شيرين عبد الوهاب... تفاصيل الأزمة بين حسام حبيب والعائلة

03 نوفمبر 2022
سبق للنجمة إعلان اعتزالها عام 2016 قبل أن تتراجع عن قرارها (ياسين جعيدي/ الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من الظروف الاقتصادية القاسية والنقص في العملة الصعبة والاستعدادات لاستضافة قمة المناخ الدولية في الأيام المقبلة، فإن أزمة المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب كانت من أكثر ما شغل المصريين في الآونة الأخيرة، سواء في الإعلام أو على منصات التواصل.

كشف ملامح الأزمة شقيق المغنية الشهيرة قبل قرابة أسبوعين، عندما أعلن في مداخلة عبر إحدى الفضائيات أنّه هو والدتهما أودعاها مصحة للعلاج من الإدمان.

بدأت أزمة شيرين منذ أواخر العام الماضي، بعد انفصالها عن زوجها المغني المصري حسام حبيب، وهو أمر لم يحصل بطريقة هادئة، بل كان مادة للإعلاميين ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن نقل الزوجان خلافهما إلى القضاء.

وعقب انفصالها، ظهرت شيرين في حفلة غنائية في دولة الإمارات خلال ديسمبر/ كانون الأول 2021 بمظهر بدا جديداً عليها وعلى متابعيها، إذ كانت حليقة الرأس وقالت: "أرجو أن تتقبلوني بهذا الشكل".

وقال الناطق باسم نقابة الموسيقيين طارق مرتضى لوكالة فرانس برس: "شيرين هي إحدى المواهب النادرة في الوسط الفني، وهي تُعتبر امتداداً للأصوات القيمة الهرمية في العالم العربي". وتساءل: "من له مصلحة في قتل موهبة كبيرة مثلها؟".

بدأت شيرين عبد الوهاب مشوارها الفني لأوّل مرّة على الساحة الغنائية منذ عقدين، بألبوم مشترك مع المغني المصري تامر حسني يحمل اسم "فري ميكس 3"، بيعت منه نحو 20 مليون نسخة، واستطاعت أن تحجز مكانها في قائمة أهم مطربات العالم العربي في وقتنا الحالي.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وأصدرت ثمانية ألبومات غنائية حمل آخرها اسم "نسّاي" عام 2018، إلى جانب العديد من الأغاني المنفردة وأغاني الأفلام، وكانت لها تجربة سينمائية وحيدة في الفيلم الكوميدي "ميدو مشاكل" عام 2003، كذلك قدّمت عملاً درامياً واحداً هو مسلسل "طريقي" عام 2015.

وحصدت شيرين جوائز كثيرة في مهرجانات عدّة في مختلف أنحاء العالم العربي، وشاركت في لجنة تحكيم النسخة العربية من برنامج الغناء الشهير "ذا فويس" لمدة ثلاثة مواسم.

اتهامات وسخرية

مع تصاعد أزمة شيرين عبد الوهاب، سخر مصريون من الاهتمام الإعلامي البالغ بهذا الأمر، فعلى سبيل المثال انتشرت صورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث في الهاتف وكتب عليها "دعنا من أوكرانيا، ما أخبار شيرين عبد الوهاب"، في إشارة إلى الضجة الإعلامية المثارة.

كذلك انتشر تسجيل صوتي قيل إنّه تسريب لاتصال هاتفي أجرته شيرين في الأيام الماضية تتحدث فيه عن تعرّضها لمؤامرة. لكن هذا التسجيل الذي استمع إليه ملايين الأشخاص قديم، بحسب خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.

تبادل الاتهامات كلّ من زوج المطربة السابق وأسرتها، حول محاولات استغلالها معنوياً ومادياً، إلى جانب اتهامات بسوء المعاملة تصل إلى حدّ الضرب.

وظهر ذلك من خلال برنامج الإعلامي المصري البارز عمرو أديب، حيث كانت لشقيق شيرين وزوجها السابق مداخلتان هاتفيتان أوضحا خلالهما روايتيهما، لكن تبقى حقيقة الأمر غائبة في ظل اختفاء المطربة المصرية.

