احتضن مهرجان قرطاج الدولي، في دورته السابعة والخمسين، أمس الأحد، سهرةً خاصةً لأبرز نجوم الكوميديا الناطقين بالفرنسية، ضمن مساعي القائمين عليه لتنويع العروض.
وامتلأت مدرجات المسرح الأثري بالجمهور، الذي كان على موعدٍ مع سهرة ضاحكة أحياها ستة كوميديين ممن عرفوا شهرة كبيرة في تونس وفرنسا على حدٍّ سواء.
وبدأت الأمسية مع نضال السعدي من تونس، وهو ممثل ومقدم برامج تلفزيونية على قناة الحوار التونسي، والذي ولد وعاش فترة من شبابه في فرنسا ليعود بعد ذلك ويستقر في تونس، واستلهم عرضه من تجربة العيش بين ثقافتين.
وحضر من فرنسا الكوميدي بودير، ذو الأصول المغربية، والذي اشتهر بأسلوبه الهزلي الساخر وجاذبيته، وركّز عرضه على التناقضات بين انتمائه القانوني لفرنسا التي ولد فيها ويحمل جنسيتها وبين انتمائه الثقافي إلى المغرب.
أمّا لوري بيريت، التي عُرفت بروح الدعابة وأسلوبها المرح وإتقانها الغناء، فقد عزفت للجمهور وغنت بعض الأغاني الفرنسية المعروفة.
وحضر الجمهور الكوميدي سايدو آباتشا، المعروف بأسلوبه الفريد، وبإتقانه اللعب بالحروف والمصطلحات لإيصال رسائل نقدية، إضافة إلى الكوميديين، من أصل مغربي، طارق وعز الدين بنجلالي، المعروف في الساحة الفنية بـ AZ.
ولاقت السهرة تفاعلاً كبيراً من الجمهور الحاضر، وأغلبه من المتقنين للغة الفرنسية، خاصة أنّ كلّ فقرات العرض قدّمت بها، بما في ذلك عرض التونسي نضال السعدي.
وأرجع السعدي اختياره في مؤتمر صحافي إلى "طبيعة الجمهور المتنوع بين تونسيين وجزائريين وفرنسيين وكنديين"، والذي دفعه لاختياره "لغة يفهمها جميع الحاضرين".
وتضمّنت معظم الفقرات نقداً ساخراً للتحولات التي تطرأ على الحياة اليومية وأثر ذلك على العلاقات الأسرية، كما ركّزت على الاختلافات الثقافية.