تقول الممثلة الأردنية صبا مبارك إنها فوجئت من حملات التخوين والاتهام بالتطبيع التي لاحقتها، جراء مشاركتها في فيلم "أميرة" الذي يناقش قضية "النطف المحررة" من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مقابلة مع "العربي الجديد"، تشير إلى أنها قدمت خلال مسيرتها الفنية أعمالاً كثيرة، كانت رسالتها الواضحة تبيان الظلم وممارسات القتل الممنهج بحق أبناء الشعب الفلسطيني، موضحة: "لم أتوان يوماً عن المشاركة في أي عمل يناصر القضايا الفلسطينية ونصرتها، ومشاركتي في (مسلسل الاجتياح) عام 2007 الذي حصل على جائزة (إيمي) ومسلسل (أنا القدس) وفيلم (مملكة النمل) دليل على ذلك".
وتؤكد الممثلة الأردنية أنها مستمرة في تقديم أعمال تناصر الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها وافقت على المشاركة في فيلم "أميرة"؛ لأن فكرته تمس شريحة مهمة من الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنها مهتمة بالمشاركة في الأعمال التي تعالج القضايا الحياتية والإنسانية الملحة.
وتعرب مبارك عن احترامها لقرار فريق الفيلم بتعليق عروضه، معلنة اتفاقها مع بيان مخرج الفيلم المصري محمد دياب الذي قال فيه إنّ "الهدف السامي الذي صنع من أجله العمل لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى وذويهم الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم".
في سياق آخر، تعبر عن سعادتها بحصول فيلم "بنات عبد الرحمن" على "جائزة يوسف شريف رزق الله"، في ختام الدورة الثالثة والأربعين من "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، بناءً على تصويت الجمهور، مؤكدة في لقائها مع "العربي الجديد" أن الجمهور هو أساس كل عمل؛ "فهو يرفع الممثل إلى أعلى درجات النجاح، وتصويته لفيلم ما في المهرجان، يعني أن الفكرة والهدف والرسالة من العمل السينمائي قد وصلته بالكامل".
15 كيلو إضافية
تشير صبا مبارك إلى أنها زادت وزنها 15 كيلوغراماً، لكي يتناسب جسمها مع شخصية "سماح" التي قدمتها في فيلم "بنات عبد الرحمن". وتضيف: "لم يكن الأمر صعباً لأنني أحب الطعام، لكنني مارست حمية قاسية حتى أستعيد وزني الطبيعي بعد انتهاء التصوير"، مشيرة إلى أنها لا تتردد إطلاقاً في تغيير شكلها ووزنها لتحقيق متطلبات الشخصية التي تقدمها، طالما كانت مقتنعة بها.
توضح مبارك أن شخصيتها تحب التحدي والمجازفة، لذلك قبلت بتقديم الفيلم والمشاركة في إنتاجه منذ أن قرأت السيناريو، موضحة: "الدور لم يكن سهلاً، كوني الشخصية بعيدة عني تماماً من حيث العمر والشكل، وأظهر في معظم المشاهد بالنقاب، لكن وظيفتي كممثلة ألا أبقى أسيرة أنماط وشخصيات معينة، وأجد متعة كبيرة في تقديم المختلف، فتنوّع الشخصيات يشكل لدى الفنان ثراء داخلياً".
وحول ما يستفزها لتقديم الأدوار التي تعرض عليها، تقول إن تعاظم الخبرات التي وصلت إليها بعد أكثر من 20 عاماً من العمل في الساحة الفنية يتيح لها كسر الأدوار النمطية التي تُقدم عادةً: "أشعر بالملل عندما أقدم شخصيات قريبة من بعضها أو متاحة لأن يقدمها الجميع، لذلك لا أخشى من تقديم الأدوار الصعبة التي تتطلب حضور الممثل وأدواته، ولا أبالغ إن قلت إنني قد أعتزل عندما لا أجد شخصية تستفز إمكانياتي كممثلة".
عنبر 6
وتشير مبارك إلى أنها تتابع باهتمام رأي الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بمسلسلها الأخير "عنبر 6" الذي يعرض حالياً، ويروي قصة مجموعة سجينات من جنسيات عربية مختلفة، يجتمعن في لبنان وتتسبب مشاكلهن في دخولهن إلى أحد السجون.
وتقول: "أؤدي للمرة الأولى شخصية فتاة لبنانية تدعى ليلى، تعمل في مجال الصحافة، وتمر بمحنة حقيقية كونها لا تعرف من هم والديها الحقيقيين، وتتقاطع قصتها مع والدتها الافتراضية التي تسجن، فتبدأ بالتعرف إلى قصص وحكايات السجينات الأخريات".
وتوضح مبارك أنها سعيدة بفكرة العمل القائمة على الغموض والتشويق، وبمشاركة فنانات عربيات من جنسيات مختلفة في المسلسل: "دائماً ما أبحث في الأعمال التي أقدمها عن قصص جديدة لم تتطرق إليها الدراما، وأعتقد أن وجود فنانات بقيمة سلاف فواخرجي وآيتن عامر وفاطمة الصفي ورندة كعدي وسلوى محمد علي وأخريات، يمثل تجسيداً لقصة العمل وحكايته المتشعبة في أكثر من محور".
يذكر أن مسلسل "عنبر 6" من تأليف ورشة كتابة يشرف عليها هاني سرحان، وتتكون من دعاء عبد التواب سمر طاهر وإيرين يوسف وهند عبد الله ومي سعيد ومن إخراج علي العلي. ويعرض على منصة "شاهد".
ليلة السقوط
كذلك، تقول مبارك إنها انتهت في مدينة الموصل العراقية من تصوير مسلسلها الدرامي الرمضاني "ليلة السقوط" الذي يجمعها بالممثلين باسم ياخور وطارق لطفي والمخرج ناجي طعمة، مشيرة إلى أن العمل يروي قصة تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش". يسلط العمل الضوء على طريقة تعامل الإرهابيين مع النساء عبر أسرهن وسبيهن واغتصابهن باسم الدين.
وتوضح مبارك: "بالعموم، المسلسل يسلط الضوء على توعية الناس من وهم الجماعات المتطرفة، عبر قصة واقعية عايشها الناس هناك، ونحن عبر الدراما نريد إيصال صورة واقعية عما كان يحدث".
تنفي علمها بأمر استكمال تصوير مسلسل "الملك أحمس" الذي يجمعها بالممثل عمرو يوسف، وكان قد توقف العام الماضي، مشيرة إلى أن الشركة المنتجة لم تخبرها بأي جديد بخصوص المسلسل، لافتة النظر إلى أنها قد تقدم عملاً كوميدياً سينمائياً يجري التحضير له حالياً.
وبسؤالها عما إذا كانت تعتقد أن زوجها السابق المخرج التونسي الراحل شوقي الماجري، سيكون فخوراً بالتقدم الذي أحرزته فنياً، تجيب: "شوقي ترك فراغاً كبيراً في حياتي بعد وفاته، ورغم انفصالنا قبل وفاته بمدة، لكنه كان أقرب صديق لي يشجعني ويدعمني فنياً، إذ كنت أسأله دائماً عن الأمور الفنية والحياتية التي تصادفني، وعدا عن ذلك كله هو والد ابني وجزء هام من حياتي وغيابه ترك فراغاً كبيراً في نفسي".