وقال محمد عبد الوهاب: "شقيقتي تتعرّض لعصابة تريد النيل منها"، في إشارة إلى طليقها حبيب الذي اتُّهم من أسرة المطربة في وقت سابق بأنه يتعدى عليها بالضرب.

إلّا أن حبيب نفى ذلك قائلاً: "لم أكن يوماً في حياتي عنيفاً مع امرأة... ليست تربيتي"، مضيفاً: "لم يحدث أن أخذت منها (شيرين) جنيهاً واحداً".

وجرى ذلك على الرغم من أنّ البيان الأخير لشيرين على صفحتها الرسمية على شبكة "فيسبوك" أكد تصالحها مع حبيب في ما بينهما من قضايا "حرصاً على استمرار العلاقة الطيبة بينهما".

والعنف ضدّ المرأة ليس بالأمر الغريب في مصر. فقد سجل مرصد جرائم العنف، وفقاً لمؤسسة إدراك للتنمية والمساواة المصرية، خلال العام الماضي، 813 جريمة عنف ضدّ النساء والفتيات، مقارنة بـ415 جريمة عام 2020.

وفي هذا السياق قال مرتضى: "ليس عيباً في شيرين أن يطمع فيها الجميع... إنها مظلومة".

وفي ظهورها التلفزيوني الأخير، أوائل الشهر الماضي، قالت وقد بدت في حالة أفضل، معلقة على ما تناولته الصحف سابقاً عن أزمة إدمانها "هل لأنه طبيب إدمان، فيجب أن أكون أنا أتعالج من الإدمان؟". وأضافت: "هناك إدمان أدوية وأكل وعادات سيئة، ليس فقط مخدرات".

وكانت شيرين قد ظهرت في حفل غنائي في أغسطس/ آب الماض،ي على هامش مهرجان قرطاج في تونس مع طبيبها المعالج نبيل عبد المقصود، وقبّلت يده أمام الحاضرين، وقالت: "أحب أن أشكر دكتوري (طبيبي) هو من عالجني جدياً".

دعم

هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها شيرين عبد الوهاب جدلاً، إذ سبق وأوقفتها نقابة الموسيقيين في مصر عن العمل أواخر العام 2017.

ولاحقاً، صدر بحقها في فبراير/ شباط 2018 حكم قضائي بالحبس لمدة 6 أشهر لإدانتها بنشر أخبار كاذبة، بسبب إطلاقها تعليقاً مازحا في إحدى حفلاتها الغنائية حينما طلبت منها إحدى معجباتها أن تغني واحدة من أشهر أغنياتها وهي "ما شربتش من نيلها"، فردت عبد الوهاب بأنّ من يشرب من النيل يصاب بالبلهارسيا. وبرئت في مايو/ أيار من العام نفسه.

وكانت شيرين قد أثارت ضجّةً إعلاميةً كبيرةً قبل سنوات مع إعلانها اعتزال الفن مطلع العام 2016، لتتراجع عن هذا القرار بعد بضعة أيام فقط.

وتلقت المطربة المصرية أخيراً عشرات الرسائل الداعمة لها من زملائها الفنانين في مصر وخارجها. وكان من بين أبرز الداعمين لشيرين عبد الوهاب في أزمتها الأخيرة الممثلة المصرية ليلى علوي وعدد من النجمات العربيات، كالمصرية أنغام واللبنانيتين ماجدة الرومي ونجوى كرم والإماراتية أحلام.

كذلك، نشر نقيب الموسيقيين المصري مصطفى كامل على "فيسبوك" مقطعاً مصوّراً أبدى فيه الدعم لها. وقال: "كل الدعم لشيرين أدبياً ومعنوياً وفنياً حتى تعود كما كانت".

وعلّق الناطق باسم نقابة الموسيقيين طارق مرتضى: "شاء أعداء شيرين أم أبوا، فهي اسم كبير حفر في قلوب الناس".

(فرانس برس)

المساهمون