صالح بكري في لقاء "أجيال": الاحتلال الإسرائيلي صادر جوازي الفلسطيني

05 أكتوبر 2022
بكري: لا أستطيع التجول في بلادي (العربية) بسهولة لأنني تحت المواطنة الإسرائيلية (Getty)
+ الخط -

قال الفنان الفلسطيني صالح بكري إن الاحتلال الإسرائيلي صادر جواز سفره الفلسطيني، الذي كان يسهّل عليه التجول بحرية في الوطن العربي.

وأضاف بكري في لقاء نظمته مساء أمس الثلاثاء مؤسسة الدوحة للأفلام بوصفه ضيف الدورة العاشرة من مهرجان "أجيال" السينمائي: "لا أستطيع التجوّل في بلادي (العربية) بسهولة بحكم أنني تحت المواطنة الإسرائيلية، وهو احتلال من نوع آخر، فرض عليّ جواز سفره وهويّته".

وأضاف خلال اللقاء على تطبيق "زوم" أنه استصدر جواز سفر من السلطة الوطنية الفلسطينية، كي يسافر به إلى لبنان، وغيره من بلدان عربية لا توجد علاقات بينها وبين إسرائيل، غير أن السلطات الإسرائيلية سحبته منه، بوصفه وثيقة سفر غير قانونية لمواطن يحمل جوازها.

وكان صالح قد أنجز فيلمين في لبنان مع المخرجة منية عقل في "كوستا برافا" عام 2021، والمخرج ميشال كمون "بيروت هولدم" عام 2022، ودخل بجواز فلسطيني منحه حرية في الحركة ولقاء "أبناء أمّتي.. بينما هم (الإسرائيليون) لا يريدونني أن أسافر إلا بجوازهم، حتى يفرضوا عليّ وعلى الدول التي لا تطبّع معهم" أمراً واقعاً.

وأضاف: "لدينا نحن فلسطينيي الـ48 حنين كبير غير موجود عند أي مجموعة عربية أخرى، في ما يخص تواصلنا مع الوطن العربي. فنحن شعب واحد، ولا أعترف بهذه الحدود. لنا ثقافة واحدة ومتنوعة، ونحن محرومون من هذا الثراء لإنتاج أعظم الأعمال السينمائية والمسرحية منذ عام 1948".

وقد يستطيع بكري استعادة الجواز الفلسطيني بتدخّل من السلطة أو استخراج جواز جديد. هذا ما يأمله.

وقفات
التحديثات الحية

وجاء اللقاء الصحافي الذي انعقد عبر تطبيق "زوم" عقب لقائه أطفال وفتيان مهرجان "أجيال"، ضمن تجربة ابتدعتها مؤسسة الدوحة للأفلام لجعل عالم السينما ثقافة تأسيسية عند فئات عمرية صغيرة تشارك في المشاهدة والتحكيم.

وقال في السياق: "نادراً أن التقي مثل هذا العدد من الأطفال والشباب الصغار للحديث عن السينما وخصوصاً منها المستقلة، وإن توافر منصة تجمعنا معا لهو أمر يدعو إلى الاحترام. مستقبلنا هو ما أراه في عيونهم".

وإذا بدأ صالح بكري التمثيل على خشبة المسرح، وفي رصيده مسرحيات "العذراء والموت" و "يوم من زماننا" و "جنون" فإن السينما هي التي منحته شهرة عربية وأجنبية.

لكنّ تقاليد المسرح ظلت أثيرة لدى العائلة الفنية التي شق الطريق لها الأب محمد بكري. وهو يجد فيها إمكانية متدفقة لتعزيز الحوار الدرامي.

تقاليد المسرح ظلت أثيرة لدى العائلة الفنية التي شق الطريق لها الأب محمد بكري

هذه المرة يعيده الحنين "إلى أول منزل" عبر أولى تجاربه في الكتابة المسرحية. يقول هنا: "آمل في مسرحيتي الأولى كتابةً أن أخلق موالفة بين الكتابة للمسرح والسينما".

ورداً على سؤال بشأن دخول الدراما التلفزيونية، قال إنه يطمح إلى دراما عربية تعالج قضايا اجتماعية وسياسية بشكل عميق. الدراما التجارية ناجحة لكنه يبحث عما يشكل تحدياً مؤمناً به، وإذا كان له أن يختار فإن أمامه على سبيل المثال شخصية الحلاج الجدلية المركبة وكذلك الشاعر المعرّي.

عمل بكري أكثر مع صانعات أفلام، وكانت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر مع ثلاثة من أبرز أفلامهما "ملح هذا البحر" 2008 و"أول ما شفتك" 2012 و"واجب" 2017، بينهنّ أكثر من مخرجة بل شريكة بكل ما تعنيه الكلمة، على حد وصفه.

وأضاف: "هي الآن جارتي في حيفا ونلتقي دائماً وبيننا حوار مستمر، بخلاف باقي المخرجات اللواتي أحمل لهن التقدير. لكن في الجملة المخرجات ذوات حساسية مختلفة وأكثر اهتماماً بالتفاصيل. منية عقل موهوبة وذكية وتهتم بمساحة الممثل وتحرص على أن يكون طاقم العمل غير مزعج له".

تحدث أيضاً عن تجربته مع المخرجة المغربية مريم توزاني في فيلم "القفطان الأزرق" المرشح لأوسكار 2023، قائلاً إنها أخرجت فيلماً هي ذاتها من كتب السيناريو، فكان ثري العاطفة ومشتملاً على البساطة والعمق في آن.

أما فرح نابلسي فكان بطل فيلمها القصير "الهدية" الذي ترشح لأوسكار 2021، ومعها أعاد التجربة في فيلمها الروائي الطويل والأول "المعلم" المنتظر عرضه قريباً، ويدور حول اعتقال الاحتلال الأطفال الفلسطينيين. وقال هنا "صورناه في نابلس وخضنا مع المخرجة مسيرة صعبة ومؤثرة تركت أثراً بالغاً".

المساهمون