سهير البابلي مع جلال الشرقاوي على خشبة المسرح السياسي

22 نوفمبر 2021
لُقّبت بنجمة المسرح السياسي (فيسبوك)
+ الخط -

ظلت الفنانة سهير البابلي محتكرة لأدوار البطولة بلا منازع، على المسرح السياسي الذي أسسه المخرج جلال الشرقاوي، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فقدمت على هذا المسرح عدداً من الأعمال التي تنتمي إلى الكوميديا السياسية الساخرة، انتقدت خلالها الأوضاع السياسية في ذلك الوقت، مثل: "ع الرصيف"، و"عطية الإرهابية"، و"العالمة باشا"، و"القضية"، وغيرها من المسرحيات التي نافست البابلي من خلالها نجمات المسرح آنذاك مثل: سميحة أيوب، وسناء جميل، وسهير المرشدي، وقدمت عدداً من الروائع على خشبته.

أنشأ الشرقاوي ما عرف بـ"الكباريه السياسي" المباشر، وهو، كما يقول الناقد المسرحي جرجس شكري، عبارة عن مجموعة من اللوحات التي تجمع بين النقد الشديد لما يحدث في المجتمع، مع الغناء والاستعراض، وهذا يساعد في توحيد الصالة وخشبة المسرح، من خلال القواسم المشتركة بينها، وهي الأحداث الجارية والشخصيات المعروفة التي يتناولها العرض، أو إشارات التراث والتاريخ، وهي الصيغة الأكثر شيوعاً للمسرح السياسي في مصر، خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. وفي ظل المسرح السياسي، الذي أسسه الشرقاوي، كان للفنانة سهير البابلي صولات وجولات بدأت بعد مسرحية "مدرسة المشاغبين"، تحديداً في عام 1985.

تألقت سهير البابلي على "المسرح السياسي"، خاصة في مسرحية "ع الرصيف"، وهي عمل سياسي ساخر، من تأليف نهاد جاد وإخراج جلال الشرقاوي. كان أول عرض للمسرحية في 28 مايو/أيار 1987، وشاركها البطولة حسن عابدين وأحمد بدير وحسن حسني وفؤاد خليل ومها عطية ووفاء مكي وعايدة فهمي وسلوى محمد علي.

حضرت سهير البابلي في أعمال مسرحية ساخرة تنتقد الوضع السياسي في التسعينيات

وخلال مشوارها المسرحي، نجحت البابلي من خلال الأدوار التي قدمتها في تجسيد نبض الشارع المصري على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي بطريقة الكوميديا السوداء، كأدوارها في مسرحيات "ع الرصيف"، و"عطية الإرهابية"، و"عايزة أتكلم".

يقول الشرقاوي في لقاء تلفزيوني سابق: "تاريخ حياتي مع سهير البابلي يرجع إلى زمن بعيد، كانت هي إحدى ممثلات المسرح القومي، وأنا كنت مدير مسرح الحكيم، والحقيقة أنها كانت محاصرة في المسرح القومي بمجموعة من الممثلات العظيمات، فكانت فرصها قليلة، إذ كانت تمر سنة أو سنتان لكي تخطف دور بطولة".

يضيف: "كنت أخرج مسرحية (آه يا ليل يا قمر)، واستدعى الدراما والشخصية إني أبص لسهير. بالنسبة لها كانت الفرصة لأن تصبح البطلة الوحيدة لمسرح توفيق الحكيم، وبالنسبة لي كانت فرصة فهي كانت مناسبة جدًا لهذا الدور. واستمرت الصداقة إلى أن أتت القفزة الكبرى لـ(مدرسة المشاغبين)".

يتابع: "سنة 1985، جاء إلي سمير سرحان وزوجته نهاد جاد لزيارتي مع سهير البابلي، وعرضوا علي إخراج مسرحية كتبتها نهاد جاد اسمها (ع الرصيف)، وهذا كان بداية عمل سهير البابلي السياسي معي... كانت مناسبة جداً، وكانت متفانية وجادة وصادقة، وكانت خشبة المسرح بالنسبة لها هي بيتها الثاني إن لم يكن الأول".

يكمل: "على خشبة المسرح، تنسى العالم وتصبح إنسانة قادرة على أن تجعل الجمهور يتفاعل معها، قادرة على أن تقول ما تشاء، قادرة على أن تؤدي رسالة النص. كانت كتلة من الحياة والحيوية والنضج والفن. الحقيقة أن سهير البابلي كمملثة مسرحية نادرة الوجود".

ولقبت الفنانة سهير البابلي بنجمة المسرح السياسي لفترة غير قليلة، وكانت حالة نادرة من الفنانات اللاتي استطعن تقديم شكل مختلف من أشكال المسرح.

وتحكي الفنانة سلوى محمد علي عن ذكرياتها مع سهير البابلي: "الشغل مع سهير البابلي كان حلماً بعيد المنال، حققه لي أستاذي جلال الشرقاوي في مسرحية (ع الرصيف).. كانت لسه مخلصة (ريا وسكينة)، ودي علامة كبيرة قوي في المسرح، يمكن أكتر مسرحيتين بحبهم هي و(سيدتي الجميلة). وتضيف: "طبعًا هي مسرحجية من العيار الثقيل، موضوع لا ينتظر رأيي... هي دمها خفيف ولا تفوت مناسبة للإفيه".

المساهمون