"رمي البيض"... لعبة ورق تفتن الملايين في الصين والسلطات تحاربها

24 اغسطس 2024
يمارس هذه اللعبة بشكل منتظم أكثر من 140 مليون شخص (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **شعبية اللعبة**: لعبة الورق "غواندان" أو "رمي البيض" تزداد شعبيتها في الصين، حيث يتنافس أربعة أشخاص في فريقين للتخلص من أوراقهم بأسرع وقت. بدأت في الستينيات واكتسبت شهرة واسعة مؤخراً، ويمارسها أكثر من 140 مليون شخص.

- **النجاح الاجتماعي والانتقادات**: تُعتبر وسيلة للتفاعل الاجتماعي، لكن تواجه انتقادات من وسائل الإعلام الرسمية التي تصفها بأنها "قنبلة سامة" تحد من الإنتاجية وتعتبرها "غير أخلاقية".

- **التفاعل الاجتماعي والصحة النفسية**: رغم الانتقادات، ينظم نادي تانغ سونغيوان مسابقات وتدريبات، ويعتبرها الأعضاء نشاطاً ترفيهياً صحياً، مما يعزز التفاعل الاجتماعي.

ينكبّ الصينيون في ليالي الصيف الحارة على "رمي البيض"، وهي لعبة ورق شدّة يتزايد عدد ممارسيها بشكل كبير، ما يثير استياء السلطات التي ترى أنها تحدّ من الإنتاجية. ويمارس اللعبة أربعة أشخاص ضمن فريقَيْن، وعلى كلّ فريق التخلص من أوراقه في أسرع وقت ممكن، من خلال مجموعات تسمى "القنابل". وتُلفَظ كلمة قنابل بالصينية "دان" بشكل متطابق لكلمة تُتَرجَم إلى "بيضة" التي تدخل في تسمية اللعبة "غواندان" أو "رمي البيض". وتُمارَس "غواندان" في مناطق صينية معيّنة منذ ستينيات القرن العشرين.

لكنّها بدأت منذ العام الفائت فقط تحظى بنجاح محلي، بسبب فرص التدرج الاجتماعي التي توفّرها. وبحسب وسائل الإعلام المحلية، يمارس هذه اللعبة بانتظام أكثر من 140 مليون شخص، هم تحديداً من رجال الأعمال والموظفين الحكوميين وغيرهم ممّن يعتبرون شخصيات ذات نفوذ. وكثّفت الصحافة الرسمية خلال الأشهر الأخيرة هجماتها على هذه اللعبة، واصفة إيّاها بـ"القنبلة السامة" لعمل ممارسيها.

موقف
التحديثات الحية

ويقول تانغ سونغيوان الذي افتتح في أكتوبر/تشرين الأول الفائت نادياً في هانغجو، وهي مدينة قريبة من شنغهاي ويقع فيها المقر الرئيسي لشركة علي بابا العملاقة للتجارة الإلكترونية، إنّ "غواندان تتيح لممارسيها التفاعل اجتماعياً". ويضيف الرجل الستيني وهو يعتمر قبعة ويرتدي قميصاً أبيض: "عندما نلعب، نشرب الشاي وندردش". ويقول إنّ "التفاعل في ما بيننا ضروري" خلال اللعب، مبدياً عدم اقتناع كبير بنسخات اللعبة عبر الهواتف المحمولة، لاعتباره أنّ التواصل المباشر "معدوم" فيها.

"هوس" بلعبة رمي البيض

يقع ناديه في الطبقة العشرين من مبنى حديث ويضم نحو مائة عضو، ويتضمّن عدداً كبيراً من صالات اللعب التي يوفّر بعضها إطلالة ليلية خلابة على المنطقة التجارية. ويصبّ اللاعبون وهم يحملون أوراق الشدّة، تركيزهم على اللعبة. وفوق طاولات اللعب آلات بيضاء صغيرة تتولّى توزيع الأوراق على اللاعبين. وتقول تشيو زينينغ، وهي لاعبة "مفتونة" بهذه اللعبة ومسجّلة في النادي منذ شهر فقط، إنّ "غواندان مسلّية جداً".

وتعارض وسائل الإعلام الرسمية عموماً لعبة "غواندان" التي تصفها بأنّها "غير أخلاقية" و"خارجة عن الواقع"، وتحدّ من الإنتاجية، في مرحلة يواجه فيها التعافي الاقتصادي صعوبات. وتقول الصحافة الرسمية بأسلوب ساخر إنّ "البعض يشير إلى أنّها شكل صحي وفكري من أشكال الترفيه". وترفض الصحافة أن تكون هذه اللعبة "الهوس الجديد" لبعض الموظفين، أو "مهارة جديدة" تبحث عنها الشركات، أو "حب جديد" أي إدمان بتعبير آخر، لدى الشباب. وتعتبر صحيفة شباب بكين اليومية أنّ لعبة "رمي البيض" تستوجب "التنبّه واليقظة". لكن في ناديه، لا يأبه تانغ سونغيوان لكل ما تورده الصحافة الرسمية.

"لعبة صحية جداً"

ينظّم ناديه مسابقات مرتين في الأسبوع وتدريبات منتظمة جداً. ويعيد موقف الصحافة الرسمية التذكير بالهجمات التي طاولت ظاهرة ترك العمل، ومفهوم "تانغبينغ" (الاستلقاء على الظهر) الذي ظهر خلال السنوات الأخيرة في الصين وأصبح أسلوب حياة لبعض الشباب. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يعارض هذه الظاهرة شخصياً قد دعا في السابق الأجيال الشابة إلى تحمّل الصعوبات، في وقت تبقى البطالة عقبة رئيسية أمام النجاح. وتقول تشيو زينينغ إنّ غواندان "لعبة صحية جداً ونشاط ترفيهي بين الأصدقاء، فمن خلالها نستمتع بالحياة معاً".

(فرانس برس)

دلالات
المساهمون