صحافيون أردنيون يطالبون بالتحقيق في التجسس على حقوقيين بـ"بيغاسوس"

07 ابريل 2022
اخترقت هواتف 4 صحافيين وحقوقيين أردنيين بـ"بيغاسوس" (Getty)
+ الخط -

أبدى أعضاء مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين قلقهم حيال تقرير للمؤسسة الحقوقية "فرونت لاين ديفندرز"، كشفت فيه عن التجسس على هواتف 4 صحافيين وحقوقيين عبر برمجية "بيغاسوس" التي طورتها شركة "إن إس أو" الإسرائيلية.

وقال الأعضاء بلال العقايلة وإبراهيم قبيلات وعدنان برية، في بيان اليوم الخميس، إن تقرير "فرونت لاين ديفندرز" يستدعي فتح الحكومة تحقيقاً موسعاً لكشف مدى صحة ما ورد فيه. وأضافوا أن الاتهامات التي وجهها التقرير للسلطات يستدعي الكشف عن التفاصيل المتعلقة بالمسألة، خاصة أن برنامج التجسس تمتلكه شركة إسرائيلية. 

وشددوا على ضرورة إفصاح "الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح" التي شاركت في إحالة عدد من الهواتف النقالة بالتعاون مع "سيتيزن لاب" إلى "فرونت لاين ديفندرز" عمّا لديها من معلومات بشأن استخدام برامج التجسس ضد صحافيين وناشطين أردنيين.

وأشار أعضاء مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين إلى أن صمت الحكومة عما نشرته "فرونت لاين ديفندرز" يثير استفهامات عدة لدى أعضاء مجلس النقابة، "سواء لجهة مدى دقة ما ورد في التقارير الإعلامية المتداولة، أو لجهة الجهود الرسمية للحفاظ على خصوصية الأفراد في مجتمع محافظ، كمجتمعنا الأردني، وحمايتهم من الهجمات التجسسية الإلكترونية، العشوائية والمنظمة".

وأكدوا على حق الصحافيين والناشطين والأردنيين كلهم في الحفاظ على خصوصياتهم، على المستويين العام والخاص، بعيداً عن أعين المتلصصين العشوائيين والمُنَظّمين، وهو حق أصيل كفله الدستور الأردني، ومن بعده القوانين السارية.

كان تحقيق أجرته منظمة "فرونت لاين ديفندرز" الحقوقية و"سيتيزن لاب" كشف، الثلاثاء، عن اختراق أجهزة الهواتف المحمولة الخاصة بأربعة مدافعين عن حقوق الإنسان ومحامين وصحافيين في الأردن، باستخدام تقنية "بيغاسوس" التي طورتها شركة البرمجة والهايتِك الإسرائيلية "إن إس أو"، بين أغسطس/آب عام 2019 وديسمبر/كانون الأول عام 2021.

وطاول الاختراق المدافع عن حقوق الإنسان والناشط في مجال مكافحة الفساد والعضو في الحراك الأردني ــ وهي حركة احتجاجية شعبية في مجال العدالة الاجتماعية تدعو إلى الإصلاح وحقوق الإنسان ــ أحمد النعيمات. في 2018، فرضت قوات الأمن الأردنية حظر سفر على النعيمات، كما مُنع من العمل.

كما استهدف المحامي في مجال حقوق الإنسان والعضو في الفريق القانوني الذي يتولى الدفاع عن نقابة المعلمين الأردنيين، مالك أبو عرابي.

وشمل أيضاً المدافعة عن حقوق الإنسان والمدربة المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية والكتابة الصحافية سهير جرادات، وهي عضوة سابقة في مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين، وعضوة في اللجنة التنفيذية لـ"الاتحاد الدولي للصحافيين" في بروكسل.

وطاول الاختراق أيضاً مدافعة عن حقوق الإنسان وصحافية أردنية، اختارت عدم الكشف عن هويتها بسبب الأخطار التي قد تواجهها.

وأفاد التقرير بأن التحقيق بهواتف الأشخاص الأربعة حدّد اثنين من مشغلي "بيغاسوس" يرجح أنهما وكالتان تتبعان للحكومة الأردنية، وهما "منسف" MANSAF النشطة منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2018، و"بلاك أيريس" BLACKIRIS النشطة منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2020 على الأقل.

ونفى "المركز الوطني الإرشادي للأمن السيبراني" في الأردن ما وصفها بالمزاعم الواردة في تقرير "فرونت لاين ديفندرز" حول وجود وكلاء للحكومة يستهدفون هواتف مواطنين أردنيين باستخدام "بيغاسوس". 

وأضاف، في بيان الثلاثاء، أن "هذه المزاعم عارية عن الصحة، وأن الأردن لم يتعاون مع أي وكلاء بهدف التجسس على هواتف مواطنين أو فرض الرقابة على مكالماتهم".

وشدَّد على أن "المكالمات الهاتفية والاتِّصالات الخاصة سرية ولا يجوز انتهاكها وفقاً لأحكام قانون الاتِّصالات، وتقع ضمن منظومة حماية الفضاء السيبراني الأردني التي تتم متابعتها من الجهات المختصة، وفق التشريعات النافذة واستراتيجيات وسياسات ومعايير الأمن السيبراني المقررة".

وأكد المركز أنه "في حال كشف أي هجمات سيبرانية يتم اتخاذ إجراءات فورية وسريعة لحماية المواطنين، كما يتم تنبيه المستخدمين من الشركات العالمية المنتجة للأجهزة التي يستخدمونها، لأخذ الحذر، وتحديث أنظمة التشغيل لأجهزتهم". 

المساهمون