الجدل الذي أحدثه تعديل أو تحديث سياسة الخصوصية من قبل إدارة تطبيق "واتساب" للتراسل الفوري المملوك لشركة "فيسبوك"، الذي يستخدم كذلك للأغراض التجارية والدعائية، بات حديث مستخدمي التطبيق عبر العالم، لجهة التخوف من تعرض بياناتهم للبيع أو المشاركة، بدءاً من الثامن من شهر فبراير/ شباط المقبل.
بيد أن العديد من الصحافيين في العالم العربي وحول العالم، وبينهم صحافيون سوريون، أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية عن اتجاههم لمقاطعة التطبيق والبدء باستخدام تطبيقات أخرى أكثر أمناً لاعتمادها خلال عملهم.
ويشير خبراء في الأمن الرقمي إلى أن السياسة الجديدة لـ"واتساب" قد تسمح لإدارة التطبيق بمشاركة معلومات العملاء مع السلطات وجهات حكومية وحتى الشركات التجارية، كذلك فإنّ الخبراء يشيرون إلى أن "واتساب" يعمد إلى تخزين بيانات المستخدمين ما يعني احتمالية استخدامها مستقبلاً، بينما الأمر مختلف بالنسبة لغيره من التطبيقات كـ"سيغنال"، حيث إن بيع الجهاز، على سبيل المثال لمستخدم "سيغنال" سيفقد جميع المعلومات نظراً لعدم تخزينها، بينما بإمكان مستخدم "واتساب" أن يستعيد بياناته ومعلوماته على التطبيق كونها مخزنة لدى الشركة المالكة، ما يعني أن بإمكان الشركة استخدامها.
وطالب الصحافيون السوريون كذلك زملاءهم ومستخدمي "واتساب" في البلاد عموماً بالمقاطعة، ليحصلوا على تواصل آمن ضمن إجراءات عملهم، في ظل الوضع السياسي والأمني الصعب الذي تشهده البلاد، منذ اندلاع الثورة السورية 2011.
وكتب الصحافي محمد بيطار على صفحته: "الصديقات والأصدقاء الأعزاء؛ أحيطكم علمًا أنني لن أستخدم برنامج (واتس آب) اعتبارًا من يوم الأربعاء القادم، الموافق لـ 13 كانون الثاني 2021، وذلك بعد السياسة الجديدة التي ستبدأ بها (واتس آب) والتي تتيح للشركة استغلال معلومات شخصية عن المستخدمين لمصالحها التجارية". وأضاف: "يمكنكم التواصل معي على برامج (signal/سيغنال) و (تلغرام/ telegram) اعتبارًا من يوم الإثنين. وأدعوكم إلى اتخاذ نفس الإجراءات لحماية بياناتكم ومعلوماتكم الشخصية".
وعبّر الصحافي فراس ديبة عن مخاوف بتهكم، حين أشار إلى أن "واتس أب ما رح يبقى مكان آمن بعد 8 شباط.. ومارك زوكربرغ ناوي يبيعنا نحن وبياناتنا.. ضبوا غراضكن من الواتس وروحوا على سيغنال .. تطبيق محترم وابن حلال ومستوى الأمان فيه عالي".
فيما قال الصحافي أنس العوض: "شكرا واتساب لكن لم أعد أستخدم تطبيقكم، العالم جميل مع تطبيق (سيغنال)"، وأشار إلى ملاحظة بأن "واتساب سيجبر جميع المستخدمين على الموافقة على السياسة الجديدة بحلول 8 آذار القادم وهي مشاركة خصوصيتك مع فيسبوك، وإلا ستفقد الوصول إلى رسائلك وجهات اتصالك". وأضاف في منشور لاحق: "هذه المعلومات التي سيشارك فيها تطبيق واتساب بعد تحديث السياسة الجديدة.. لهذا أدعو الجميع لاستخدام تطبيق سيغنال فهو آمن حتى اللحظة".
ولفتت الصحافية ديما السيد، إلى أنها بدأت بترويج استخدام تطبيقات أخرى غير واتساب، بالقول: "من الصبح عم دور على غروبات الواتس أب وقلن نزلو سيغنال ونعيش هونيك".
ويستخدم الصحافيون والناشطون الإعلاميون السوريون، لا سيما المؤيدون للثورة، تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة لممارسة عملهم خلال الثورة، وتعرضوا للملاحقة من خلال اختراق بياناتهم ومن ثم تعرض الكثير منهم لخطر القتل أو الاعتقال أو الاختفاء القسري، وباتوا يحرصون على استخدام تطبيقات آمنة لتجاوز مسألة اختراق بياناتهم أو مشاركتها مع السلطات المفروضة، سواء النظام أو غيره من الجهات المسيطرة في أماكن مختلفة من البلاد.