شراب القيقب هو مُحلٍّ طبيعي شائع يشاع أنه أكثر صحة من السكر ويحتوي على العديد من المغذيات. فما هو شراب القيقب؟ وهل هو أكثر صحة من السكر أم لا؟
يُصنع شراب القيقب من نسغ أشجار القيقب السكري التي تنمو في المناطق الباردة، وتنتشر بكثرة في كندا وشمال الولايات المتحدة الأميركية. ويتم الحصول على الشراب عن طريق حفر حفرة في شجرة القيقب بحيث تصب عصارتها في وعاء، ثم تُغلى العصارة حتى يتبخر معظم الماء تاركاً شراباً سكرياً سميكاً، ثم يتم ترشيحه لإزالة الشوائب وإنتاج شراب كثيف يستخدم لتحلية العديد من الأطباق. وهناك عدة درجات مختلفة من شراب القيقب على أساس اللون: الدرجة A التي تصنف إلى ثلاث مجموعات الأصفر الفاتح، والأصفر المتوسط والأصفر الغامق، والدرجة B وهي الأغمق وتتميز بأقوى نكهة.
ميزات شراب القيقب
- يحتوي على المعادن والفيتامينات: ما يميز شراب القيقب عن السكر المكرر احتواؤه على بعض الفيتامينات والمعادن، إذ يحتوي 80 مل (1/3 كوب) من شراب القيقب النقي على حوالي: 7 بالمائة من الاحتياجات اليومية من الكالسيوم ومن الحديد، و6 بالمائة من الاحتياجات اليومية من البوتاسيوم، 28 بالمائة من الاحتياجات اليومية من الزنك، و165 بالمائة من الاحتياجات اليومية من المنغنيز. ويبلغ المؤشر الغلايسيمي لشراب القيقب حوالي 54 (أي سرعة ارتفاع السكر في الدم بعد تناول الغذاء) بينا يحتوي سكر المائدة على مؤشر غلايسيمي أعلى من شراب القيقب فهو حوالي 65، وهذا يعني أن شراب القيقب يرفع نسبة السكر في الدم بشكل أبطأ من السكر العادي. ومع ذلك يحتوي شراب القيقب على نسبة عالية من السكر، إذ يحتوي 80 مل منه على حوالي 60 غراما من سكر المائدة (السكروز). واستهلاك السكر بكميات زائدة هو السبب الرئيسي للكثير من المشاكل الصحية في العالم، بما في ذلك السمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
- مليء بمضادات الأكسدة: تشير الدراسات إلى أن شراب القيقب مصدر غني بـ 24 نوعا من مضادات الأكسدة المختلفة. وقد قدرت إحدى الدراسات أن استبدال السكر المكرر في النظام الغذائي العادي بشراب القيقب يزيد من إجمالي مضادات الأكسدة المتناولة بقدر حصة واحدة من المكسرات أو التوت. وتحتوي المشروبات الداكنة من شراب القيقب مثل الدرجة B على المزيد من مضادات الأكسدة المفيدة أكثر من تلك الفاتحة. ويعتبر الضرر التأكسدي الذي تسببه الجذور الحرة من بين الأسباب الكامنة وراء الشيخوخة والعديد من الأمراض. ويمكن لمضادات الأكسدة أن تحيد الجذور الحرة وتقلل من أضرار الأكسدة، مما قد يقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض. ومع ذلك، على الرغم من وجود العدد الكبير من مضادات الأكسدة في شراب القيقب، إلا أنها لا تعوض محتواه العالي من السكر.
- يحتوي على بعض العناصر المفيدة الأخرى: تمت ملاحظة العديد من المواد المفيدة في شراب القيقب كالمركبات النشطة مثل الكيبيكول التي تساعد في تقليل نمو الخلايا السرطانية وتبطئ من تكسير الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي. وهناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد هذه الآثار الصحية لأن معظم دراسات شراب القيقب تمت برعاية منتجي شراب القيقب. إذاً من الممكن أن يؤدي استبدال السكر المكرر بشراب القيقب النقي عالي الجودة إلى تحقيق فائدة صحية عند استهلاكه باعتدال، فهو نسخة أقل سوءاً من السكر، ولكن لا يمكن وصفه بأنه صحي، إذ يعتبر شراب القيقب ذا سعرات حرارية عالية ومصدراً فقيراً بالمغذيات مقارنة بالأطعمة الكاملة مثل الخضروات والفواكه والأطعمة الحيوانية غير المصنعة. وعند الرغبة بإنقاص الوزن أو تحسين الصحة فمن الأفضل الاستغناء عن تناول شراب القيقب تماماً أو استهلاكه بمكيات قليلة جداً.