رفض اللقاحات يرتبط بتجارب سلبية في الطفولة

06 فبراير 2022
أعرب المشاركون عن مستوى ضئيل من الثقة في المعلومات المتعلقة بالجائحة (Getty)
+ الخط -

كشف باحثون في دراسة جديدة أن الإحجام أو رفض التلقيح ضد عدوى فيروس كورونا ربما يكون مرتبطا بأحداث صادمة أو تجارب سيئة تعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة، مثل الإهمال أو العنف المنزلي أو إساءة استخدام المواد في منزل الأسرة.

وأظهرت النتائج التي نشرت في مجلة BMJ Open يوم الثلاثاء، 1 فبراير/ شباط، أن التردد في أخذ اللقاح كان أعلى بثلاث مرات بين الأشخاص الذين عانوا من 4 أنواع أو أكثر من الصدمات عندما كانوا أطفالاً مقارنة بمن لم يعانوا من أي منها.

ترتبط صدمات الطفولة والتجارب السيئة ارتباطاً وثيقاً بضعف الصحة العقلية، كما اقترحت بعض الدراسات أن التعرض لسوء المعاملة كطفل ربما يقوض الثقة اللاحقة، بما في ذلك في المؤسسات الصحية والخدمات العامة الأخرى.

لاستكشاف هذه الفرضية بشكل أكبر، حاول الباحثون معرفة ما إذا كانت صدمات الطفولة قد تكون مرتبطة بالمستويات الحالية من عدم الثقة في معلومات الأنظمة الصحية، والإحجام عن التطعيم ضد فيروس كورونا.

استند الباحثون إلى الردود على مسح أجروه من خلال محادثات هاتفية مع عينة تمثيلية على المستوى الوطني، للبالغين الذين يعيشون في ويلز، بالمملكة المتحدة، في الفترة بين ديسمبر/ كانون الأوّل 2020 ومارس/ آذار 2021، وهي الفترة التي تم خلالها فرض قيود للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا. من بين 6763 شخصاً تم الاتصال بهم، تم تضمين ردود 2285 ممن استوفوا جميع معايير الأهلية والذين أجابوا عن جميع الأسئلة في التحليل النهائي.

استفسر الاستطلاع عن تسعة أنواع من صدمات الطفولة قبل سن 18عاماً، هي: الاعتداء الجسدي، الاعتداء اللفظي، العنف الجنسي، انفصال الوالدين، التعرض للعنف المنزلي، العيش مع أحد أفراد الأسرة المصاب بمرض عقلي، العيش مع أحد أفراد الأسرة الذي يتعاطى الكحول أو المخدرات، أحد أفراد الأسرة في السجن. وقال المؤلف الرئيسي في الدراسة مارك بيليس، أستاذ الصحة العامة في جامعة بانجور البريطانية: "ربما تكون النتيجة الأكثر أهمية في الدراسة هي أن ثقة الناس في المعلومات والمشورة الصحية مرتبطة جزئياً بتجارب طفولتهم. حتى عندما يكونون بالغين، فإن التعرض لمحن الطفولة في الماضي ربما يجعل من الصعب الوثوق بنصائح الصحة العامة أو سلامة الإجراءات التقنية مثل التطعيم بعلاج جديد نسبياً".

وأضاف بيليس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه وفريقه كانوا يدركون بالفعل أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من تجارب الطفولة السلبية ربما تكون لديهم في المتوسط مستويات أقل من الثقة في بعض السياسات العامة. كان الفريق حريصاً على فهم كيفية تأثير مثل هذه التجارب على السلوك خلال جائحة كورونا، ومدى الإقبال على تناول اللقاحات من عدمه. قال حوالي نصف المستجيبين (52%)، إنهم لم يتعرضوا لأي صدمة أو تجربة سيئة في مرحلة الطفولة. وقال واحد من كل خمسة منهم إنهم عانوا من نوع واحد من التجارب السلبية في الطفولة، وأبلغ واحد من كل ستة منهم (17%)، عن تعرضه لنوعين إلى ثلاثة أنواع من التجارب السلبية، وأبلغ واحد من كل عشرة منهم (10%)، عن تعرضه لأربعة أنواع أو أكثر من التجارب السلبية.

وأعرب المشاركون عن مستوى ضئيل أو منعدم من الثقة في المعلومات المتعلقة بجائحة كورونا، وقالوا إنهم شعروا بأن القيود الحكومية كانت غير عادلة للغاية وكانوا أكثر ميلاً إلى الإنهاء الفوري للتعليمات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي والتغطية الإلزامية للفم والأنف. وكان من المرجح أكثر أن يقولوا إنهم انتهكوا اللوائح من حين لآخر، وأن يعلنوا إحجامهم أو رفضهم لأخذ اللقاح. ويشدد بيليس على ضرورة أن تأخذ الأنظمة الصحية والأطباء بعين الاعتبار أن بعض الأشخاص الذين يترددون في تلقي اللقاحات قد يجدون صعوبة أكبر في الوثوق بالمعلومات الواردة من الجهات الصحية العامة. إذ ربما تكون لديهم مشاعر أو ظنون بأنهم لم يحصلوا على دعم مناسب من هذه الجهات في الماضي، لذلك لم يعودوا يثقون بها، أو ربما تكون لديهم تجارب سيئة عند وضع الثقة في الناس بشكل عام أو حتى ذكريات مؤلمة عن الصحة وأماكن الرعاية الصحية، خاصة إذا كانت مرتبطة بعواقب صدمات الطفولة.

المساهمون