زراعة الأعضاء: هل تنقذ الحيوانات البشر؟

28 يناير 2022
عُدلت الكلى وراثياً كي تتلاءم وجسم الإنسان (أوين فرانكِن/ Getty)
+ الخط -

 

أعلن باحثون في كلية الطب في جامعة ألاباما عن أول بحث عن عملية زرع كلى خنزير معدلة وراثياً وذات درجة سريرية، في جسد شخص ميت دماغياً، لتحل محل الكلى الأصلية للمُستلم. توضح هذه النتائج الإيجابية كيف يمكن أن يعالج زرع أعضاء الخنزير أزمة نقص الأعضاء في أنحاء العالم كافة.

في الدراسة المنشورة في 20 يناير/كانون الثاني الحالي، في "المجلة الأميركية لزراعة الأعضاء"، اختبر الباحثون أول نموذج قبل سريري بشري لزرع كليتي خنزير معدلتين وراثياً في جسم بشري. زرعت كليتا خنزير معدلتان وراثيا في بطنه، بعد استئصال كليتيه الأصليتين. جرى تعديل كلى الخنازير المزروعة وراثياً بعشرة تعديلات جينية رئيسية قد تجعل الكلى مناسبة لزرعها للبشر.

يقول الباحثون إن هذا التعديل الوراثي في كليتي الخنزير جرى لمنع رفض الجهاز المناعي في جسم الإنسان لهما. لم ترفض الكلى خلال الـ77 ساعة التي استمرت فيها التجربة التي أجريت في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، في الولايات المتحدة. جاءت الكلى من سلالة الخنازير المعدلة وراثياً نفسها التي زرع قلب جديد منها للمريض ديفيد بينيت، في السابع من الشهر الحالي.

وقالت مديرة معهد زراعة الأعضاء الشامل في جامعة ألاباما والباحثة الرئيسية في الدراسة جيمي لوك: "تمثل هذه اللحظة التي تغير قواعد اللعبة في تاريخ الطب نقلة نوعية وعلامة فارقة في مجال زراعة الأعضاء، والتي يمكن القول إنها أفضل حل لأزمة نقص الأعضاء"، وأوضحت "قمنا بسد الفجوات المعرفية الحرجة، وحصلنا على بيانات السلامة والجدوى اللازمة لبدء تجربة إكلينيكية على البشر الأحياء المصابين بمرض الفشل الكلوي في المرحلة النهائية".

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكدت لوك أن هذا النموذج قبل السريري البشري هو وسيلة لتقييم سلامة وجدوى نقل الأعضاء من الخنزير إلى البشر من دون المخاطرة بإنسان حي، وأضافت أن الدراسة "أوضحت التغلب على العوائق الرئيسية التي تحول دون زراعة الأعضاء غير البشرية، وتحدد الأماكن التي تتطلب معرفة جديدة لتحسين نتائج زرع هذه الأعضاء للبشر، وتضع الأساس لإنشاء نموذج بشري جديد قبل سريري لمزيد من الدراسة".

يبلغ العمر الطبيعي للخنزير 30 عاماً، ويمكن تربيته بسهولة، ويمكن أن تكون له أعضاء بحجم أعضاء الإنسان. لذلك، اختبرت كلى الخنازير المعدلة وراثيا على نطاق واسع في الرئيسيات غير البشرية. بالإضافة إلى الاختبار في الرئيسيات غير البشرية، فإن تقييم كلى الخنازير المعدلة وراثياً، في بحث نموذج ما قبل سريري بشري، قد يوفر معلومات مهمة حول السلامة والفعالية المحتملة للكلى لمتلقي الزراعة من البشر الأحياء.

وأشارت الباحثة إلى أن "هذه اللحظة التي تغير قواعد اللعبة في مجال زرع الأعضاء، والتي يمكن القول إنها أفضل حل لأزمة نقص الأعضاء. إن الهدف من الدراسة هو تمهيد الطريق لتجربة سريرية نأمل أن تبدأ في وقت لاحق من هذا العام". وأفادت بأنه في حين اقتُرحت فكرة اختبار العلاجات على الأشخاص المتوفين دماغياً من قبل، فإن فريقها أول من يفعل ذلك.

ووفقاً للباحثين، فإنه لا يمكن عادة زرع أعضاء الخنازير للبشر لأن الجهاز المناعي البشري يرفضها، حتى لو أعطي الأشخاص عقاقير مثبطة للمناعة. لكن الخنازير التي أنتجتها إحدى الشركات الأميركية عدلت وراثياً، لمنع رفض الجهاز المناعي البشري لها. إذ بفضل تطوير تقنية كريسبر للتحرير الجيني، أوقفت أربعة جينات، بما في ذلك بعض الجينات التي ترمز للبروتينات التي تثير الاستجابة المناعية لدى البشر. تحتوي الخنازير أيضاً على ستة جينات بشرية مضافة.

خلال التجربة التي استمرت 77 ساعة، لم يرفض الجسم البشري كلى الخنزير. وفي غضون 23 دقيقة، بدأ بإفراز البول. ومع ذلك، في حين أن الكلى تنتج البول، فإنها لم تزل مادة تسمى الكرياتينين من الدم، وهي مقياس رئيسي لوظيفة الكلى الطبيعية. الفريق البحثي غير متأكد من سبب حدوث ذلك، ويعتقد أنه يمكن أن يكون مرتبطاً بحالة المتوفى نفسه.

المساهمون