سارة أبي كنعان: طوّرت نفسي قبل الوصول لأدوار البطولة

30 يناير 2021
أبي كنعان: كل مخرج تعاونت معه، ووقفت أمام عدسته، أضاف لي (سارة أبي كنعان/فيسبوك)
+ الخط -

بين الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية، تتنوّع الأعمال التي تشارك فيها الممثلة اللبنانية سارة أبي كنعان أخيراً. فبعدما لعبت أحد أدوار البطولة في فيلم "مفاتيح مكسورة" Broken Keys، لجيمي كيروز، وهو الفيلم الذي اختير لتمثيل لبنان في التصفيات الأولى لجائزة "أوسكار" في فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية، أطلّت الممثلة الشابّة في مجموعة من المسلسلات اللبنانية والعربية، كان أحدثها مسلسل "دُفعة بيروت" للمخرج علي العلي، ومسلسل "فِكسر" Fixer، من بطولتها إلى جانب بديع أبو شقرا، كما تستعدّ لدخول السباق الرمضاني المقبل عبر مسلسل "دوان تاون"، من إنتاج شركة "فالكون فيلمز".

أبي كنعان، وفي مقابلة خاصة مع "العربي الجديد"، أعربت عن اعتزازها بالمشاركة في فيلم "مفاتيح مكسورة"، مُعتبرةً أن اختياره لتمثيل "لبنان في (أوسكار) هو خطوة مهمّة لي على الصعيد المهني. فهذه تجربتي الأولى في فيلم روائي طويل. كما أنها خطوة مهمّة للسينما اللبنانية وبارقة أمل للبلد في هذه الظروف الصعبة". وتقول: "أفخر كثيراً بهذا الفيلم، وقدّمت أفضل ما لديّ فيه. وعملية اختيار الممثلين لأعمال سينمائية مماثلة ليست بالسهولة التي قد يظنّها البعض، بل تأتي بعد عدّة جلسات (كاستينغ)".

التغيّرات التي يشهدها العالم حالياً بعد جائحة فيروس كورونا انعكست مباشرة على قطاع التمثيل، كما على سواها من القطاعات الإنتاجية التي تتأثّر بالظروف الاستثنائية التي تفرضها الجائحة. وتعترف أبي كنعان بأن العروض باتت أقلّ من قبل نظراً لتقلّص عدد الإنتاجات الدرامية والسينمائية، ما يجعل الممثل أحياناً يقبل بالعرض الموجود، حتى وإن لم يكن يتوافق مع طموحاته المهنية، مضيفةً "هذا الأمر تحديداً يخيفني جداً، ويجعلني حذرة أكثر في اختيار أدواري، فلا أتسرّع وأقبل بعمل لم أكن لأقبل به في ظروف أخرى، فقط لأن الفرص التمثيلية قليلة".

أبي كنعان، الحريصة على مستوى أعمالها، تقرّ بأنها ناقدة قاسية لنفسها، وترى أن وصولها للعب دور البطولة الأولى في مسلسلي "بالقلب" و"لو ما التقينا"، هو "أمر يسعدني لأنني وصلت إلى مرحلة البطولة الأولى بجدارة، ولكن لدي دائماً هاجس الاستمرارية. فبعدها لعبت أدواراً بمساحات درامية مختلفة، وأنا لا أعتبر هذا الأمر تراجعاً، فأنا راضية تماماً عما قدّمته لليوم في مشواري التمثيلي". وتضيف: "كل شخص يحبّ أن يتقدّم في مهنته، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على مجال التمثيل. فبدايتي كانت من خلال الأدوار الصغيرة. وبعدها طوّرت نفسي وتدرّجت جيداً قبل أن أصل إلى أدوار البطولة، ولذلك أشعر بالسعادة بما حققته".

وعن طموحها للفترة المقبلة، تؤكد: "لا أضع هدفاً واحداً أريد الوصول إليه. فلا أقول لنفسي يجب أن أصل إلى البطولات العالمية أو إلى أوسكار مثلاً. فأحياناً نحقق ما لا يكون في الحسبان ونفرح به، بينما تواجه خططنا الخاصة العراقيل وقد لا تتحقق. ولكن يمكنني أن أؤكد أنني أفرح كثيراً عندما تحظى أعمال شاركت فيها بالاهتمام ويشاهدها الناس أينما كان، ولذلك سعادتي كبيرة اليوم باختيار فيلم (مفاتيح مكسورة) لتمثيل لبنان في (أوسكار)، فمن المهم أن تحظى أعمالنا المحلية بفرصة العرض على منصات عالمية"، مؤكدةً أنها تطمح إلى زيادة رصيدها من الأعمال السينمائية بعدما طغت عليها الأعمال الدرامية، مع أكثر من 27 مسلسلاً شاركت فيها إلى اليوم.

وعن دورها في مسلسل "دفعة بيروت"، تقول: "سعيدة بأنني شاركت في هذا المسلسل كأوّل عمل ضخم يحمل إنتاجاً خليجياً - لبنانياً مشتركاً، لا سيما أن الأصداء كانت كبيرة وإيجابية. أتاح لي هذا العمل فرصة الدخول إلى الدراما الخليجية والتعرّف الى مجموعة كبيرة من الممثلين من مختلف الجنسيات. وقد أدّيت فيه دور بائعة ورد مسيحية تقع في حب شاب مسلم لتواجه علاقتهما اعتراض العائلة والمجتمع في بيئة لا تشجّع الزواج المختلَط. وأحببت كثيراً المعالجة الدرامية التي قاربت الموضوع بواقعية كبيرة".

أما عن تجربتها في المسلسل القصير Fixer، فترى أن المسلسل "سلس جداً وبسيط ويجمع ما بين الرومانسية والتشويق، وقد سعدت كثيراً بالمشاركة فيه، لا سيّما أنه ضمّ أسماء كبيرة في مجال التمثيل".

أبي كنعان تنوّعت تجربتها الاحترافية لتضم تعاونات مع مجموعة من الكتّاب والمخرجين اللبنانيين والعرب، تقول: "كل مخرج تعاونت معه، ووقفت أمام عدسته، أضاف لي وأكسبني خبرة جديدة. ولكن بطبيعة الحال لدي علاقة مميزة مع المخرج فيليب أسمر، لأننا قدّمنا معاً 7 مسلسلات إلى اليوم. والانسجام يكبر حكماً مع تراكم التجربة، فنحن نفهم بعضنا بعضاً أحياناً من دون الحاجة إلى الكلام وتأتي الأمور بتلقائية وعفوية. ومعه أشعر بالارتياح بسبب هذا التناغم الكبير بيننا".

أما على صعيد الكتّاب، فتقول: "لا يمكنني أن أسمّي كاتباً مفضلاً فكل النصوص التي أدّيتها شاركت فيها عن قناعة وإعجاب كبيرين بكتّابها. فقد عملت مثلاً مع الكاتبة كلوديا مرشليان، وأحب نصوصها كثيراً، وكنت أتمنّى منذ زمن أن أعمل مع طارق سويد، وتحققت أمنيتي في مسلسل (بالقلب). ويمكنني القول إنني أحمل شعوراً مميزاً في قلبي لهذا الكاتب. فمعه لعبت أوّل بطولة درامية لي، وأشعر بأن نصوصه تلامس القلوب، ونادين جابر هي من الكاتبات اللواتي أحبهن كثيراً، فهي أيضاً صديقة. وهناك الكاتب جاد الخوري الذي دخل المجال أخيراً، والحقيقة أن الأسماء الموهوبة كثيرة وأنا أقدّرهم جميعاً".

المساهمون