تحاول شركة "روتانا" البقاء ضمن الدائرة اللبنانية، وتعمل على استغلال كل المنافذ في سبيل الترويج لإنتاجاتها. قبل أيام، أعلن عن توقيع عقد شراكة بين الشركة السعودية، ممثلة بمديرها عبد الله شبانة، وبين جيري ماهر، مدير عام منصّة "صوت بيروت"، التي انطلقت في الخريف الماضي، ويملكها بهاء الدين الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
دخلت منصة "صوت بيروت" إلى الساحة الإعلامية بداية عبر استغلال القنوات المحلية اللبنانية للعرض الأرضي، وتوظيف مجموعة لا بأس بها من الإعلاميين المعروفين ضمن طاقمها. وهذا يحسب لها؛ إذ لم تكتف بالبث الرقمي، بل كان عامل البث التلفزيوني محفزًا على كسب جمهور أكبر. جمهور قد يكون خجولاً في نشاطه على المواقع البديلة الإلكترونية، ويفضل عالم التلفزيون العادي.
وتأتي اليوم المحاولة الأولى في التعاقد الرسمي بين شركة رائدة في الموسيقى والترفيه، "روتانا"، وبين المنصة وما تشكله من حضور في لبنان، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حققت معظم برامج المنصة أرقامًا قياسية في وقت زمني قصير، بحسب الإحصاءات، خصوصًا في برامجها التي تعتمد على عنصر المواجهة وردود الفعل، ومنها برنامج خاص لطوني خليفة، وهشام حداد، وكارين سلامة.
لكن خطة "روتانا" لا تكمن في تبادل الخبرات وكسب المشاهد، بل تسعى الشركة السعودية إلى العودة عبر نافذة الإعلام المرئي في لبنان، بعد خلافات ومحاكم بينها وبين "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أفضت إلى انتصار رئيس مجلس إدارة قناة LBCI بيار الضاهر في استرداد حقوق البث لمحطته، عدا واحدة هي LBC، التي فاز بها الوليد بن طلال منذ سنوات، وتسمى بالفضائية اللبنانية لكنها تابعة لمجموعة "روتانا"، خصوصًا أن برامج منصة بيروت، تعرض على الأرضية الخاصة بالـ LBCI اللبنانية التابعة لبيار الضاهر. وكذلك استقواء "روتانا" ببرامج أخرى تعرض على MTV اللبنانية، وبذلك تكون "روتانا" قد دخلت الباب اللبناني المحلي من خلال شراكتها مع "صوت بيروت".
ووفق معلومات خاصة؛ فإن تبادلاً في البرامج وحقوق بث وعرض الأغاني المصورة (إنتاج روتانا) على المنصة، وتوظيفها لصالح المواقع الخاصة بـ"صوت بيروت"، ترافقا مع صدورها على منصات "روتانا"، بعدما ألغت الشركة السعودية تعاونها عربياً مع منصة "أنغامي"، وتفضيلها لمنصة "ديزر" الفرنسية في كسب واستغلال وبث الإنتاج الغنائي العربي للفنانين المنتسبين لـ"روتانا" حصراً.
يذكر أن الاتفاق الجديد ستلحق به مجموعة من القرارات الخاصة بتعاون بين إعلاميين خليجيين عبر منصة "صوت بيروت"، وإطلاق مجموعة ترفيهية من البرامج الفنية التي تبحث لها "روتانا" عن منفذ منذ وقت، ويحكى عن عودة مجموعة من المذيعين والمذيعات في إنتاجات جديدة طمعاً في كسب المشاهد من خلال بيروت، بعد اتفاقيات عرض هذه البرامج على المحطات الأرضية، التي تتعاون معها "صوت بيروت"، وتعتبر المنتج المنفذ لهذه البرامج.
في الانتظار، قد يشكل هذا التعاون رؤية جديدة لعودة "روتانا" إلى السوق اللبناني، عبر المواقع البديلة، من باب استغلال "النفس" اللبناني في تعويم الإنتاج الفني والغنائي الترفيهي عموماً.