سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغات عدة، لقطات قديمة يزعم ناشروها أنها متعلقة بالزلزال الذي ضرب تركيا وسورية في الساعات الأولى من الاثنين، بينما يروج مستخدمون لتنبؤات لا صحة لها. نستعرض هنا بعض أبرز الأخبار واللقطات الزائفة التي رصدتها منصتا مسبار وفي ميزان فرانس برس.
تسبب الزلزال الذي تبعته عدة هزات ارتدادية قوية بمقتل أكثر من 8 آلاف شخص في تركيا وسورية وبإصابة وتشريد الآلاف في ظلّ برد قارس، لكن الحصيلة لا تزال أولية. وقدرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن يصل عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر إلى 23 مليوناً. وأوضحت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية أديلهايد مارشانغ، أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة: "تُظهر خريطة الأحداث أن عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا بالزلزال يبلغ 23 مليوناً، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش". وأضافت مارشانغ: "تدرك منظمة الصحة العالمية قدرة تركيا القوية على الاستجابة، وتعتبر أن الاحتياجات الرئيسية التي لم تُلبَّ قد تكون في سورية على المديين القريب والمتوسط إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية ومن المرجح أن يواجه صعوبات بسبب الأضرار التي سببها الزلزال".
وفيما تتواصل عمليات انتشال الناجين، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها لكلب يجلس بجانب صاحبه العالق تحت أنقاض الزلزال في تركيا، إلا أن الادعاء خطأ، والصورة منشورة منذ العام 2018. يظهر في الصورة كلب ممسك بيد شخص يبدو أنه عالق تحت الأنقاض، وعلق ناشروها بالقول: "كلب يصرخ من أجل إنقاذ صاحبه من تحت الأنقاض في زلزال تركيا". لكن الصورة المتداولة لم تُلتقط عقب الزلزال في تركيا. ويمكن إيجاد الصورة نفسها منشورة على "إنستغرام"، في حساب المصور، يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2018. ولم يذكر ناشر الصورة ما إن كانت من حدث حقيقي أم مجرّد لقطة تمثيلية، لكن نشرها قبل ستّ سنوات ينفي أن يكون لها علاقة بالزلزال الأخير في تركيا.
In Turkey everyone trying to help.. dogs also..#Turkey
— BRIJESH KUMAR TIWARI 🙏🔱🕉️😊🤗 (@brijeshrock2) February 6, 2023
Update- 2172+ Killed & 8999+ injured.
Allah please save us. 🤲🤲#PrayForTurkey #deprem #DEPREMOLDU #afaddeprem #hataydeprem #kayseri #Mersin #Adana #Gaziantep #Nurdağı #Kahramanmaraş #Turkey #TurkeyEarthquake #Turquia pic.twitter.com/4orDmptZs7
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لأمواج مدّ بحريّ تجتاح الشواطئ التركيّة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة ملتقط قبل خمس سنوات في جنوب أفريقيا. يظهر الفيديو أمواجاً عالية تضرب شاطئاً قرب ما يبدو أنّه منتجع سياحيّ. وجاء في التعليق المرافق: "عاجل تركيا الآن زلزال 5,8 ريختر وموجات تسونامي تجتاح الساحل التركي الجنوبي". حظي الفيديو بعشرات آلاف المشاهدات. بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، تبين أنه منشور قبل سنوات في موقع يوتيوب، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات. وجاء في التعليق المرافق أنّه يظهر أمواجاً مرتفعة تضرب شاطئ ديربان في جنوب أفريقيا، خلال مارس/ آذار من العام 2017. وأفادت مواقع إخباريّة محليّة آنذاك بأنّ الشاطئ أغلق ومنع الاقتراب منه للحفاظ على السلامة.
وشارك مستخدمون فيديو ادّعوا أنه يصوّر لحظة سقوط مبنى في تركيا بعد ساعات على حدوثه، لكنّ الفيديو قديم، ولا علاقة له بهذا الزلزال. يصوّر الفيديو انهيار مبنى مؤلّف من طبقات عدة، فيعلو الصراخ. وعلّق ناشرو الفيديو قائلين إنّه لانهيار مبنى في الصباح، بعد ساعات من الزلزال في طرسوس التركيّة. إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بهذا الزلزال. فقد أظهر التفتيش عنه أنّه منشور عام 2020، أي قبل نحو ثلاث سنوات، على صفحات عبر "فيسبوك" وعلى قنوات عبر "يوتيوب". وأشار ناشرو الفيديو أنّه يظهر انهيار مبنى إثر زلزال ضرب إزمير ذاك العام. وبالفعل ضرب زلزال قوي آنذاك، وتحديداً في الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول 2020، الساحل الغربي لتركيا وأجزاء من اليونان، بلغت قوّته سبع درجات، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وانهيار مبان.
وتداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر صورة قيل إنّها لطفل يبكي على أسرته وآثار الدمار من حوله، جرّاء الزلزال الأخير. الصورة ليست لطفل يبكي وسط الدمار خلال الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية فجر الاثنين، وهي منشورة منذ عام 2019 في مواقع لبيع الصور. ويظهر الطفل نفسه في سياقات مختلفة، ما يرجح أنّ الصورة المنتشرة تعبيرية ولا علاقة لها بأي زلزال.