أدان القضاء البريطاني، أخيراً، ثلاث شابّات وفق قانون الإرهاب. التهمة: إلصاق صور طائرات شراعية خلال مسيرة متضامنة مع فلسطين وسط لندن.
وبحسب ما أوردته صحيفة ذا غارديان البريطانية، حصلت هبة الحايك (29 عاماً) وبولين أنكوندا (26 عاماً) ونويموتو أولايينكا تايو (27 عاماً) على إفراج مشروط لمدة 12 شهراً.
ألصقت الحايك وأنكوندا صوراً لطائرات شراعية على ظهريهما بشريط لاصق، فيما ألصقت تايو صورة مماثلة على مقبض لافتة. واتُهمت المتظاهرات، بموجب قانون الإرهاب، بحمل أو عرض عنصر لإثارة الشكوك المعقولة بأنهن من أنصار حركة "حماس".
وبعدما أطلقت شرطة العاصمة نداءً على وسائل التواصل الاجتماعي للتعرف إلى المتظاهرات، سلّمت الحايك وأنكوندا نفسيهما إلى مركز الشرطة.
هل صارت طائرة شراعية رمزاً لحماس؟
ربطت المحكمة بين الطائرات الشراعية في صور الفتيات و"حماس"؛ إذ استخدمت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، الطائرات الشراعية في عملية "طوفان الأقصى"، ما شكّل حينها مفاجأة كبيرة.
وقال ممثلو الادعاء إنه "ليس من قبيل الصدفة" أن تحمل الصور الثلاث رمز طائرة شراعية بعد فترة وجيزة من طوفان الأقصى.
بدوره، قال نائب كبير قضاة المقاطعة، تان إكرام: "لقد تجاوزتن الحدود"، مضيفاً: "في السابع من أكتوبر، دخلت حماس إلى إسرائيل بما وصفتها وسائل الإعلام بالطائرات الشراعية"، و"لا أجد عاقلاً يفسر الصورة على أنها مجرد رمز للحرية". وقالت النيابة العامة إن عرض الصور هو بمثابة "تمجيد لأفعال" حركة حماس.
لكن، في المقابل، أشار محامو الشابات الثلاث إلى أنهن كن يضعن في الواقع صوراً لرمز تعبيري للمظلة بدلاً من الطيران الشراعي، وأن الشرطة أخطأت في ما رآه عناصرها في ذلك اليوم.
وقال المحامي، مارك سمرز كيه سي، إن فكرة أن الصورة كانت لطائرة شراعية بدأت مع "مجموعة إنترنت لديها أجندة"، وإن الصور المتعلقة بالطيران رمز شائع للسلام.
لا دليل
لكن إكرام قال أثناء إصدار حكمه: "أريد أن أكون واضحاً، لا يوجد دليل على أن أياً من المتهمات من مؤيدي حماس، أو كنّ يسعين لإظهار الدعم لها"، وإنه "قرّر عدم معاقبة" المتهمات، ومنحهن إفراجاً مشروطاً لمدة 12 شهراً.
في حادثة مشابهة في الولايات المتحدة، رُفعت شكوى ضد طالبين من جامعة نورث وسترن أطلقا نسخة ساخرة من صحيفة الجامعة، لانتقاد موقفها من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
النسخة الساخرة من صحيفة "ذا ديلي نورث وسترن" التي أطلقها الطالبان، حملت اسم "نورث وسترن ديلي"، ونشرت مقابلات مفبركة ساخرة مع مسؤولي الجامعة وإعلانات تسخر من إسرائيل.
ومن بين الإعلانات الساخرة المنشورة واحد لبرنامج سفر الشباب اليهود الأميركيين إلى إسرائيل، مع شعار "منزل رجل كان منزل رجل آخر". وعُلّقت الصحيفة على لوحات الإعلانات، ووزّعت في قاعات المحاضرات في الجامعة، كما دست 300 نسخة منها بين نسخ الصحيفة الرسمية للجامعة.
ووجّه المدعي العام المحلي اتهامات للطالبين بسرقة خدمات إعلانية، وفقاً لقانون محلّي ينصّ على أنّه من غير القانوني "نشر إعلان غير مصرّح به في صحيفة أو دورية". إلا أنه، بعد أيام، قرّر المدعون العامون إسقاط الشكوى.
وقال مكتب المدعي العام: "بالنظر إلى الطبيعة المحددة لهذه الحالات، فقد راجعنا الظروف بدقة، وشاركنا في مناقشات مع جامعة نورث وسترن ومزود الصحف في الحرم الجامعي. ونتيجة لهذه المراجعة، قرّرنا إسقاط التهمة".
ونقل موقع ذي إنترسبت الإخباري عن ممثلي الادعاء أن التهمة رُفعت مباشرة من قبل الشرطة، ولم يوافق عليها بشكل فعّال مكتب المدعي العام في الولاية.