استمع إلى الملخص
- أجرى الطاقم تجارب علمية متنوعة، منها إنشاء "حوض سمك" و"حديقة" لدراسة تأثير الفضاء على الكائنات الحية، وحققوا رقماً قياسياً لأطول عملية سير في الفضاء لرائد فضاء صيني.
- تتطلع الصين لمواصلة تقدمها في برنامج الفضاء بإطلاق مهمات جديدة في عام 2025، لتعزيز التجارب العلمية والتقدم التكنولوجي في محطة تيانقونغ.
عادت المركبة الفضائية "شنتشو-18" وعلى متنها ثلاثة رواد صينيين إلى الأرض اليوم الاثنين بعد مهمة استمرت ستة أشهر في محطة تيانقونغ الفضائية، ويعني اسمها القصر السماوي. وهبطت الكبسولة الفضائية التي يستقلها كل من القائد يه قوانغ فو، ولي تسونغ، ولي قوانغ سو، في منطقة منغوليا الداخلية شمالي البلاد، وتمكن جميع أفراد الطاقم من مغادرة الكبسولة بسلام بحلول الساعة 2:15 صباحا، وفقا لما أعلنته وكالة الفضاء المأهول الصينية، التي أكدت أنهم كانوا بصحة جيدة بعد قضاء 192 يوما في المدار.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، تعتبر مهمة "شنتشو-18" إنجازاً كبيراً لبرنامج الفضاء الصيني، حيث سجل رائد الفضاء يه قوانغ فو، قائد المهمة، رقما قياسيا جديدا لكونه أول رائد فضاء صيني يقضي ما يزيد عن عام إجمالاً في الفضاء، بعد مشاركته السابقة في مهمة "شنتشو-13" بين أكتوبر/ تشرين الأول 2021 وإبريل/ نيسان 2022. وأعرب يه عن تفاؤله بتوالي الرحلات الفضائية الصينية، قائلاً إن الرقم القياسي للبقاء في المدار سيتم تجاوزه قريباً.
وعبر لي تسونغ، الذي اختتم للتو أول مهمة فضائية له، عن فخره بروح العمل الجماعي والتنسيق الوثيق مع الفريق الأرضي، الذي أسهم في إنجاز الأنشطة خارج المركبة ودعم الأبحاث العلمية والتجارب بسلاسة. من جانبه، أشار لي قوانغ سو، الذي اختبر أيضا أول رحلة فضائية له، أن تجربة انعدام الوزن كانت مميزة وأن العودة إلى الأرض كانت مثيرة، لدرجة عدم رغبتهم في مغادرة الفضاء.
وخلال المهمة، قام الطاقم بإجراء العديد من التجارب باستخدام غرف الأبحاث وحمولات خارج المركبة في مجالات متنوعة، منها الفيزياء الأساسية للجاذبية الصغرى، وعلوم المواد الفضائية، وعلوم الحياة الفضائية، وطب الفضاء، وتقنيات الفضاء. ونجح الطاقم في إنجاز أنشطة خارج المركبة مرتين، حيث حققوا في مايو/أيار رقماً قياسياً جديداً لأطول عملية سير في الفضاء لرائد فضاء صيني.
أضافت تجربة رواد فضاء "شنتشو-18" أبعادا جديدة للمغامرة، حيث أنشأ الطاقم "حوض سمك" و"حديقة" في الفضاء على متن محطة تيانقونغ الفضائية، مما أتاح لهم دراسة تأثير بيئة الفضاء على الكائنات الحية. استخدم الرواد سمك الدانيو المخطط وطحالب السمك الذهبي لدراسة نمو الفقاريات وتوازن النظام البيئي في الفضاء، وهو إنجاز علمي مهم في هذا المجال. كما انشغلوا أيضا بزراعة النباتات في "حديقة الفضاء"، مما أضاف بعدا آخر لأبحاث الحياة الفضائية.
وفقاً لوكالة الفضاء المأهول الصينية، تتطلع الصين إلى مواصلة تقدمها في برنامج الفضاء بإطلاق مهمات مأهولة جديدة، حيث تخطط لإطلاق مركبتي "شنتشو-20" و"شنتشو-21" المأهولتين في عام 2025، إلى جانب مركبة الشحن "تيانتشو-9" لتزويد محطة "تيانقونغ" بالإمدادات في المدار، ضمن خطة لتعزيز التجارب العلمية في المحطة وتحقيق تقدمات تكنولوجية إضافية.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)