قال مسؤول في وزارة الخارجية في الباهاما، الجمعة، إن الممثل الأميركي سيدني بواتييه، توفي عن 94 عاماً. وأكد القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية، يوجين تورشون نيوري، وفاة بواتييه.
كان بواتييه قد كسر حواجز العنصرية، فهو أول ممثل أسود يفوز بجائزة الـ"أوسكار" لأحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليليز أوف ذا فيلد"، وكان ملهماً لجيل من الأميركيين في أثناء كفاح حركة الحقوق المدنية لتحقيق المساواة مع البيض. وأسّس تراثاً سينمائياً مميزاً في 1976، بثلاثة أفلام، في وقت كان الفصل العنصري سائداً في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة.
وفي فيلم "غِس هو إز كامينغ تو ذا دينر"، أدى دور أسود خطيبته بيضاء. وفي فيلم "إن ذا هيت أوف ذا نايت" أدى دور "فيرجل تيبس"، وهو ضابط شرطة أسود يواجه العنصرية خلال تحقيق في قضية قتل، وأيضاً أدى دور مدرس في مدرسة صارمة التقاليد في لندن، في فيلم "تو سير، ويذ لاف".
وكان فوزه التاريخي بجائزة الـ"أوسكار" لأحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليليز أوف ذا فيلد"، عام 1963، وأدى فيه دور عامل يساعد راهبات ألمانيات في بناء كنيسة صغيرة في الصحراء. وقبل ذلك بخمس سنوات كان بواتييه أول ممثل أسود مرشح لجائزة الـ"أوسكار" لممثل رئيسي، عن دوره في فيلم "ذا ديفيانت وانز".
خُلدت شخصيته "فيرجل تيبس" في فيلم "في لهيب الليل" في عملين مكملين هما "ذاي كول مي مستر تيبس" و"ذا أورغنيزيشن"، كذلك صارت أساس المسلسل التلفزيوني "إن ذا هيت أوف ذا نايت" من بطولة كارول أوكونور وهاورد رولينز.
وأثارت وفاة سيدني بواتييه ردود فعل من نجوم هوليوود والشخصيات البارزة في عالم السياسة الجمعة، إذ قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إن بواتييه "جسّد عبر أدواره الرائدة وموهبته الفريدة الكرامة والفضيلة، وكشف النقاب عن قوة الأفلام التي تقرّب بعضنا من بعض، وفتح الأبواب أمام جيل من الممثلين. نُعبّر أنا وميشيل (زوجته) عن مشاعر الحب لعائلته ولجمهوره العريض".
وقال رئيس وزراء جزر الباهاما فيليب ديفيس: "يخيم الحزن على جزر البهاما بالكامل، ونقدم أحرّ تعازينا لعائلته. لكن حتى في حزننا، نحتفل بحياة مواطن عظيم من جزر الباهاما. إنه رمز ثقافي، وممثل، ومخرج سينمائي، ورجل أعمال، وناشط في مجال الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، ودبلوماسي في المقام الأخير. حسناً، إنني معجب بالرجل، ليس بسبب إنجازاته الهائلة، ولكن أيضاً بسبب طبيعته، وقوة شخصيته، ولأنه كان صريحاً في التعبير عن نفسه، لا يخفي أفكاره أو يخجل منها".
ونعته مقدمة البرامج التلفزيونية أوبرا وينفري التي قالت: "بالنسبة إليّ، سقطت أكبر الأشجار العظيمة... سيدني بواتييه. شرف لي أنني أحبك وأعتبرك المرشد والصديق والأخ وكاتم السر ومعلم الحكمة. أسمى آيات التقدير والثناء على أروع وأكرم وأبلغ مسيرة حياة. كنت أعتزّ به، وكنت أعشقه. كانت روحه العظيمة وستظل مصدر فخر واعتزاز بالنسبة إليّ إلى الأبد".
وكتبت الممثلة الحائزة جائزة "أوسكار" ومقدمة البرامج، ووبي غولدبيرغ: "ما دمت أردت الصعود إلى السماء، دعني أكتب لك على صفحة السماء بحروف على ارتفاع ألف قدم. إلى السير (إليك)... مع الحب. السير سيدني بواتييه الذي علمنا كيف نلامس بأيدينا النجوم".
وكذلك فعلت الممثلة الحائزة جائزة "أوسكار" فيولا ديفيس التي غردت: "معاني الكرامة والبساطة والقوة والتميز التي أضفيتها على أدوارك أظهرت لنا أننا، نحن السود، لنا شأن".
(رويترز، العربي الجديد)