استمع إلى الملخص
- الفيلم يستكشف تجربة السجون العربية من خلال شخصية شرف، مع التركيز على التحديات والتفاوت الطبقي داخل السجن، مع أداء يُعتبر غير محترف من قبل بعض الممثلين.
- يُقدم نظرة نقدية على السجون العربية، مستخدمًا ممثلين من جنسيات مختلفة لإبراز التشابه في الأجواء والأحوال، رغم التحديات في توحيد اللهجات والأداء الذي قد يُربك المشاهدين.
يُعرض "شرف" (2022)، آخر فيلم روائي طويل للمصري الألماني سمير نصر، مساء الأربعاء، 29 مايو/أيار 2024، في "مسرح دوّار الشمس" (بيروت)، بحضور المخرج مع الممثل اللبناني فادي أبي سمرا. والفيلم، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه (1997) للمصري صنع الله إبراهيم، معروضٌ للمرة الأولى في الدورة الأولى (11 ـ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2021) لـ"مهرجان البحر الأحمر السينمائي"، وفائز بجائزة "التانيت البرونزي"، في الدورة الـ33 (29 أكتوبر/تشرين الأول ـ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022) لـ"أيام قرطاج السينمائية".
أشرف عبد العزيز سلمان، المعروف باسم شرف (الفلسطيني أحمد المنيراوي) واقفٌ أمام محقِّق تونسي، يريد معرفة سبب قتله أجنبيّاً في منزله. "قليلٌ" من التعذيب كافٍ لبدء مسارٍ، يُفترض به (التعذيب) أنْ يُصوِّره (المسار) بأشكال مختلفة، أبرزها لعبة الأداء، والاشتغال على الملامح والحركة والنطق، من دون انفعالات مدّعية. البداية العادية تلك تُقيم حاجزاً يحول دون مُشاهدة سوية، فأداء المنيراوي غير محترف، ونطقه يميل إلى افتعال، أو أنّه محاولة فاشلة لمَسرحة ستكون ناقصة. نظراته غير متوافقة ونظرات سجين بتهمة القتل، سيوضع في سجنٍ واحد مع قتلة وسارقين ومعتدين، ومع سجناء رأي، ملتزمين دينياً أو ملحدين. إضافة إلى تفريق طبقي، فالذين يتمكّنون من الحصول على مأكل ومشرب ودخان وملابس (وربما مال أيضاً) من ذويهم وعائلاتهم، لهم رفاهية لا يحصل عليها غير المتمكّنين.
الفيلم ("العربي الجديد"، 17 يوليو/تموز 2023) يُقارب مسألة السجون العربية بحيادية مطلقة، رغم نيّة واضحة في قولٍ مباشر، مفاده أنّ السجون العربية كلّها متشابهة في أجوائها وأحوالها، وسجنائها ويومياتهم. القول هذا يتمثّل باختيار ممثلين (هناك ممثلتان فقط، في دورين عابرين) من جنسيات عربية مختلفة (فلسطين ومصر ولبنان ودول مغاربيّة)، كلّ واحد منهم يتحدّث بلهجة بلده. تعاون عربي عربي كهذا مطلوبٌ بشدّة، لكنّ ترجمته السينمائية في "شرف" تُربِك المُشاهَدة.