"سفاح نابل"... السينما تستعيد قصة أشهر قاتل متسلسل تونسي 

19 ديسمبر 2022
قتل السفاح 14 طفلاً (يوتيوب)
+ الخط -

يُعرض في قاعات السينما التونسية بدءاً من 21 ديسمبر/ كانون الأول الحالي فيلم "سفاح نابل"، الذي يدور حول قاتل متسلسل تونسي حقيقي. 

وتولّى إخراج الفيلم كريم بن رحومة وأدّى دور البطولة بلال سلاطنية وأحمد الأندلسي والهادي الماجري وساندرا الشيحاوي وميساء ساسي.

وطال انتظار الفيلم منذ الإعلان عن بداية تصويره قبل أكثر من سنة. ومن المنتظر أن ينجح في استقطاب الجمهور بسبب تناوله قصة حقيقية شهدها المجتمع التونسي في تسعينيات القرن الماضي، وتحوّلت إلى عمل سينمائي لأوّل مرّة.

وعُرض الفيلم في نهاية الأسبوع للصحافيين التونسيين قبل طرحه في قاعات السينما.

والتقى "العربي الجديد" مع مخرج الفيلم، كريم بن رحومة، الذي قال إن الفيلم "احتاج خمس سنوات من التجهيز، إذ بحثنا في الوثائق المتعلقة بهذه الحادثة وبشخصية السفاح ناصر الدامرجي، أمّا عملية تصويره فقد امتدت لمدة أربعة عشرة يوماً بإمكانيات محدودة باعتبار الفيلم لم يحصل على الدعم السينمائي من وزارة الشؤون الثقافية التونسية".

وأضاف المخرج: "أتوقع أن يحقّق الفيلم النجاح المنتظر منه، خاصةً وأنّ قصته تنطلق من واحدة من الأحداث الكبرى التي عاشتها تونس في التسعينيات"، كما لفت إلى أنّ الفيلم "عُرض في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكفونية سنة 2022 وحصل على تنويه خاص، وعُرض أيضاً في مهرجان وجدة للسينما المغاربية بالمغرب ولاقى استحساناً وإشادة من قبل النقاد".

من جهته أشار الممثل أحمد الأندلسي، الذي جسّد دور سفاح نابل، إلى أنّ "الفيلم ظُلم عندما لم يتمّ اختياره للعرض في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية"، مضيفاً أنّ "الفيلم يحتوي بعض المشاهد المؤلمة التي أثّرت في شخصياً، لكن من دون التبرير بأيّ شكل من الأشكال الجرائم التي ارتكبها السفاح في حق الأطفال".  

ويتناول الفيلم قصة ناصر الدامرجي، أشهر قاتل متسلسل في تونس، والذي قتل 14 طفلاً بين 1988و1990 في عدد من المحافظات التونسية، خاصة في محافظة نابل التي ينتمي إليها.

وقد تطابقت جرائم الدامرجي بشكل ملفت، إذ يخنق الضحية بعد محاولة الاعتداء عليها جنسياً، ويدفنه في مزرعة، وهو ما يعني أن اختياره لضحاياه وكيفية قتلهم كان مخططاً.

وسيخوض الفيلم في الحالة النفسية للقاتل الدامرجي، الذي أكدت تقارير عدّة حينها أنّه عانى من اضطراب نفسي بسبب أنّه عاش طفلاً مجهول النسب من أم تمتهن العمل بالجنس.

لاحقاً، يتعرف على والده في سن الثلاثين ممّا يتسبب في أزمة نفسية كبيرة زادت حدّتها بعد سفره إلى فرنسا، التي عاد منها ليكتشف أنّ خطيبته تزوجت من رجل آخر. وكان ابن خطيبته السابقة واحداً من ضحاياه الذين وصل عددهم إلى 14 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 10 و18 سنة.

وهزّت سلسلة الجرائم المجتمع التونسي، خاصة أنّ الدامرجي كان معروفاً لدى السلطات الأمنية التونسية حينها بسلوكه الجنسي الشاذ، وقد قُبض عليه وأخضع للتحقيق، لكن من دون توجيه اتهامات، ولم تكتشف جرائمه إلّا بعد عامين على ذلك.

وحُكم على الدامرجي بالإعدام بعد أن رفض المحامون التونسيون الدفاع عنه، ونُفّذ فيه الحكم يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1990، وهو آخر حكم بالإعدام نفّذ في تونس.

المساهمون