زلزال شمالي سورية وصمت الفنانين

20 فبراير 2023
سيرين عبد النور في إدلب عام 2015 (أضواء المدينة)
+ الخط -

تتصاعد الحملات، والحملات المضادة، الخاصة بالمساعدات العينية للمنكوبين في سورية، جراء الزلزال الذي ضرب شمالي البلاد في السادس من فبراير/ شباط الحالي.

منذ الساعات الأولى للزلزال، تداعى عدد من الفنانين العرب، وأعلنوا عن مبادرات فردية، لمد يد العون لمن فقدوا منازلهم. وكان واضحاً التركيز من قبل الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي، بوصفها الطريق الأسهل لإيصال الصوت، والطلب من الناس التبرع.

شنّ بعض المتابعين هجوماً شرساً على الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، واعتبروا أنها لم تلبّ نداء استغاثة من قبل إذاعي سوري طالبها بتأمين وإرسال 500 علبة حليب أطفال إلى المناطق المتضررة. الإذاعي السوري نفسه كان قد طلب من هيفا وهبي، من خلال فيديو مُصور، الكمية نفسها من الحليب، لترسل الإخيرة ألف عبوة. ردت سيرين عبد النور على الناشط السوري بالقول: "إن شاء الله خير"، ما دفع المتابعين إلى الهجوم عليها واتهامها بالبخل، لترد أول من أمس في فيديو مباشر، وتؤكد التزامها بواجبها تجاه الشعب السوري، إضافة إلى اللبناني الذي يفتقد الحليب أيضاً بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها منذ 2019.

هذا السجال تحول إلى مساحة وردود جاءت على لسان الفنانين أنفسهم. الممثلة السورية شكران مرتجى أرسلت ما يشبه رسالة، شكرت من خلالها الفنانين في لبنان على تضامنهم في ظل هذه المأساة. واعتذرت عن أي "هفوة" حصلت، كنوع من رد الهجوم عن الناشط السوري الذي أحرج وهبي وعبد النور. وهذا برأي بعضهم خارج إطار اللياقات، إذ لا يمكن إجبار أحد على التبرع. هناك من ينتظر الفرصة لمد يد العون إلى المنكوبين في سورية وتركيا، وله حرية الاختيار في ذلك.

ولم يقتصر الأمر على بعض الفنانين الذين تعاطفوا مع عبد النور، إذ قال آخرون إن الناشط السوري كان عليه التوجه إلى بعض الفنانين السوريين الذين لم نسمع عنهم بعد الزلزال، وكذلك مخاطبة بعض الفنانين النافذين في بلدان الخليج العربي، وعدم زج لبنان وفنانيه في صراع لا جدوى منه، خصوصاً أن المعاناة واحدة على صعيد تأمين بعض الاحتياجات من مأكل وملبس ودواء، وغيرها.

في هذا السياق، لم يفصح الفنانون، الذين تسابقوا في أول أيام المأساة على تقديم "مساعدات" قالوا إنها ستوزع على اللاجئين، عن قيمة ما قدموه. مساعدات جاءت من ريع الحفلات التي تزامن توقيتها بعد أيام من وقوع الزلزال، كما فعل ماجد المهندس في حفله في الكويت، وكذلك زميلتاه إليسا ونانسي عجرم، وغيرهم من الفنانين الذين سألوا عن كيفية التبرع.

ثمة حلقات ضائعة في هذه القضية الإنسانية، خصوصاً أن تركيا استطاعت في ساعات قليلة من تأمين ملايين من الدولارات لصالح أعمال إغاثة، وتبارى نجوم الدراما التركية في "تيليتون" تلفزيوني ضم أيضاً رجال أعمال ورجال دين وفنانين من مختلف المجالات، وخرجوا بمبلغ اقترب من مليار دولار أميركي سيمنح للنازحين في أي مدينة تركية تعرضت للزلزال.

المساهمون