صانع حلويات إيطالي يرسم على بيض الفصح لوحات فنانين مشهورين

04 ابريل 2021
لوحتان للفنانين، البرازيلي لوسيو فونتانا (يسار)، والأميركي كيث هارينغ (فرانس برس)
+ الخط -

في حيّ شعبي جنوبيّ روما، يقف المتفرجون مفتونين أمام واجهة محل للحلويات حيث تُعرض في مناسبة عيد الفصح مجموعة من بيض الشوكولا المميز فنياً بألوان متعددة، بطريقة أنيقة تضاهي أسلوب محال المجوهرات الفاخرة.

وقد صنع صاحب المتجر والتر موسكو منحوتات من بيض الشوكولا، لكنّ العينين تعشقانها قبل الفم، إذ إنّ كلاً منها هو بمثابة تحية لفنان اختاره الرجل البالغ 47 عاماً.

وبسترته البيضاء، يتجوّل موسكو بين إبداعاته التي رُسِمَت على إحداها اثنتان من شخصيات الرسّام الأميركي الراحل كيث هارينغ تحت قلب أحمر، فيما زُيّنَت أخرى صفراء كأوراق عباد الشمس بشقوق على نسق اللوحات القماشية للرسام الأرجنتيني لوسيو فونتانا، وعلى ثالثة حمامة هاربة من صورة بعدسة الأميركي الراحل روبرت مابلثورب.

ويشرح والتر موسكو في مقابلة مع وكالة فرانس برس بمناسبة معرض لأجمل إنجازاته يسبق عيد الفصح الأحد أن "الفكرة بسيطة جداً". ويضيف: "لدي شغف كبير بالفن، ثم وسعت مجال عملي ليشمل الأدب والموسيقى والسينما".

ويوضح والتر أن "جميع الفنانين الذين يتناولهم هذا المعرض يمثلون عشر سنوات من الإنتاج. إنهم الأكثر تعبيراً والذين يستهوونني أكثر. ثمة الكثير من الفنانين الإيطاليين (...) وآخرون على المستوى الدولي، أبرزهم أولئك المنتمون إلى فن البوب، ككيث هارينغ وروي ليشتنشتاين"، ولكن بين المعروضات أيضاً بيضة أُلبِسَت فستاناً أحمر مخملياً مستوحى من مصمم الأزياء الفرنسي الراحل المولود في تونس عز الدين علية.

لايف ستايل
التحديثات الحية

ويبلغ سعر بيضة من هذه المجموعة ما بين 150 و400 يورو. ويشير والتر الذي حلق رأسه على نحو يتناسب تماماً مع إبداعاته إلى أن "بعض البيض سريع التحضير، فيما يستلزم إنجاز البعض الآخر أياماً عدة". وقد لا يكون أكل بيضة بهذا السعر هو الاستخدام الأمثل لها، بل هي تصلح لتُعرَض كأي قطعة فنية أخرى.

ويشدد والتر على أن "الأهم وضعُها في أماكن لا تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة جداً، فلا تكون مثلاً فوق المدفأة أو المشعاع أو بالقرب من نافذة مُعرّضة للشمس. وما من مشكلة في حرارة تبلغ 26-27 درجة وما دون".

"عصامي"

كل البيض المعروض متاح للبيع، باستثناء قلّة منها تابعة لمجموعات خاصة لبعض الزبائن القدامى الذين اشتروها، ولكنهم لم يأكلوها قطّ. أما البيع عبر الإنترنت، فغير متوافر بعد لهذا البيض الفريد من نوعه، لأن "من الصعب جداً شحنها بسبب هشاشتها".

ويؤكد والتر أن كل الأعمال يدوي الصنع، استُخدِمَت لصنعه شوكولا داكنة بنسبة 55 في المئة، فرنسية المنشأ. ويطَمئن إلى أن "كل الألوان قابلة للأكل، وهي تُمزَج مع زبدة الكاكاو بنسب دقيقة".

في مختبره الذي يقع في الطبقة السفلية من متجره للحلويات في منطقة تور مارانشا، يقدّم والتر عرضاً عن طريقة عمله، فيبدو أشبه بجرّاح شديد التركيز قبل أن يباشر مهمته على طاولة العمليات، وبـ"مبضعه"، وهو عبارة عن سكين يسخنها حتى تصبح حامية، يرسم بثقة في قشرة الشوكولا شقوقاً عميقة على طريقة فونتانا، الفنان الإيطالي الأرجنتيني من القرن العشرين، المعروف بلوحاته الممزقة أحادية اللون.

كيف تمكن والتر من إنتاج هذا البيض المميز؟ يروي قائلاً: "أنا عصامي. كان لدي معرض فني قبل سنوات، أبيع فيه خصوصاً أعمالاً فنية من أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوقيانيا ومن تراث السكان الأصليين من أستراليا. ثم شُغِفت بهذا النوع من الفني ذات الطابع الأوروبي". وفي اختياره مصادر إلهامه، يركز على "كل ما هو مجرد وغير سهل الفهم، ولكن له تأثير عاطفي قوي".

ويود على المدى الطويل "الاستمرار في صنع هذه البيضات بالتعاون مع شخصيات من عالم الفن". ويرى في هذا الفن "وسيلة لتبادل الآراء والأفكار، وبالتالي للتطور!".

(فرانس برس)

المساهمون