابة بنزيف حاد.
وطالب الموقّعون النقيب وأعضاء المجلس، بفتح ملف الصحافيين المعتقلين، وبذل مجهود بالتفاوض والضغط للإفراج عنهم وتحسين أوضاع احتجازهم لحين خروجهم.
وسولافة مجدي هي صحافية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان، ألقت قوات الأمن القبض عليها برفقة زوجها المصور الصحافي حسام الصياد ومعهما الناشط محمد صلاح، مساء يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، عقب خروجهم من أحد المقاهي بحي الدقي. وبعد اختفاء دام 18 ساعة، ظهروا ثلاثتهم في نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة القضية 448 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بتهم "الانتماء لجماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة" ومنذ هذه اللحظة وهي رهن الحبس الاحتياطي.
أثبتت سولافة أثناء التحقيق معها تعرضها للضرب والتعذيب وسرقة سيارتها وهاتفها المحمول، ودخلت في إضراب عن الطعام في ديسمبر/كانون الأول 2019 احتجاجًا على ما تعرضت له من انتهاكات واعتراضًا على سوء أوضاع احتجازها وحرمانها من المدة القانونية للزيارة المنصوص عليها في لائحة السجن.
وفي 30 أغسطس/ آب 2020، تم تدويرها على ذمة قضية جديدة من داخل محبسها تحمل رقم 855 لسنة 2020 بنفس الاتهامات، وسولافة التزمت الصمت أثناء التحقيق معها.
وطبقًا لمنظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية، يبلغ عدد الصحافيين المصريين المحتجزين تعسفياً 33 صحافيًا. ويرتفع العدد لما يقرب من 80 صحافيًا وإعلاميًا في تقديرات حقوقية محلية، تحصي جميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام من النقابيين وغير النقابيين. وحسب وصف المنظمة، تعد مصر من أكبر سجون الصحافيين في المنطقة والعالم.